هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في لغة تصالحية لم تخل من العديد من القراءات والدلالات السياسية، وصف الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حزب الله اللبناني، في اليوم الثاني لزيارته إلى لبنان بأنه " جزء من النظام السياسي اللبناني ومنتخب".
وقال الرئيس الفرنسي إنه "لن يطلق الأموال التي تم التعهد بها للبنان في مؤتمر باريس 2018 ما لم تنفذ إصلاحات"، وأضاف أنه "سيستخدم ثقله من أجل تشكيل حكومة لبنانية جديدة وتنفيذ إصلاحات".
ويواصل الرئيس الفرنسي زيارته إلى لبنان، بعد وصوله الاثنين، ولقائه المطربة الشهيرة فيروز (85 عاما) في منزلها، كأولى محطات لقاءاته.
وأبدى ماكرون الثلاثاء، استعداده لتنظيم مؤتمر دعم دولي جديد للبنان الشهر المقبل بالتعاون مع الأمم المتحدة، بينما يمارس في بيروت ضغوطاً على القوى السياسية للإسراع في تشكيل حكومة بمهمة محددة.
وردا على سؤال حول تكليف أديب، الأكاديمي والدبلوماسي، قال ماكرون الثلاثاء: "يجب منحه كل وسائل النجاح"، بعدما كان أكد في وقت سابق أنه "لا يعود لي أن أوافق عليه أو أن أبارك اختياره".
وكان أديب (48 عاماً) سفير لبنان في برلين قبل تسميته، وهو شخصية غير معروفة من اللبنانيين حتى لحظة اختياره رئيسا للحكومة بناء على توافق بين القوى السياسية الكبرى، أبرزها تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري وحزب الله وعون.
ويسعى ماكرون الذي يعلم أن رهانه في لبنان "محفوف بالمخاطر" إلى إنجاز مهمته والحصول على نتائج سريعة للحفاظ على مصداقيته أمام المجتمع الدولي، بإصراره على إجراء "إصلاحات أساسية" للحدّ من الفساد المستشري في قطاعات عدة أبرزها الكهرباء والمرفأ والحسابات المالية.
وقال ماكرون خلال حوار مع ممثلين عن المجتمع المدني والأمم المتحدة على متن حاملة المروحيات "تونّير" في مرفأ بيروت: "نحن بحاجة إلى التركيز خلال الأشهر الستة المقبلة على حالة الطوارئ وأن نستمر في حشد المجتمع الدولي".
وأضاف: "أنا مستعد لننظم مجدداً، ربما بين منتصف ونهاية تشرين الأول/أكتوبر، مؤتمر دعم دوليا مع الأمم المتحدة"، مشيراً إلى استعداده لاستضافة المؤتمر في باريس.
اقرأ أيضا : هل تنال "حكومة لبنان الجديدة" ثقة المانحين وصندوق النقد؟
وأشار إلى أن الهدف هو أن "نتمكن من أن نطلب مجدداً دعماً من الدول المختلفة لتمويل" مساعدات وشحنها فوراً إلى بيروت.
وفي التاسع من آب/أغسطس، بعد أيام من وقوع انفجار مرفأ بيروت، رعت فرنسا مؤتمراً دولياً لدعم لبنان تعهد خلاله المشاركون بتقديم أكثر من 250 مليون يورو لمساعدة اللبنانيين، على أن تقدم برعاية الأمم المتحدة وبشكل مباشر للشعب اللبناني، من دون أن تمر بمؤسسات الدولة المتهمة بالفساد.
وتوجه رئيس الصليب الأحمر اللبناني أنطوان زغبي للرئيس الفرنسي بالقول خلال اللقاء الحواري: "ما من تقييم جيد للمساعدات منذ الرابع من آب/أغسطس"، موضحاً أن "ثمانين في المئة من الأدوية التي تصل إلى لبنان لا تتواءم" مع الاحتياجات.
وأوضح ماكرون "أعتقد أنه إذا أردنا المساعدة بطريقة أفضل، فسنواصل الضغط وبأقصى ما يمكن على الدول التي تقدم" الدعم، مشدداً على ضرورة "العمل عبر منصة الأمم المتحدة بالتواصل معكم حتى نتمكن من معرفة الحاجات (..) وتقفي أثر كل ما يصل".
ويحفل برنامج عمل ماكرون الطويل الثلاثاء بلقاءات سياسية مهمة أبرزها مع رئيس الجمهورية ميشال عون وممثلي القوى السياسية الرئيسية.
ويحذر ماكرون الذي يزور بيروت للمرة الثانية خلال أقل من شهر، من أنّ مساعيه تعدّ "الفرصة الأخيرة" لإنقاذ النظام السياسي والاقتصادي المتداعي في لبنان، وقد استبقت القوى السياسية الأساسية وصوله بالتوافق على تكليف مصطفى أديب بتشكيل حكومة جديدة.
لكن ماكرون الذي سبق وصوله حدوث توافق واتفاق سياسي لبناني سريع ولافت، على مسمى رئيس الحكومة الجديد المكلف مصطفى أديب، جوبه بمحيط منزل فيروز باحتجاج رافض لمسمى "أديب" بوصفه مرشحا للقوى السياسة ذاتها التي يرفضها الشارع.
ماكرون الذي حمل معه على ما يبدو "تفويضا دوليا"، لهندسة الحالة السياسية في لبنان، قدم انحناءة بسيطة للمحتجين وخاطبهم: "قطعت التزاما لها (فيروز) مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم".
وقال ماكرون للصحفيين عقب وصوله إنه مع احتفال لبنان بمئويته فإن ثمة فرصة سانحة "للسعي وتعلم الدروس والتطلع إلى المستقبل".
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) September 1, 2020
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) August 31, 2020