هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت أرقام
الناخبين بعد إعلان نتائج انتخابات مجلس الشيوخ في مصر عزوف قطاع كبير من المواطنين
عن التصويت في الانتخابات، ومقاطعة شريحة كبيرة لها من ناحية، وارتفاع عدد الأصوات
الباطلة إلى أكثر من 15 بالمئة من ناحية أخرى.
كما عكست
النتائج، وفق سياسيين ومحللين، شكل البرلمان المقبل بعد هيمنة "قائمة من أجل
مصر" التي يقودها حزب "مستقبل وطن" على أغلب نتائج المقاعد الفردية،
وجميع مقاعد القائمة ليحصد نحو 170 مقعدا من أصل 175 أُعلنت نتائجهم.
كما كشفت
فشل العديد من الأحزاب السياسية بمقعد واحد، مقابل استحواذ حزب "مستقبل وطن"
على 70 مقعدا، وبانتظار جولة الإعادة لزيادة العدد، حيث يخوض جولة الإعادة على 22
مقعدا، وحصل حزب الشعب الجمهوري على 5 مقاعد.
المفارقة
أنه من بين 19 حزبا لم ينجح أحد من أصل 25 حزبا خاضوا الانتخابات في الدوائر
الفردية، بينما تتنافس الأحزاب الثلاثة، النور السلفي، المؤتمر، حماة الوطن على
مقعد وحيد، وفاز مرشح واحد مستقل في دائرة القاهرة.
وأعلنت
الهيئة الوطنية للانتخابات، الأربعاء، فوز قائمة "من أجل مصر"، التي
يقودها حزب "مستقبل وطن" بجميع مقاعد القائمة المغلقة في الانتخابات،
والبالغ عددها 100 مقعد، مشيرة إلى حسم 75 مقعدا من أصل 100 مقعد في الانتخابات
التي جرت على الدوائر الفردية، وقد استحوذ الحزب نفسه على غالبية هذه المقاعد.
وبلغ عدد من
أدلوا بأصواتهم في الانتخابات 8 ملايين و959 ألفا و35 ناخبا، من مجموع 62
مليونا و940 ألفا و165 ناخبا مقيدا بقاعدة بيانات الناخبين، بنسبة مشاركة محدودة
لم تتجاوز 14.23%.
في حين بلغ
عدد الأصوات الصحيحة 7 ملايين و577 ألفا و741 صوتا بنسبة 84.58%، مقابل عدد أصوات
باطلة بلغ مليونا و381 ألفا و294 صوتا بنسبة 15.42%.
"نتائج
انتخابية فاضحة"
السياسي
والبرلماني المصري السابق، محمد عماد صابر، ذهب إلى القول بأن "نسبة المشاركة
الرسمية في انتخابات مجلس الشيوخ، والتي لم تتجاوز 14% تُعد فضحية، فضلا عن نسبة
الأصوات الباطلة، والتي بلغت نحو 15 بالمئة، هي أكثر فضيحة؛ فهي مقاطعة صريحة،
وتصويت شعبي واضح ضد قائد الانقلاب شخصيا ونظامه العسكري الحاكم".
اقرأ أيضا: جمال عيد لـ"عربي21": الإخوان حجر عثرة أمام الديمقراطية بمصر
وأضاف في
حديثه لـ"عربي21": "هذا المشهد الانتخابي الفاضح هو أحد مخرجات
سياسة النظام البوليسية القمعية التي تهدف
إلى إخراج الشعب من المعادلة السياسية، فهو نظام يكتسب شرعية من الخارج ممن دعموا
انقلابه، ولذلك فالديمقراطية وأدواتها في مصر شكلية صورية، تتم هندستها أمنيا
ومخابراتيا من أجل الهيمنة على كافة مناحي الحياة، ومنها تصنيع حزب مستقبل وطن وقوائمه
الانتخابية، للهيمنة على البرلمان بغرفتيه".
واختتم صابر
حديثه بالقول: "النظام العسكري لا يعترف بالديمقراطية والانتخابات الحرة، بل يعتبر ذلك من أسباب ميوعة الدول، وسبب الفوضى فيها وعدم الانضباط، هذا يرجع إلى عقيدة النظام، لذلك فالتناول السياسي لنظام
يقول عن نفسه (أنا مش سياسي ولا بتاع سياسة) غير مجد".
"صورة
عن البرلمان المقبل"
بدوره، رأى
المحلل السياسي، محمد السيد، أن "نتائج انتخابات الشيوخ هي نسخة لما سيكون
عليه البرلمان القادم من سيطرة الحزب الوطني الجديد بين قوسين مستقبل وطن"،
مشيرا إلى أن "ما حدث في انتخابات مجلس الشيوخ كان معروف سلفا للقاصي
والداني، والنتائج ليست بالمفاجئة، فمن أشرف على اختيار المرشحين هو جهاز الأمن
الوطني".
وأكد في
حديثه لـ"عربي21" أن "الدلالة القوية والإيجابية لنتائج الانتخابات وما حملته من أرقام، رغم شكوكنا، تؤكد عزوف الناخبين فانخفضت نسبة المشاركة رغم
الضغوط التي مارستها الدولة وتهديدات الغرامة، من ناحية، وحجم الأصوات الباطلة
الذي تجاوز 15 بالمئة كصورة من صور الاعتراض على القهر الذي تعرض له المواطن ليدلي بصوته
أو يرفض العملية الانتخابية برمتها".
"مجلس
أمني لا مجلس شيوخ"
من جهته؛
قال النائب السابق، ياسر عبد العاطي: "أولا، مجلس الشورى (الشيوخ) لم يكن
منصوصا عليه في الدستور، الأمر الآخر أن الفائزين ومن سيفوز لاحقا تم اختيارهم
بمعرفة الأمن الوطني، والمخابرات كما هو معروف سلفا، وأوراق المرشحين لا تعتمد إلا
بعد التصديق عليها من قبل تلك الجهات؛ لذلك وجدنا رد الشعب بمقاطعة الانتخابات وإبطال
أصواتهم".
وأكد في
تصريح لـ"عربي21"، أن "مشهد التزوير الفاضح الذي شاهدناه، وتوزيع
الرشاوى وكراتين المواد الغذائية والأموال، والمجيء بالفاسدين الذين أطاحت بهم
ثورة يناير ألا يطعن في شرعية تلك النتائج، أين مرشحو حزب النور الذين لم ينجح منهم
أحد، والذي حصل على 25 بالمئة في انتخابات الشورى الماضية، هذه الانتخابات لا تمثل
الشعب من قريب أو بعيد".