سياسة عربية

البطريرك الراعي يعلن مذكرة "لبنان والحياد" مخرجا لأزمة بلاده

خلف الانفجار الهائل بمرفأ بيروت 178 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح- جيتي
خلف الانفجار الهائل بمرفأ بيروت 178 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح- جيتي

أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ما أسماه مذكرة "لبنان والحياد الناشط" كمخرج لأزمات بلاده الاقتصادية والسياسية والمعيشية.

 

وقال الراعي في  مؤتمر صحافي بالمقر البطريركي الصيفي في الديمان، إن "المكون الأول في المذكرة هو عدم دخول لبنان في تحالفات ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية وامتناع أي دولة عن التدخل بشؤونه".


واعتبر أن "الخطيئة الأصلية كانت باتفاق القاهرة الذي أعطى اللاجئين الفلسطينيين الحق في القيام بعمليات ضد إسرائيل انطلاقا من لبنان..".

 

وفي عام 1969، وقع اتفاق القاهرة بغرض تنظيم الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، حيثُ أرسل آنذاك الرئيس اللبناني شارل حلو وفدًا إلى القاهرة للتفاوض مع الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات بإشراف الجانب المصري.


ودعا الراعي "الأسرة العربية والدولية لتفهم الأسباب الموجبة التي تدفع غالبية اللبنانيين إلى اعتماد نظام "الحياد الناشط".

 

وطالب الأمم المتحدة بإيجاد حل لوجود اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين في بلاده، قائلا: "بتنا في دوامة الحروب المستمرة وبتنا على الحضيض (..) المخرج الوحيد للخلاص في لبنان هو الحياد".

 

ودعا البطريرك الراعي إلى ضرورة تعزيز مفهوم الدولة اللبنانية، من خلال جيش قوي وقضاء مستقل ومؤسسات قادرة على تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والدفاع عن الأرض ضد أي اعتداء سواء من إسرائيل أو غيرها.

وختم قائلا: "يواصل لبنان الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين على أرضه، من خلال التعاطف مع قضايا حقوق الإنسان وحرية الشعوب العربية التي عليها إجماع دولي".

 

 

 

 

 



وخلال الأشهر الماضية، طالب الراعي مرارا بتحقيق "حياد" لبنان، بهدف فك الحصار الاقتصادي واستقلالية القرار الوطني، إذ اعتبر أن هيمنة "حزب الله" على الحكومة والسياسة، تركت بلاده وحيدا ومحروما من الدعم الخليجي أو الأمريكي أو الأوروبي.

وجاء انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/أغسطس الجاري، ليضاعف معاناة اللبنانيين عقب تداعيات أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها بلادهم منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975- 1990).

وخلف الانفجار الهائل 178 قتيلا وأكثر من 6 آلاف جريح، إلى جانب دمار مادي بخسائر تُقدر بنحو 15 مليار دولار، وفق تقديرات رسمية غير نهائية، ما دفع حكومة رئيس الوزراء حسان دياب إلى الاستقالة، وتكليفها حاليا بتصريف أعمال، وإعلان حالة الطوارئ في بيروت 15 يوما.

ويزيد انفجار بيروت من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.

 

التعليقات (0)