صحافة دولية

MEE: الموقف من "إسرائيل" يثير جدلا في انتخابات الديمقراطيين

أليكس مورس يعارض تقديم مساعدة من واشنطن للاحتلال الإسرائيلي- جيتي
أليكس مورس يعارض تقديم مساعدة من واشنطن للاحتلال الإسرائيلي- جيتي

بات "الموقف من إسرائيل" أحد محطات الجدل التي تشغل الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وفقا لما رصده موقع "ميدل إيست آي" في تقرير ترجمته "عربي21".

 

ويشير كاتب التقرير الصحفي علي حرب إلى أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني دفع مجموعات الضغط الموالية لإسرائيل نحو مساعدة أعضاء الكونغرس الحاليين على حساب منافسيهم الجدد. 


ويقول: "هذا ما حصل مع جمال بومان الذي تولى بنجاح منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، إليوت إنغل، وهو ما يحدث مع أليكس مورس الذي ينافس على مقعد ريتشارد نيل، الذي يرأس لجنة الطرق والمواصلات".


مورس هو عمدة بلدة هوليوك، ماستشوستس. وهو يهودي أمريكي يعلن عن مثليته، عمره 31 عاما، وتقدمي يعارض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ويدعم فرض شروط الالتزام بمبادئ حقوق الإنسان على إسرائيل لاستمرار المساعدات الأمريكية.


وخصمه ينتمي للتيار الوسط في الحزب وكان قدم دعما لمشروع قانون يجرم مقاطعة إسرائيل.

 

اقرأ أيضا: لماذا يتناقض التطبيع مع الديمقراطية؟ مثقفون يجيبون

ويقول مورس على موقعه: "أعتقد أن أموال دافعي الضرائب يجب ألا تذهب لأنشطة ترسخ الاحتلال والضم وهدم البيوت واعتقال الأطفال الفلسطينيين ويقوض حل الدولتين".


ومشيرا إلى هويته اليهودية، يقول مورس: "كيهودي، أتفهم بعمق الحاجة للشعور بالأمن والأمان مع ازدياد معاداة السامية في هذا البلد وفي أنحاء العالم.. وكيهودي أتعاطف أيضا مع نضال المجتمع الفلسطيني ضد احتلال لا نهاية له ولأجل وطن خاص بهم".


وفي مقابلة مع وكالة الأخبار التلغرافية اليهودية في تموز/يوليو رفض مورس اعتبار أن انتقاد الحكومة الإسرائيلية شكل من أشكال معاداة السامية.


وقال: "في كثير من الأحيان نخلط بين انتقاد إسرائيل وانتقاد زعمائها مع معاداة السامية أو معاداة اليهود وأعتقد أنهما أمران مختلفان تماما. وكشاب يهودي مثلي وتقدمي، أعتقد أن لدي صوتا فريدا أقدمه في هذا الحوار".


وفي وقت سابق من هذا الشهر خرجت مجموعة الضغط الأغلبية الديمقراطية مع إسرائيل (DMFI) وهي مجموعة مرتبطة بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) لدعم النائب ريتشارد نيل لمعارضة حملة مورس، وأنفقت في سبيل ذلك 180 ألف دولار .


وأصبح مورس الشهر الماضي هدفا لحملة تشويه اتهمته بسوء السلوك الجنسي، وهو ما نفاه مؤيدوه على أنه لا أساس له.


ونشرت مجموعة "إن لم يكن الآن" (IfNotNow)، وهي مجموعة يهودية يقودها شباب، تغريدة أيدت فيه مورس، وقالت عن التهم الموجهة له إنها هجوم سيئ النية "لهزيمة شاب، مثلي وتقدمي ترشح ضد المؤسسة السياسية".


ورد مورس بالترحيب بدعم مجموعة  (إن لم يكن الآن) ووصف ناشطي المنظمة بأنهم أصدقاؤه.


وكتب على تويتر: "يشرفني أن أحظى بدعم أصدقائي في  @IfNotNowOrg .. معا سنحارب لأجل العدالة في الوطن وحول.. العالم".


وواجهت DMFI انتقادات بسبب حملتها ضد مرشح يهودي، ولم ترد المجموعة على طلب التعليق من "ميدل إيست آي"، ولكنها ذكرت قبل أسبوعين أن معارضتها لمورس هو بسبب حصوله على دعم من IfNotNow.


وقالت DMFI في تغريدة لها: "إن أليكس مورس سعيد وبدون تحفظ أنه يحصل على الدعم من مجموعة ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في أي حدود.. وهي تستخدم الكذب والتعطيل كتكتيك أساسي".


وفي تصريح لـ"ميدل إيست آي" ردت IfNotNow على DMFI بالقول إن "DMFI تدعم النائب ريتشارد نيل لأنه سيعطي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صكا مفتوحا لترسيخ الاحتلال وحرمان الفلسطينيين من الحرية".


