هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة تركية، أن المرشح الديمقراطي جو بايدن، الذي يقترب من الفوز برئاسة الولايات المتحدة سيواجه مناخا سياسيا بتركيا يختلف عن السابق.
وتبنت صحيفة "خبر ترك" في تقرير للكاتبة كوبرا بار، وترجمته "عربي21"، الرأي القائل بأن أنقرة غير مستعدة لأن يكون بايدن رئيسا للولايات المتحدة، وهناك إحباط لدى فريق السياسة الخارجية بالرئاسة التركية.
ووجهت تساؤلا، إلى أحد صناع القرار في السياسة الخارجية التركية، حول كيفية تشكل العلاقات الأمريكية التركية إذا ما تم انتخاب بايدن، قالت فيه: "هل أنتم مستعدون لبايدن؟"، ليجيب: "هل بايدن مستعد لأردوغان؟".
وأضافت أن بايدن عندما كان نائبا للرئيس الأمريكي، شهدت تركيا أحداث عدة لاسيما عام 2016، ولكن من وجهة نظر أردوغان والرأي العام التركي، لا يمكن أن تستمر العلاقات حيث توقفت بقوانينها القديمة التي كانت بذلك الوقت (ولاية أوباما الثانية).
وأوضحت أن الخطاب السياسي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد تغير كثيرا، وتستند تفضيلات السياسة الخارجية لتحالف الجمهور الذي تشكل بعد عام 2016 (حزب العدالة والتنمية والحركة القومية)، إلى مبدأ عدم الاعتماد على الولايات المتحدة والغرب.
ولفتت إلى أن الأتراك، ينظرون إلى الولايات المتحدة والغرب، على أنهما أكبر مصادر التهديد بسبب الصدمة الناجمة عن محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/ يوليو، والدعم المقدم لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.
اقرأ أيضا: أنقرة: نتابع الانتخابات الأمريكية ولا أفضلية لمرشح على آخر
وأشارت إلى أنه يضاف لذلك بروز "الخطاب القومي" في السياسة التركية، التي ترى أيضا أن تعرض الاقتصاد التركي للانكماش، سببه "قوى خارجية".
وأضافت أن الصورة الحالية تكمن في أردوغان الذي اشترى منظومة "أس400" من روسيا على حساب مواجهة الولايات المتحدة، وأصر على أطروحاته الخاصة المتعلقة في شرق البحر الأبيض المتوسط رغم الاعتراضات الأوروبية، إلى جانب دعمه الأخير لأذربيجان في قره باغ، كما أن السياسة الخارجية أصبحت أهم دينامو للسياسة الداخلية في تركيا.
وأكدت أنه في مثل هذه البيئة، لا توجد فرصة لأن يتمكن بايدن من إقناع أردوغان بقبول أطروحاته الخاصة، أو حتى التراجع بسبب العقوبات، فعلى العكس من ذلك فإن أي ضغوط تمارس على الرئيس التركي كما في حالة ماكرون، ستعزز من قوته داخليا.
وشددت الصحيفة على أن المناخ السياسي في تركيا قد تغير كثيرا عما كان قبل عام 2016.
وأشارت إلى أن هناك قضية أخرى لا ينبغي أن يفوتها بايدن وفريقه، وهي أن المزاج الاجتماعي في تركيا قد تغير، فبعد عام 2016، ارتفع الخطاب اليميني القومي المستقل بشكل ملحوظ.
وأوضحت أن القيم التي طرحها تحالف الجمهور، مالت إلى القومية المحافظة، والتي اقترب إليها جزء من القوميين في أطروحاتهم على صعيد السياسة الخارجية لتركيا، كما انخفضت نسبت أولئك الذين يؤيدون الاتحاد الأوروبي، وارتفعت مشاعر المعاداة للولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى.
اقرأ أيضا: كيف تنظر تركيا لفوز بايدن.. هل يختلف عن كلينتون وأوباما؟
ماذا عن المعارضة التركية؟
وأضافت الصحيفة، أن الأمر لا يقتصر على تحالف الجمهور، فقد تغير المناخ السياسي لدى المعارضة التركية بعد عام 2016، فعلى الرغم من أنها ترى أن المشكلة الرئيسية في تركيا تكمن بالديمقراطية والحريات، لكنها ترى أنها ملزمة بالوقوف خلف "خطاب الاستقلال" ضد التدخلات الخارجية الذي يتبناه تحالف الجمهور.
وتابعت: "على الرغم من أن المعارضة تقول ’دعونا نزيد أصدقاءنا، ونحد من أعدائنا، ونصنع السلام مع دول المنطقة‘، فإنه لا يوجد حزب واحد يتخذ موقفا صريحا مؤيدا للولايات المتحدة".
وأشارت إلى أن تصريحات بايدن في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز بأنه "علينا أن نوضح أننا ندعم قادة المعارضة في تركيا" أثارت ردود فعل قاسية ليس فقط من الحكومة، ولكن أيضا من المعارضة، وبات التوجه لدى الجميع أنه من الآن فصاعدا سيتم اعتبار أي زعيم أو حزب أو منظمة غير حكومية تقف إلى جانب الولايات المتحدة وخاصة بايدن "خائنا".
وشددت الصحيفة، على أنه بالإضافة لاستعدادات أنقرة لصعود بايدن في البيت الأبيض، فإنه عليه أيضا التحضّر جيدا لأردوغان وتركيا الجديدة.
وأوضحت، أنه يجب على بايدن أن يفهم أنه إذا اتخذ خطوات مثل قوله إنه سيدعم المعارضة، أو رد فعل على إعادة آيا صوفيا إلى مسجد، أو معارضة السياسة التركية تجاه أذربيجان، فإنه سيعزز يد أردوغان، الذي ينتقده في كل منعطف، وسيزيد من تأجيج معارضة الولايات المتحدة لدى الرأي العام التركي.