سياسة دولية

الخارجية الأمريكية: حزب الله يحاول إسكات إعلام لبنان

استقبلت قناة "أم تي في" السفيرة الأمريكية مساء السبت- جيتي
استقبلت قناة "أم تي في" السفيرة الأمريكية مساء السبت- جيتي

هاجمت وزارة الخارجية الأمريكية حزب الله اللبناني، متهمة إياه بالعمل على "محاولة إسكات الإعلام اللبناني"، وذلك عقب قرار قضائي بمنع وسائل الإعلام من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأمريكية ببيروت.

 

واعتبرت الخارجية الأمريكية القرار القضائي "أمرا مثيرا للشفقة"، مضيفة أن "التفكير في استخدام القضاء لإسكات حرية التعبير وحرية الصحافة أمر سخيف".

 

وقالت: "نحن نقف مع الشعب اللبناني وضد رقابة حزب الله"، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

 

من جهته، صرح وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي لموقع "أل بي سي آي" اللبناني، الأحد، أنه استدعى السفيرة شيا للحضور لديه الاثنين، على خلفية تصريحاتها التي هاجمت بها حزب الله.

 

واعتبر النائب عن حزب الله اللبناني، حسن فضل الله، في تصريح نلقته قناة "المنار" الأحد، كلام السفيرة الأمريكية أنها "تشكل اعتداء سافرا على سيادة بلدنا وكرامته الوطنية".

 

وأشار إلى أن حملة التحريض التي تقودها الإدارة الأمريكي "ضد غالبية اللبنانيين" تأتي في سياق "التغطية على الدور التآمري لهذه الإدارة على لقمة عيش اللبنانيين وعملتهم الوطنية..".

ودعا فضل الله "السلطات اللبنانية وفي مقدمتها وزارة الخارجية للتحرك الفوري لإلزام سفيرة الولايات المتحدة، باحترام القانون الدولي، الذي يحدد واجبات الدبلوماسيين، والتزام القوانين اللبنانية النافذة".


وكان قاضي الأمور المستعجلة في صور، محمد مازح، قد أصدر قرارا يقضي بـ"منع أي وسيلة إعلامية لبنانية أو أجنبية تعمل على الأراضي اللبنانية، سواء كانت مرئية أم مسموعة أم مكتوبة أم إلكترونية، من إجراء أي مقابلة مع السفيرة الأمريكية أو إجراء أي حديث معها لمدة سنة".

ويقضي النص "بوقف الوسيلة الإعلامية المعنية عن العمل لمدة مماثلة في حال عدم التقيد بهذا الأمر، وتحت طائلة إلزام الوسيلة الإعلامية المعنية بدفع مبلغ مئتي ألف دولار أمريكي كغرامة إكراهية في حال عدم الالتزام بمندرجات هذا الأمر".

 

اقرأ أيضا: قرار قضائي بلبنان ضد سفيرة أمريكا لهذا السبب.. والأخيرة ترد

وجاء القرار بعدما صرحت السفيرة دوروثي شيا في مقابلة أجرتها معها قناة "الحدث" التلفزيونية السعودية الجمعة بأن "الولايات المتحدة تشعر بقلق كبير حيال دور حزب الله المصنف منظمة إرهابية". 

 

وقالت "شيا"، التي تولت المنصب في شباط/فبراير الماضي: "مليارات الدولارات ذهبت إلى دويلة حزب الله، بدل الخزينة الحكومية". وأشارت إلى أن الحزب "بنى دولة داخل دولة لبنان"، وأنه "حال دون إجراء إصلاحات اقتصادية يحتاج إليها الاقتصاد اللبناني إلى حد بعيد".

 

وأشار القاضي في بيان نشرته الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية إلى أن تصريحات شيا "تخرج على الأعراف الدبلوماسية المعهودة والمتعارف عليها... وتسيء لمشاعر كثير من اللبنانيين... وتساهم في تأليب الشعب اللبناني على بعضه، وعلى الحزب المذكور وما يمثل، وتثير نعرات طائفية ومذهبية وسياسية".

 

وردا على القرار القضائي، قالت السفارة الأمريكية في لبنان عبر حسابها على "تويتر": "نؤمن بشدة بحرية التعبير والدور المهم الذي تلعبه الصحافة الحرة في الولايات المتحدة وفي لبنان. نقف إلى جانب الشعب اللبناني". 

 

 

 


وفي كسر للقرار، استقبلت قناة "أم تي في" السفيرة الأمريكية، مساء السبت، وقالت إن "حرية التعبير لدى الشعب اللبناني يجب أن تبقى مصانة"، ونوهت إلى أن بيروت قدمت اعتذارا لها إزاء القرار القضائي.

 

في المقابل، نفت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد، في حديث لقناة "الجديد"، تقديم الحكومة اعتذارا للسفيرة الأمريكية، مؤكدة "احترام السلطة القضائية".

 

وعبرت عن رأيها بالقرار قائلة إنه "استباقي وغبر مقبول"، وأضافت أنه "لا يحق للقاضي قانونا أن يصدر قرارا يمنع الإعلام من نقل تصريحات، وهذا الأمر مكرّس في قانون المرئي والمسموع (ينظم عمل الإعلام)، وحرية الإعلام مصانة في القوانين، وأي خرق يفترض أن وزارة الإعلام هي التي تتحرك وتتخذ القرارات".

 

من جانبها، عارضت قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال المحلية "إل بي سي" القرار القضائي، معتبرة أنه "غير ملزم وغير نافذ". وأكدت أنها ستتقدم بطعن ضده.

التعليقات (1)
علي الحيفاوي
الأحد، 28-06-2020 10:55 ص
أمريكا ومسؤوليها منافقين درجة أولى. الموضوع هو ليس "حرية الإعلام" في لبنان رغم أننا لا نتفق مع قرار القاضي بهذا الخصوص، بل التصريح الخطير لسفيرة أمريكا وتدخلها بشؤون لبنان الداخلية والتحريض ضد حزب لبناني رئيسي وهو حزب الله وخرق للأعراف الدبلوماسية وإتفاقية فيينا. مثلاً لو أن السفير الصيني في أمريكا صرح بمثل هذا التصريح حول الحزب الجمهوري لقامت الدنيا بأمريكا ضده وطالبوا بطرده وسحب تصريحه الدبلوماسي، فلماذا يرضى لبنان بإستهتار سفيرة أمريكا بلبنان وشعبه وسيادته. ولنا أن نسأل أمريكا أين هي الموضوعية والتوازن وحرية إعلامها المسيس المنحاز إلى النازيين الجدد في إسرائيل بكل وقاحة وتطرف؟