صحافة إسرائيلية

طيارون إسرائيليون يكشفون كواليس حرب جوية فوق سوريا

طائرات الاحتلال تشن غارات مستمرة على سوريا- جيتي
طائرات الاحتلال تشن غارات مستمرة على سوريا- جيتي

تحدث خبير عسكري إسرائيلي، الأحد، عن كواليس الحرب الجوية فوق الأراضي السورية، نقلا عن طيارين إسرائيليين.

 

وقال إن "الحرب الجوية الإسرائيلية التي تشهدها الأجواء السورية تكشف أن عملية واحدة قد تغير كل شيء، فالطيارون الإسرائيليون يطيرون في سماء الشرق الأوسط، ويهاجمون مئات الأهداف المعادية خارج الخطوط، ما يشكل فرصة مناسبة لاستنطاقهم، والتعرف منهم على طبيعة هجماتهم الواسعة النطاق في سوريا وإيران، فضلا عن إحباط الهجمات المعادية على الحدود".


وأضاف نير دفوري بتقريره على القناة العبرية 12، ترجمته "عربي21" أن "عمل سلاح الجو الإسرائيلي يتراوح بين التحديد والمراقبة والقصف، وهكذا تعمل الحملة السرية في الجبهة الشمالية، وآخر عملياتها مهاجمة سوريا قبل أيام، ضد أحد معاقل البنية التحتية الموالية لإيران في القنيطرة شمال الجولان، قتل فيها ثلاثة من مليشياتها، لمنع استقرار إيران في سوريا، لاسيما في مرتفعات الجولان".


وأشار إلى أنه "منذ سنوات، يعمل سلاح الجو الإسرائيلي بكثافة عالية للغاية في ما يسمى (المعركة بين الحروب)، ولتوضيح ذلك بالأرقام، ففي الأشهر الأخيرة تم إطلاق ألف صاروخ جوي ضد طائرات سلاح الجو في سوريا، ووجد الطيارون أنفسهم يدمرون عشرات البطاريات السورية المضادة للطائرات، ويهاجمون ألف هدف على الأراضي السورية".

 

وأوضح أنها كانت "حملة واسعة النطاق تجري عادة في الظلام، ليلة بعد ليلة".


ونقل عن قائد السرب الجوي المشارك بالعمليات الإسرائيلية قوله إن "التفسير السائد بشأن (المعركة بين الحروب) أن عملياتها يتم تنفيذها بواسطة طائرات مقاتلة، لكن طائرات الهليكوبتر تلعب دورا مهما في الأنشطة العملياتية، من حيث المشاركة في المعركة البرية ومهاجمة الأهداف، لدينا القدرة على مهاجمة أهداف صغيرة وجراحية، بما فيها نقاط المراقبة والأسراب بتكوين سري للغاية".


وأضاف أن "الأنشطة التي نقوم بها في الجولان تتمثل بقدرتنا على الوصول لمستوى عال من الدقة، وإغلاق دائرة في الوقت الفعلي، نتعاون مع الأقسام المكانية، ونتحدث عن القوات الموجودة على الأرض، ونغلق الدائرة بطائرات مأهولة عن بعد، ونعمل في ظروف جوية معقدة، في ظل السحب المقيدة، ما يعزز أهميتها، خصوصا للعمليات التي تنفذها القوات البرية في الجبهة الشمالية مع لبنان وسوريا، أو الجنوبية في قطاع غزة". 


وكشف أنه "قبل شهرين، هاجمت طائرات هليكوبتر ومقاتلات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي نقاط مراقبة تابعة لحزب الله قرب الحدود، ردا على إطلاق نار من الأراضي اللبنانية على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي كانت في نشاط عملياتي، ورغم عدم القدرة على الخوض في التفاصيل، لكن الهجمات يتم تنفيذها من خلال سرب أباتشي، لدينا خطة تشغيلية تستند لأهداف محددة مسبقًا، وحققت نتائج، ونبني جميع المعلومات قبل تنفيذ أي هجوم". 


وأشار إلى أن "مرونة طائرات الهليكوبتر القتالية بأداء العديد من المهام في مجموعة متنوعة من الساحات يسمح لها بالقيام بدور كبير بمهاجمة الأهداف في القطاع الشمالي، فقد نجد أنفسنا في الشمال، ونقفز إلى غزة، ونهاجم الجولان في اليوم التالي، فأسلحتنا صغيرة ضمن القوات الجوية، لكنها قد تقلب الموازين بالنسبة لكتيبة مناورة، هذه مهمتنا كدبابة طائرة، وجزيرة وحيدة في الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية"، وفق قوله. 


وأكد أن "دور الطائرات بدون طيار والمروحيات المقاتلة لا تقتصر على المشاركة في الحملة الجارية في الشمال فحسب، بل تشارك أيضا طائرات بدون طيار، اثنان منها هما "زيك" (هيرميس 450) و"ستار" (هيرميس 900)، وهي من صنع شركة إلبيت، ويديرها سرب "طيور النار" من قاعدة بلماخيم".


وأوضح أن "تحديد الخلايا المسلحة المعادية يتطلب تعاون القوات الجوية والبرية معا، لكنه يتطلب تحديد الصورة الاستخباراتية، وبناء خطة مع القيادة الشمالية، ورؤية العدو محاولا القيام بخطوات، لكننا لا ننجح، نقاتل ضد عدو يعرف كيف يتكيف مع واقع جديد، بالتالي فإن هناك تحديا للحفاظ على حالة تأهب قصوى بمرور الوقت، ففي نهاية اليوم قد يحدث أي شيء، والاستجابة غير الصحيحة تؤثر استراتيجيا على ما يحدث في غزة".


وكشف عن أن "قاعدة رمات دافيد هي الأكثر مركزية وعملية لسلاح الجو في الجبهة الشمالية، وهي هجومية أمامية، وخط دفاع أول، تقوم بتشغيل الطائرات المهاجمة، وتعمل على مدار الساعة بمجموعة متنوعة من المهام الدفاعية والهجومية، وتعد مكونا أساسيا في أي حملة مستقبلية، وتستخدم أفضل القدرات لتحقيق الأهداف التشغيلية في جميع القطاعات".


وأكد أن "المهمة الأساسية لسلاح الجو في الساحة الشمالية إخراج إيران من سوريا، ومنع حزب الله من تسليح نفسه بأسلحة متطورة، وتقييد حريته في العمل داخل لبنان وسوريا، مع أن النشاط المعقد الذي ينفذه سلاح الجو في السنوات الأخيرة تركز في المعركة بين الحروب في مجموعة متنوعة من الساحات ذات الخصائص الرائدة، فالتحديات في مختلف الساحات، وخاصة في الساحة الشمالية". 


وختم بالإشارة إلى أن الضربات في سوريا، جعلت جيش الاحتلال يتعلم دروسا، ويستفيد تكتيكيا بشكل كبير في ما يتعلق بالمعارك الجوية.

التعليقات (0)

خبر عاجل