هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دافع وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، عن تطبيع بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي، والمقرر توقيعه بشكل رسمي الثلاثاء في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال ابن زايد في مقال نشره بصحيفة
"وول ستريت جورنال"، وترجمته "عربي21"، إن "اتفاق السلام مع إسرائيل أوقف عملية الضم
الإسرائيلية لمناطق في الضفة الغربية"، مطالبا السلطة الفلسطينية بإعادة
النظر في توجهاتها، والسعي نحو "استئناف التفاوض مع إسرائيل".
وذكر ابن زايد أن "الفلسطينيين
سيحظون كما هو الحال دائما، بدعم كامل من دولة الإمارات، وهو الدعم الذي أصبح له
وزن أثقل في العلاقات مع إسرائيل"، مضيفا أن "وتيرة التطبيع ومجالاته لن
تنال من السعي نحو إقامة دولة فلسطينية وتحقيق الحقوق الفلسطينية"، على حد قوله.
واعتبر الوزير الإماراتي الاتفاق مع الاحتلال الإسرائيلي بمثابة الفرصة، من أجل التعامل مع القضايا الملحة بالمنطقة، مبينا أن "أبوظبي وتل أبيب وكل دول المنطقة مرهقة من المواجهات، وبزغت الآن ضرورة إقامة علاقة جيدة بين إسرائيل والدول العربية".
وشدد على ضرورة اتباع الحوار الذي يخفف من التوتر في المنطقة، ويدفع نحو "التسامح الديني"، لافتا إلى أنه "سيتم العام المقبل إقامة مجموعات دائمة بين إسرائيل والإمارات، لتبادل بعثات الدراسة وغيرها من المشاريع الصغيرة التي ستحمل إلى العالم رسالة السلام"، بحسب تعبيره.
اقرأ أيضا: ممثل عباس لـ"عربي21": لا يحق للإمارات التدخل بشؤون الأقصى
ورأى أن هبوط أول رحلة تجارية إسرائيلية في أبوظبي قادمة من تل أبيب، يحمل "رسالة السلام بثلاث لغات، العربية والإنجليزية والعبرية"، واصفا تطبيع بلاده مع الاحتلال، بأنه اختراق دبلوماسي تاريخي، وعلامة "مفعمة بالأمل".
وقال ابن زايد إن "التوقيع على
اتفاق السلام تذكير مزعج بأن الإماراتيين والإسرائيليين وجميع شعوب الشرق الأوسط،
قد سئموا الصراع"، مضيفا أن "الأولوية هي مواصلة تحديث مجتمعاتنا وتحقيق
الاستقرار في المنطقة".
وبحسب الوزير الإماراتي، فإن
"الأولوية الأكثر إلحاحا هي تهدئة التوترات وبدء حوار إقليمي حول السلام
والأمن"، معتقدا أن دعم الولايات المتحدة ومشاركتها لمثل هذا الجهد، أمر بالغ
الأهمية.
وتابع: "الأولوية الثانية هي
توسيع مجتمع التعايش السلمي"، لافتا إلى أن أبوظبي استضافت العام الماضي
البابا، لتجسيد التسامح الديني، من خلال بناء مسجد وكنيسة وكنيس يهودي في مجمع
واحد.
وفيما يتعلق بالأولوية الثالثة، قال
ابن زايد إنها تتعلق بالتبادل الاقتصادي والثقافي في جميع أنحاء المنطقة، من
الخليج إلى البحر الأحمر عبر قناة السويس إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى
أن "إسرائيل عليها استخدام اقتصادها المتقدم وبنيتها التحتية وأسواقها
الكبيرة، لأجل استفادة الأردنيين والمصريين والفلسطينيين وغيرهم"، وفق قوله.
وأكد أن التطبيع يدل على أهمية الدور
الأمريكي في الشرق الأوسط، مبينا أن "التطبيع يحدث فقط بتأثير الدبلوماسية
الأمريكية وإعادة التأكيد على التزاماتها الأمنية".