ملفات وتقارير

مراقبون يربطون الإفراج عن معتقلين مصريين بانتخابات أمريكا

قال مراقبون إن "نظام السيسي ربما أراد استباق الأحداث خاصة في ظل تقدم بايدن"- جيتي
قال مراقبون إن "نظام السيسي ربما أراد استباق الأحداث خاصة في ظل تقدم بايدن"- جيتي

طرح إفراج السلطات المصرية عن 600 معتقل سياسي، العديد من الأسئلة حول دوافع الخطوة وتوقيتها، ومدى علاقتها بنتائج الانتخابات الأمريكية، في ظل تقدم المرشح الديمقراطي جو بايدن، واحتمال وصوله إلى البيت الأبيض، خاصة أن عددا من الديمقراطيين طالبوا سابقا بضرورة الإفراج عن المعتقلين بمصر.


ورحب مراقبون بهذا القرار، واصفين بأنه "خطوة إيجابية" بصرف النظر عن دوافعه، ولكنهم بحاجة إلى المزيد من الإفراجات، وخاصة المعتقلين كبار السن والمرضى والسيدات، محذرين في الوقت ذاته من إعادة اعتقالهم أو تدويرهم في قضايا جديدة كما حدث مع الأكاديمي حازم حسني مؤخرا.


وربط المراقبون في حديثهم لـ"عربي21" بين هذا القرار والانتخابات الرئاسية الأمريكية، معتقدين أن "نظام السيسي ربما أراد استباق الأحداث، خاصة في ظل تقدم بايدن، بحيث يكون قد سجل نقطة لصالحه"، مستدركين: "في حال تغير الموقف وظل ترامب في منصبه، فإن الأمور ستعود للنقطة صفر".


وقررت محكمة جنايات الجيزة، إخلاء سبيل قرابة 600 متهم بتظاهرات 20 أيلول/ سبتمبر و19 قضية أخرى، بينهم ثلاثة صحفيين، دون أن تستأنف النيابة، وهي من المرات القليلة التي لم تستأنف النيابة ضد المفرج عنهم، رغم أن عددهم قد يكون الأكبر منذ الانقلاب العسكري.


ترحيب وتحذير


بدوره، ثمن الباحث الحقوقي أحمد العطار قرار محكمة الجنايات بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين،  معتبرا أن إخلاء سبيل هذا العدد، حتى وإن كان مرتبطا بتدابير احترازية، يعد تقدما كبيرا في ملف المعتقلين السياسيين بمصر.


وطالب العطار في حديثه لـ"عربي21" السلطات المصرية بإطلاق سراح أكبر عدد من المعتقلين ليتم الانتهاء من هذا الملف الشائك والمتعثر، والذي طالت فيه الانتهاكات والتجاوزات كل الأعراف والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.

 

اقرأ أيضا: هآرتس: الشرق الأوسط الأكثر خرابا في العالم بفعل ترامب


وأبدى تخوفه من إمكانية تدوير بعض المفرج عنهم، كما حدث مع الأكاديمي حازم حسني مؤخرا، خاصة أن من يدبر هذا الملف هو الأمن الوطني، الذي يمكنه بكل بساطة إعادة اتهام البعض من هؤلاء المفرج عنهم، بحسب تقديره.


واستبعد الباحث الحقوقي وجود علاقة بين قرار الإفراج الأخير، وإمكانية توقف الاعتقالات الجديدة، مرجحا استمرار الاعتقالات، والتي كان آخرها الشيخ مصطفى العدوي، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا، إلى جانب حملات الاعتقال التي طالت العديد من المصريين بمحافظات مختلفة في الآونة الأخيرة.


محاولة لتحسين الصورة


من جانبه، قال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين جمال حشمت: "إذا حدثت انفراجة أكثر في الفترة المقبلة ستكون مع المحبوسين احتياطيا حديثي الاعتقال، وهو أمر طيب"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "استراتيجية الحكم الانقلابي بقيادة السيسي، لن تسمح بالإفراج عمن يعتبرهم الأخطر على نظامه".


وأشار حشمت في حديثه لـ"عربي21" إلى بعض النماذج التي يتعنت نظام السيسي في الإفراج عنهم، مثل المعتقلة سمية ماهر، فضلا عن باقي النساء في الحبس الاحتياطي مثل عائشة الشاطر وهدى عبد المنعم وعلا القرضاوي، ومن معهم من الرجال المرضى وكبار السن.

 

اقرأ أيضا: مخاوف من اغتيال المعارض المصري حازم حسني بعد إخلاء سبيله


وأضاف أن "هناك الآلاف في الحبس الاحتياطي والاختفاء القسري من سياسيين وصحفيين لم يفكر فيهم النظام"، موضحا أنه "يريد أن يرد على منتقديه بأنه يفعل كل شيء وفقا للقانون".


وتابع: "النظام لن يتغير إلا إذا أجبر على ذلك، وكل ما يجري في هذا الإطار، هو محاولة لتحسين صورته لا أكثر، وليس استراتيجية يمكن اتباعها"، وفق تقدير حشمت.


النقطة صفر


من جهته، رحب مدير المرصد العربي لحرية الإعلام قطب العربي بهذه الخطوة، خاصة أنها شملت عددا من الصحفيين تم حبسهم على مدار أكثر من عامين، مطالبا بالإفراج عن باقي الصحفيين والإعلاميين، خاصة المرضى وكبار السن، والذين أمضوا فترات طويلة داخل السجون، مثل الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير جريدة الشعب وبدر محمد بدر رئيس تحرير جريدة آفاق عربية وغيرهم من الصحفيين الآخرين، الذين مر على حبسهم قرابة العامين ومنهم أعضاء بنقابة الصحفيين.


وحول توقيت الإفراج عن المعتقلين ودلالته، أشار العربي في حديثه لـ"عربي21" إلى أنه "يعد استباق لنتائج الانتخابات الأمريكية، بحيث إذا فاز المرشح جو  بايدن فسيقول نظام السيسي وقتها إنه أفرج عنهم قبل الانتخابات، وأنه لا علاقة له بالانتخابات، وحينها سيتم الإفراج عن نشطاء ليبراليين، وبعض الصحفيين والمعتقلين في قضايا تظاهرات، والعكس صحيح في حال فوز ترامب وربما يعاد اعتقال المفرج عنهم مرة أخرى".


ولفت إلى أنه "في الحريات الإعلامية تحديدا لو فاز بايدن، فإن هذا الملف سيتحرك للأمام وسيكون هناك ضغوط من أنصار بايدن لتحصين وضع الحريات العامة، وفي القلب من ذاك حرية الصحافة (..)، أما إذا فاز ترامب، فسنعود للمربع صفر مرة أخرى"، بحسب تعبيره.

 
التعليقات (1)
مراقب
الجمعة، 06-11-2020 09:32 ص
القضاء المصري الشا .. بياخد التعليمات من الضابط اللي بيشغله والضابط بياخد التعليمات من مكتب بلحة، وبلحة بياخد التعليمات من سفير أمريكا وسفير اسراءيل وسفير الإمارات