هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن التصعيد الأخير مع حماس في غزة كبد "إسرائيل" خسائر فادحة، تمثلت في اشتعال النيران في خمسين ألف فدان من المحاصيل الحقلية، وإحراق آلاف الأفدنة من المحميات الطبيعية، في حين أصبحت حياة المستوطنين في غلاف غزة لا تطاق.
وأضاف أليكس ناحومسون في مقاله على موقع "نيوزن ون"، ترجمته "عربي21" أن "ما بدا وكأنه لعبة فضولية في نيسان/ أبريل 2018، حين بدأت حماس أول إطلاق البالونات المشتعلة، فقد تحولت اليوم بعد ثلاث سنوات إلى خطر استراتيجي، أسفر عن إحراق الأراضي المزدهرة".
وأكد أن "الانسحاب من غزة الذي حدث قبل 15 عاما تحولت نتائجه اليوم من مصدر إزعاج لتهديد حقيقي منذ قيام الدولة، لأن جولات المواجهة العسكرية بدأت مع استكمال الانسحاب الذي قاده رئيس الوزراء أريئيل شارون في 2005، رغم وعده بالرد بقسوة على أي عمل مسلح يخرج من غزة، واليوم وبعد مرور 15 سنة، ولم يتم عمل شيء سوى عدد من العمليات العسكرية، التي هاجمت أهدافا في غزة، ثم عادت لقواعدها".
وأوضح أن "حماس لا تتوقف عن مهاجمة إسرائيل بشتى الطرق، من إطلاق الصواريخ على التجمعات الاستيطانية، إلى حرق المحاصيل الحقلية، والمحميات الطبيعية، وجعل حياة المستوطنين لا تطاق، في حين أن ردود إسرائيل تعزز فقط دافع حماس لإنتاج العنف المستمر، ويمكن الاستنتاج أن حماس لا تردعها إسرائيل".
اقرأ أيضا: يديعوت: حماس منحت إسرائيل تهدئة لشهرين.. هذا ما طلبته
وختم بالقول إن "سلوك الجيش الإسرائيلي العاجز في مواجهة حماس، مع تخليه عن المستوطنين والأراضي الخاضعة له، يشكل إخفاقا استراتيجيا، يقوض ما تبقى من قوة الردع ضد حماس، وينتج عنه حافز لاستمرار العمليات المسلحة، وابتزاز الحركة لنا، وهو سلوك مرفوض لا يغتفر، والمسؤولية عن ذلك تقع على المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل".
نوعام أمير الخبير العسكري عنون مقاله بعبارة "إسرائيل بطلة على إيران، ضعيفة أمام حماس"، معتبرا أن التصرف الإسرائيلي بيد قوية على الحدود الشمالية، يثير تساؤلات حول سلوكه المختلف على الحدود الجنوبية، ما يطرح السؤال حول ما إذا كانت إسرائيل معنية بهزيمة حماس، والجواب ليس واضحًا إلى الآن، لأن الجولة الأخيرة مع حماس أثارت أسئلة وشكوكا حول استراتيجية إسرائيل في الشرق الأوسط".
وأضاف في مقاله بصحيفة "مكور ريشون"، وترجمته "عربي21" أنه "في ليلة واحدة وساعة واحدة، اتهم السوريون سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ هجوم دراماتيكي على دمشق، بينما في الوقت نفسه تحدثت حماس في غزة عن اتفاقات تم التوصل إليها مع إسرائيل، رغم أن الحركة واجهت إسرائيل باستخدام أكثر الأسلحة بدائية منذ اختراع المقلاع، والخرق الممزوجة بالزيت والبالونات".
وأكد أنه "صحيح أن إسرائيل لا تخاف من حماس، لكن عجزها الظاهر أمامها يثير بشكل متكرر مسألة ما إذا كانت إسرائيل مهتمة على الإطلاق بحل مشكلة غزة، لأنها حتى لو كانت تمتلك القدرات، لكنها على الأرجح غير كافية، بدليل أن حماس، وعبر بالوناتها المشتعلة، تمكنت من دفع إسرائيل للجنون، وجرها لمعركة إضعاف الوعي، المتمثل بتجنب المواجهة معها".