هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دخلت تركيا عامها الثاني، بالنظام الرئاسي، شكلت فيها الأحداث تحولا كبيرا في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، سيما في سوريا وليبيا وشرق المتوسط.
حراك دبلوماسي مكثف من أردوغان
وقالت صحيفة "ًصباح" التركية، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كثف من تحركاته الدولية خلال العامين، وأجرى 46 زيارة لـ30 دولة، وكانت روسيا هي البلد الأكثر زيارة له، فقد اجتمع في موسكو مع بوتين سبع مرات.
ولفتت إلى أن أردوغان، وخلال عامين من النظام الرئاسي، زار أذربيجان أربع مرات، والولايات المتحدة ثلاث مرات، وقام بزيارتين لكل من المجر وألمانيا وبلجيكا، كما أنه أجرى العديد من المحادثات الهاتفية مع قادة العالم، ومثّل بلاده في قمتين لحلف شمال الأطلسي، ومجموعة العشرين والجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبعد مرور عام على النظام الرئاسي التركي، برز الملف السوري على الطاولة، من خلال عملية "نبع السلام" و"درع الربيع" شمال سوريا، ضد "ممر الإرهاب" الذي شكلته "قسد"، والمأساة الإنسانية في إدلب.
وبرز الملف الليبي وشرق البحر الأبيض المتوسط، على جدول أعمال النظام الرئاسي التركي، ووقعت أنقرة اتفاقيات مع حكومة الوفاق الليبية غيرت من التوازنات في المسار الليبي، ووضعت حدا للفخاخ ضدها في شرق المتوسط.
اقرأ أيضا: هل أجبرت تركيا دول أوروبا على إعادة حساباتها بليبيا؟
مساعدات تركية لـ137 دولة
وفي مجال مكافحة كورونا، ذكرت الصحيفة، أن السلطات التركية اتبعت طريقة فعالة لمكافحة الوباء مع بداية تفشيه في دول العالم، ومكنت ميزة اتخاذ القرار السريع الذي حققها النظام الرئاسي من التنفيذ الفوري للعديد من التدابير.
وأصبحت تركيا، في صدارة تقديم المساعدات لمختلف دول العالم، حيث قدمت دعما لـ137 دولة.
مشاريع ضخمة
وخلال عامين من النظام الرئاسي، تم تنفيذ العديد من المشاريع الضخمة والدولية، بما فيها خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول "تاناب"، ومشروع السيل التركي في مجال الطاقة، ووضعت الأسس للبدء بتصنيع أول سيارة محلية، وإنتاج أجهزة التنفس المحلي وافتتاح العديد من المستشفيات، وافتتاح جزيرة الحرية والديمقراطية التي أعدم فيها رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس ورفاقه.
تحول في السياسة الخارجية
وقال الكاتب التركي، حسن بصري يالتشين، إن السياسة الخارجية التركية، شهدت في الآونة الأخيرة تحولا كبيرا، في ظل فوضى النظام العالمي.
وأضاف في مقال على صحيفة "صباح"، وترجمته "عربي21"، أن تركيا تخوض عمليات عسكرية في أربع جبهات، وبالوقت ذاته تخوض مفاوضاتها الدبلوماسية.
وأشار إلى أنه وإلى جانب تحقيق نتائج إيجابية في كافة مناطق الأزمات، فقد أثر هذا التقدم أيضا بشكل كبير على مكانة تركيا دوليا.
وأوضح أنه بالماضي، كان جدول أعمال تركيا في السياسة الخارجية محدودا جدا، وشكّل شمال العراق، والملف السوري عقدة في الإطار الأمني بالنسبة لها، وكان لذلك بعد إقليمي فقط.
اقرأ أيضا: الغارديان: رهانات تركيا عالية ورئيسها لا يخشى المخاطرة
وأضاف أن تركيا حاليا، ومن خلال سلوكها أصبحت تحمل بعدا عالميا، مشيرا إلى اللقاءات المتكررة بين أردوغان ورؤساء الدول الكبرى، وخاصة ترامب وبوتين.
وأشار إلى أن تركيا غدت الجهة الفاعلة والرئيسية في عمليات أستانا وجنيف وبرلين، وأصبح لها تأثير عالمي.
ولفت إلى أن تركيا تحولت إلى جهة فاعلة نشطة في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي يهتز فيه النظام العالمي في ظل كورونا، حيث أصبحت بعض الدول المؤثرة عالميا تعتد وتأخذ بالاعتبار الموقف التركي.
وذكر على سبيل المثال، أن إحدى مراكز البحوث الأمريكية نشرت تقريرا تناول التنافس بين الولايات المتحدة والصين، أشار فيه الخبراء إلى كيف يمكن للقوى العظمى الأخرى أن يكون سلوكها في ظل التوتر بين البلدين.
وأوضح أن التقرير ذكر أن القوى العظمى هي: الهند وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا وتركيا، ولم تصنف أنقرة على أنها دولة لا وزن لها في التحالف الغربي.
تركيا أصبحت طرفا فاعلا عالميا
بدوره قال الكاتب التركي، سامي كوهين، إن الحكومة التركية الحالية، اعتمدت مبدأ يتبنى شعار "السلام في الوطن، والسلام في العالم" في سياستها الحالية، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك ليس سهلا.
وأشار في مقال في صحيفة "ملييت"، وترجمته "عربي21"، إلى أن تركيا أصبحت مؤخرا طرفا فاعلا إقليميا بل وعالميا، بسياساتها الخارجية النشطة.
وأضاف، انه على الرغم من الفرص التي أتيحت لتركيا في سياستها الخارجية، إلا أن المشاكل التي تراكمت ليست بقليلة.
ولفت إلى أن التحركات التي قامت بها تركيا مؤخرا في شرق المتوسط، ومن سوريا إلى لبنان، أحدثت تغيرات بالموازين الدولية، ما ولد حالة جديدة في طبيعة العلاقات بين أنقرة والجهات الفاعلة الدولية والإقليمية.
اقرأ أيضا: أويل برايس: انتصار غير متوقع لتركيا في حرب النفط بليبيا
وأوضح أن تركيا باتت تواجه تحالفا ضدها في الساحة، مكونا من اليونان وقبرص اليونانية ومصر والإمارات وفرنسا، بسبب الاختلافات العميقة في المصالح.
وأشار إلى أن الدبلوماسية التركية، قدمت أمثلة ناجحة في التوازن في علاقاتها، فقد أتيحت الفرصة لها لتجنب الصراع مع موسكو واستعادة العلاقات، على الرغم من اختلاف المواقف في سوريا وليبيا.
وأوضح أن أنقرة وموسكو، يبديان تصميمهما على النزاعات بينهما "دون قتال"، ومواصلة التعاون في مجالات أخرى، ويمكن لتركيا تطبيق ذات الاستراتيجية مع دول أخرى في شرق المتوسط.
وأضاف أنه على رغم الخلاف بين أنقرة ودول أخرى، فإن هذه البلدان لديها روابط سياسية واقتصادية واجتماعية وثيقة معها.