وقالت المديرة السياسية لحركة IfNotNow، إيميلي ماير: "أليكس مورس مثلنا: شاب أمريكي يهودي تقدمي يريد حكومة تحارب أزمة المناخ وتجعل الرعاية الصحية في متناول كل الأمريكيين وتخفض تمويل الشرطة وتعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".


وأوضح مورس أنه سيقوم بفعل حقيقي لتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن انتهاك حقوق الفلسطينيين بما في ذلك عن طريق وضع شروط على مليارات الدولارات التي تقدم لإسرائيل كمساعدات عسكرية لإسرائيل تقتضي إنهاء السياسات المروعة للاحتلال الإسرائيلي، وفق ما قالته ماير.


وأنفقت DMFI بشكل كبير لدعم النائب إليوت إنغل ضد جمال بومان في نيويورك هذا العام. كما أن غيرها من المنظمات المؤيدة لإسرائيل دعمت منافسا لعضوة الكونغرس إلهان عمر، التي فازت بترشيح الحزب الديمقراطي في منطقة منيسوتا، وهو ما يضمن تقريبا إعادة انتخابها بسهولة.


وفي ميسوري، هاجم عضو الكونغرس وليام ليسي كلاي منافسته التقدمية كوري بوش بسبب دعمها لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (BDS)، والتي هزمته في أحد أكبر المفاجآت في موسم الانتخابات التمهيدية.


وقالت بيث ميلر، مديرة شؤون الحكومة في منظمة JVP Action، وهي مجموعة ضغط سياسي مرتبطة بمنظمة  Jewish Voice for Peace، إن المجموعات المؤيدة لإسرائيل "تستخدم تكتيكات قديمة وبالية" ضد المرشحين التقدميين لأنهم يعلمون أن التقدمية الحقيقية تنادي بحقوق الإنسان بشكل عام ومن ضمنهم الفلسطينيون.


وقالت ميلر لـ"ميدل إيست آي": "أعتقد أن هذه الانتخابات التمهيدية سيكون لها تداعيات طويلة الأمد في المساعدة على تقوية حركة حقوق الفلسطينيين في أمريكا.. هذه الانتصارات التي نراها ستبعث برسالة بأن الديمقراطيين والجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي بالذات أكثر من جاهزين للبدء في مساءلة الحكومة الإسرائيلية".


وتابعت: "عندما يرى الكونغرس ذلك، سوف يستجيب، الكونغرس لا يقود هذا الحوار، ولكنه يستجيب لما يريده الناخبون".

 

اقرأ أيضا: خطة بايدين للأمريكيين العرب: 6 عناوين رئيسية

وفي حين تشير استطلاعات الرأي إلى أن مورس يتخلف على نيل قبل التصويت المرتقب الثلاثاء. لكن استطلاعا حديثا أجراه موقع جويش إنسايدر أظهر أن نيل يتقدم بتسع نقاط فقط، وأظهر أيضا أن عددا كبيرا  من الناخبين يؤيدون فرض شروط على المساعدات لإسرائيل.


وبالرغم من تفوق نيل، يبقى السباق غير واضح بسبب عدم إمكانية توقع المشاركين في التصويت وسط الاضطرابات الواسعة وازدياد التوتر العنصري في البلد.


وبعد تقديم نورباك، مجموعة مؤيدة لإسرائيل، دعما كبيرا للمرشحين الجمهوريين قامت بجمع التبرعات الطارئة لريتشارد نيل الأسبوع الماضي، وأرسلت حملة مورس رسالة إلى مؤيديه تقول: "إنها حملة طوارئ لنيل لأننا نربح".


وفي عام 2017 قام نيل بدعم مشروع قانون ضد حملة المقاطعة الدولي BDS يحرم على الأمريكيين مقاطعة إسرائيل. وأثار مشروع القانون غضب دعاة حرية التعبير بما فيهم اتحاد الحريات المدنية الأمريكي الذي قال إن المقترح يعاقب الأفراد "لا لسبب إلا لمعتقداتهم السياسية".


وفي وقتها قال نيل إنه يقدر مخاوف اتحاد الحريات المدنية ولكنه لم يسحب دعمه لمشروع القانون.


وقال لهامبشير غازيت: "أعارض الجهود الدولية لعزل ومقاطعة ونزع الشرعية عن دولة إسرائيل".


 
التعليقات (2)
rmb
الخميس، 03-09-2020 12:45 م
ظهرت النتائج وخسر مورس في النهاية وبقي نيل في مقعده
محمد قذيفه
الأربعاء، 02-09-2020 10:47 ص
كل حر أبي ي في العالم يناضل من أجل حل الدولتين