هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدا وكأن وسائل الإعلام في مصر تحتفل بانتصار الدولة في معركة "سد
النهضة" الإثيوبي الذي يهدف إلى خنق مصر الشقيقة بالجفاف بمنع وصول مياه نهر
النيل بكميات كافية.
لكن الخبر الذي فتح شهيتها للرقص والفرح يتعلق باعتقال القائم بأعمال
المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، محمود عزت، من إحدى الشقق السكنية بمنطقة
التجمع الخامس في القاهرة.
وقالت وزارة الداخلية، في بيان، صباح الجمعة، إن اعتقاله جاء نتيجة استمرار
جهودها في التصدي لما وصفته بالمخططات العدائية التي تستهدف "تقويض دعائم
الأمن والاستقرار والنيل من مقدرات البلاد"، على حد قولها.
وقال البيان إن "عزت" هو "المسؤول الأول عن تأسيس الجناح
المسلح بجماعة الإخوان، والمشرف على إدارة العمليات الإرهابية والتخريبية التي
ارتكبها التنظيم بالبلاد"، وفق مزاعمها.
وظل عزت مُطاردا داخل مصر لأكثر من 7 سنوات منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو عام
2013، رغم تردد شائعات حول سفره للخارج، وأخرى زعمت وفاته.
وحكم على "عزت" بأحكام قضائية عدة في عدد من القضايا، منها حكمان
بالإعدام في قضيتي "التخابر" و"الهروب من سجن وادي النطرون"
وحكمان بالمؤبد في قضيتي أحداث مكتب الإرشاد وأحداث شغب في محافظة المنيا، فضلا عن
صدور أوامر باعتقاله ضمن قضايا أخرى.
اقرأ أيضا: الأمن بمصر يعلن اعتقال القائم بأعمال مرشد الإخوان محمود عزت
وقبل أيام، قضت محكمة جنايات المنيا بالسجن المؤبد للقائم بأعمال مرشد
الإخوان، محمود عزت، و7 آخرين بتهمة "تكوين خلية إرهابية تهدف لقلب نظام
الحكم وتخريب الاقتصاد".
وحصل محمود عزت، المولود عام 1944 بالقاهرة، على شهادة البكالوريوس في الطب
عام 1975 وشهادة الماجستير بالطب عام 1980، وشهادة الدكتوراه بالطب عام 1985 من
جامعة الزقازيق.
إضافة إلى الشهادات العلمية بالطب فقد حصل على دبلوم معهد الدراسات
الإسلامية عام 1998، وإجازة قراءة حفص من معهد القراءات عام 1999.
وارتبط بـ"الإخوان المسلمين" عام 1953، وانتظم في صفوفها عام
1962، وكان وقتها طالبا في كلية الطب، واعتقل عام 1965 بعد الصدام مع الرئيس
السابق جمال عبد الناصر، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات وخرج منه عام 1974.
اختير عضوا في مكتب الإرشاد بالجماعة عام 1981.
وأعيد اعتقاله عام 1993 في قضية مرتبطة بـ" الإخوان" المعروفة
بقضية (سلسبيل) ثم سجن للمرة الثالثة لمدة 5 سنوات، لمشاركته في انتخابات مجلس
شورى الجماعة واختياره عضوا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000.
وتولي "عزت" منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان في آب/ أغسطس 2013،
عقب اعتقال مرشد "الجماعة" محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامي
"رابعة العدوية" و"النهضة" بالقاهرة الكبرى آنذاك.
وفي حزيران/ يونيو عام 2016، وجه عزت رسالة صوتية إلى أبناء
"الجماعة" وأنصارها في مصر، مؤكدا أن الجماعة "تمثل النواة الصلبة
للمشروع الإسلامي الحضاري العالمي في مواجهة نظام عالمي مادي لا إنساني، ما زالت
الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية تنفرد بقيادته وتحالفت معهما القوى
الاستعمارية الشرقية والغربية، مستغلين الطائفية المهلكة والعرقية المنتنة لتمزيق
الأمة ونهب ثرواتها".
نشرت له عدة بحوث وأنشطة في مجال مقاومة عدوى المستشفيات في مصر وبريطانيا،
وله عدة بحوث في الأمراض الوبائية في مصر، مثل الالتهاب السحائي الوبائي، ووباء
الكوليرا. وهو نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية الإسلامية. ولديه اهتمامات
دعوية في مجال التربية والطلاب والعمل العام وحقوق الإنسان، والعمل الطبي الخيري.
وسائل الإعلام المصرية التي اعتادت تضخيم أي حدث يتعلق
بـ"الإخوان"؛ عبّرت عن فرحتها باعتقال "عزت" بوصفه "صيدا
ثمينا".
لم يكن "صيدا ثمينا" فالرجل وفقا لما أعلنه "الإخوان"
يلاحق من قبل السلطات منذ 7 سنوات بتهم سياسية زائفة، بحسب البيان، ويبلغ من
العمر 76 عاما وبالكاد يستطيع أن يقاوم الشيخوخة وأمراضها.
ولأكثر من 7 سنوات عجزت أجهزة السيسي الأمنية والمخابراتية بكل إمكانياتها
عن اعتقال "الصيد الثمين" صاحب الـ 76 عاما، والذي تقول جماعة الإخوان
إنه "ظل مجاهدا مقاوما للانقلاب لم يدخر جهدا أو وقتا في سبيل دينه ودعوته
وقضيته".