رسميا، تسلمت
حكومة
هشام
المشيشي اليوم الأربعاء مهامها بعد أداء اليمين الدستورية، أمام رئيس
الجمهورية قيس سعيد، على أن ينعقد غدا موكب تسليم وتسلم بين رئيس حكومة تصريف
الأعمال والحكومة الجديدة، التي نالت ثقة مجلس نواب الشعب فجر الأربعاء بـ 134
صوتا ورفض 67 نائبا.
وصوت لحكومة المشيشي
نواب "حركة النهضة" ،"قلب
تونس"، "كتلة الإصلاح"،
"تحيا تونس"، وعدد من نواب ائتلاف الكرامة ومستقلين.
وشهد مسار تشكيل
الحكومة صعوبات واختلافات جذرية ورفض حتى ممن صوتوا لها، على اعتبار رفضهم لحكومة
كفاءات مستقلة ومطالبتهم بحكومة سياسية، وهو ما من شأنه أن يهدد ويعرقل عملها في
ظل وضع اقتصادي صعب جدا، وصف بالخطير، حتى أن كثيرين قالوا إنها لن تدوم أكثر من
بضعة أشهر وستسقط.
دعم رغم الاحتراز
وأكد رئيس كتلة حركة
النهضة نور الدين البحيري في تصريح لـ"عربي21" أنه "رغم الاحتراز
على هذه الحكومة وبعض الأسماء وأن هذه الأزمة تتطلب حكومة سياسية لا كفاءات مستقلة، سندعم السيد هشام المشيشي وفريقه، والبلاد في حاجة ملحة لعدة اعتبارات اقتصادية
واجتماعية وتنموية وأمنية لحكومة تشتغل، الوضع الحالي لا يحتمل الفراغ".
وتابع البحيري: "لا
خيار ولا مصلحة، إلا الالتفاف حول هذه الحكومة، لأجل خدمة البلاد والشعب، وعلى
الحكومة أن تنسجم معنا وتتعاون مع البرلمان، وبالتالي سنقدر على تجاوز أغلب
الصعوبات".
بدوره قال الأمين
العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في تصريح لـ"عربي21": "قدمنا مبادرة لرئيس الحكومة للخروج من
الأزمة لو تفاعل معها السيد المشيشي لبددت جميع المخاوف من كل الأطراف، أقولها
صراحة هذه حكومة الخوف من الفراغ وحل البرلمان على الرغم من أنها مخاوف مشروعة".
وتوقع المغزاوي: "بعد أن تم التصويت لهذه الحكومة أن تفتح
أزمة جديدة، وعلى الرغم من أننا سنكون في المعارضة سنساعد رئيس الحكومة ونحن
وعدناه بذلك".
من جهته قال رئيس
الكتلة الوطنية حاتم المليكي لـ"عربي21": "إن نجاح الحكومة مرتبط بقدرة
رئيسها على ضبط الأمور، مع جميع الأطراف خلال أيام من تسلم المهام، موقفنا ثابت
نحن مع هذه الحكومة وسندعمها".
وأضاف المليكي: "مشاكل
وملفات حارقة تنتظر الحكومة خاصة ارتفاع البطالة، العجز المالي والتنمية بالجهات
الداخلية، التعليم والصحة".
ودعا حاتم المليكي
"
الأحزاب إلى ترك الحكومة تعمل والابتعاد عن سياسة الابتزاز".
النجاح وارد
ويعتبر المحلل السياسي
صلاح الدين الجورشي في حديث لـ"عربي21" أن "نجاح هذه الحكومة ممكن،
وهناك فرصة أمامها لمعالجة المشاكل المطروحة في البلاد، وذلك يعود إلى وجود بعض
الكفاءات بهذه الحكومة ونسبة مهمة من الأصوات من أعضاء البرلمان (134 صوتا)".
وأضاف المحلل السياسي: "هناك رغبة وإرادة رئاسية لعدم وضع أية عراقيل أمام هذه الحكومة، وتحالف واسع
من الكتل والأحزاب لدعم الحكومة وبالتالي فهي معطيات مساعدة لها".
وعن التحديات والصعوبات
يرد محدثنا: "حجم التحديات كبير جدا، وخاصة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي،
وهو ما يتطلب ابتكارا في وسائل العمل ورسم خطط عملية قابلة للتنفيذ ومحل متابعة
دقيقة من هشام المشيشي، وهو ما تعهد به حيث تحدث عن أن حكومته ستنجز منذ الأيام
الأولى".
وبخصوص الحديث عن
فرضية إسقاط الحكومة وتعديل تركيبتها، خلال فترة وجيزة أجاب الجورشي: "هذا
الحديث من قبل بعض الأطراف هو عمل غير جدي، مما سيجعل من تم ذكرهم من الوزراء في
حالة اشتباك مع هذه الأطراف، على الرغم من أننا تعودنا على انتقاد بعض الوزراء".
وقال الجورشي: "لا بد أن تحافظ على استقلاليتها تجاه الجميع، ورئيس الحكومة
سيلعب هنا دورا مهما لطمأنة وفتح الحوار مع الأطراف المعنية، بحماية التوازنات
بالبلاد والعديد من الأطراف داخليا وخارجيا عبرت عن دعمها المعنوي للحكومة".