هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار طلب إحاطة تقدم به أحد نواب البرلمان المصري سخرية؛ لتحذيره من خطورة الطائرات الورقية التي يلهو بها الأطفال؛ بحجة استعمالها في التجسس، وتشكيل خطورة على الأمن القومي.
واستنكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي المطلب المثير للجدل، مطالبين بالتركيز على هموم ومشاكل المصريين اليومية بدلا من هذه القضايا "المضحكة"، بحسب توصيفهم.
بدورهم، اعتبر برلمانيون أن مناقشة مثل هذه القضايا ينم عن ضعف وسطحية.
وأشاروا في حديثهم لـ"عربي21" إلى أن "بداية تشكيل هذا البرلمان كانت تحت عين وسمع المخابرات الحربية والأمن الوطني، واختيار أعضائه من قبل هذه الجهات؛ لتمرير ما تراه سلطة الانقلاب من قوانين ومعاهدات، مثل اتفاقية تيران وصنافير وغيرها من قوانين لم تكن في صالح الوطن أو المواطن".
خطر على الأمن
مؤخرا، تقدم خالد أبو طالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان، بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء، يحذر فيه من مخاطر الطائرات الورقية على الأمن القومي، حيث قد يتم تزويدها بكاميرات مراقبة لتصوير المنشآت المهمة والحيوية، حسب ما جاء في طلبه.
وأشار أبو طالب، في طلبه، إلى أن لعبة الطائرات الورقية كانت تشكل في الماضي أحد أهم الألعاب، وأحد مظاهر الاحتفالات عندما كنا صغارا، ولكن اليوم مع التطور التكنولوجي الهائل، أصبحت قبل أن تشكل خطورة على حياة الأطفال، تشكل خطورة على الأمن القومي، باستخدام وسائل التصوير الحديثة صغيرة الحجم.
"أسوأ برلمان في تاريخ مصر"
وفي تعليقه على هذا الأمر، قال عضو مجلس النواب، أحمد طنطاوي، إن هناك قضايا أهم بكثير من مثل هذا الطلب بشأن الطائرة الورقية، "التي لا تزيد عن كونها لعبة للأطفال في النهاية"، متسائلا عن مدى صحة ودقة ما يقال عن قدرة هذه الطائرات على التجسس بالفعل.
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "ماذا يمكن أن تضيفه بفرض أن هذا صحيح جدلا أكثر مما تقوم به الأقمار الصناعية، التي تصور كل صغيرة وكبيرة في منطقتنا العربية".
وأوضح أن "هناك خللا في أولويات هذا البرلمان وأعضائه، حيث لا يتم ترتيب الأولويات داخل هذا المجلس الذي سبق أن وصفته بأنه (أسوأ المجالس في تاريخ الحياة النيابية المصرية)، سواء من حيث الممارسة البرلمانية، أو القضايا التي يتم طرحها والاقتراحات المقدمة، وحتى جداول أعمال الجلسات، ولعل طلب الإحاطة المشار إليه يعكس هذا بوضوح".
اقرأ أيضا: "سلطان" يعلق على اعتقالات طالت عائلته بمصر.. وتضامن حقوقي
"تراجع وسطحية"
من جانبه، أبدى البرلمان السابق جمال حشمت استغرابه من مناقشة مثل هذه القضية، قائلا إن هذا يشير إلى "مدى تراجع اهتمامات هذا البرلمان وسطحية أعضائه، وتنفيذ كل ما يطلب منه من جانب سلطة الانقلاب، وتمرير العديد من مشروعات القوانين التي تضر بالشعب ومصالحه، وتهدر دوره الرقابي تماما".
وأضاف في حديثه لـ" عربي٢١" أنه ليس بمستغرب على هذا البرلمان أن يناقش مثل هذه الأمور، وهو البرلمان الذي مرر 400 قانون في يومين "و صادق على بيع تيران وصنافير، وترسيم الحدود، وسرقة الغاز المصري، وإقرار معاهدة بناء سد النهضة، ومطالبة أعضائه بزيادة مخصصاتهم في وقت تزداد الأسعار علي الشعب المصري، ويرفع الدعم في موازنة كل عام"، رابطا ذلك بطريقة تشكيل البرلمان تحت إشراف المخابرات الحربية وأمن الدولة بشكل مباشر.
"استخفاف"
أما المتحدث الإعلامي لحزب البناء والتنمية، خالد الشريف، فاعتبر أن "مثل هذه الممارسات البرلمانية نوع من الاستخفاف بالشعب والسخرية من المواطن، والقصد إلهاؤه في قضايا هامشية، ويتم تغييبه في القضايا الرئيسية، حيث أصبح البرلمان مجرد آلية لتمرير القوانين التي يصنعها السيسي، وترك مهمة الرقابة والتشريع؛ لإشغال الناس باللهو والعبث".
ووصف في حديثه لـ" عربي٢١" هذا الاستجواب بالعبث"، مشيرا إلى أن "هذه طائرات يلهو بها الأطفال الذين لا يجدون ناديا أو مركز شباب للعب، وتقضية وقت فراغ، في زمن تخلت فيه الحكومة عن التزاماتها تجاه المواطن، وتركته نهبا للأمراض والفقر والجوع، حتى الأطفال لم يتركوهم في ألعابهم، ويريدون إفساد الحياة عليهم".
وطالب بمناقشة القضايا المهمة والاستراتيجية، مثل سد النهضة، التي تمثل خطرا كبيرا على مصر وأزمة الغذاء والطاقة والتعليم والصحة.