سياسة عربية

ممثل للشيعة بلبنان يرد على دعوة "الراعي" لـ"حياد" لبنان

يمر لبنان  بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية- جيتي
يمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية- جيتي

رد ممثل شيعي في لبنان على دعوة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لـ"تحييد" البلاد، من أجل "خلاص اللبنانيين"، الأحد الماضي.

 

وفي معرض رده على "الراعي"، قال المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان، "إن الحقيقة ‏الوحيدة التي نؤمن بها هي: لبنان بلد لأهله وناسه وكل مكونيه، لكنه بلد مقاوم لا يقبل أن ‏يكون فريسة للصهاينة أو الأمريكيين أو أقنعتهم"، بحسب ما نقلت صحيفة "النهار".

 

وأكد قبلان على أن مجلس الأمن والأمم المتحدة "لم ينفعا لبنان في يوم من الأيام"، وخصوصا "عندما نقتل أمام أعينهم وأعينكم"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان. 

 

وأضاف: "إن هذا البلد لا يقبل البيع، وعلى البعض أن يدرك حقيقة أننا كشيعة، أكثرية ‏مكونة في هذا الوطن، ثم الشريك الأول والرئيسي لكل من طرأ عليه..".

 

اقرأ أيضا: حراك احتجاجي مستمر بلبنان ومساع لخطة حكومية موحدة

 

وشدد: "نحن مستعدون أن ننحت من ‏الصخر قوتا، ولن نمرر صفقة بيع البلد. وعلى البعض أن يتذكر أن زمن عودة المارد للقمقم ‏صار في خبر كان‎".

 

والأحد الماضي، اعتبر الراعي أن "الحياد اللبناني يقتضي وجود دولة قوية بجيشها ومؤسساتها وقانونها وعدالتها".

وخلال ترؤسه قداس الأحد في الصرح البطريركي الصيفي، بالديمان شمالي لبنان، رأى الراعي أن "نظام الحياد ليس طرحا طائفيا أو فئويا أو مستوردا، بل هو استرجاع لهويتنا وطبيعتنا الأساسية، وباب خلاص لجميع اللبنانيين دونما استثناء". 

والحياد الذي يشير إليه الراعي، هو نفسه الذي قصده في تصريحات صحفية سابقة، عندما اعتبر أن هيمنة "حزب الله" على الحكومة والسياسة في البلاد، تركت لبنان وحيدا ومحروما من الدعم الخليجي أو الأمريكي أو الأوروبي.

ولفت الراعي إلى أنه عندما يتحقق نظام الحياد يمكن أن "تحقق أكاديمية الإنسان لحوار الثقافات والأديان والحضارات (التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة في دورة 2018 بطلب من رئيس الجمهورية ميشال عون) أهدافها". 

وكان الراعي على مدى الأسبوعين المنصرمين، طالب بتحقيق "حياد لبنان" والعمل على "فك الحصار" عن الشرعية وعن "القرار الوطني الحر"، ما أثار موجة من ردود الفعل من مختلف الأوساط واللبنانية.

ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، ما فجر منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية.

ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية، التي يحملونها مسؤولية "الفساد المستشري" في مؤسسات الدولة، والذي يرونه السبب الأساسي للانهيار المالي والاقتصادي في البلاد.

وبجانب الأزمة الاقتصادية، يعاني لبنان من انقسام واستقطاب سياسي حاد، خاصة منذ تشكيل الحكومة الحالية برئاسة حسان دياب، في 11 شباط/فبراير الماضي، خلفا لحكومة سعد الحريري، التي استقالت في 29 تشرين أول/أكتوبر الماضي، تحت ضغط الاحتجاجات.

التعليقات (0)