انتقادات لـ "سي إن إن عربية" بعد تغطيتها لهجوم على مذيعتين

أثارت تغطية موقع "سي إن إن" بنسخته العربية، للاتهامات الجنسية التي وجهتها حسابات سعودية تجاه مذيعات بقناة "الجزيرة"، تساؤلات عديدة.

"سي إن إن" التي تتخذ من دبي مكتبا للنسخة العربية من موقعها الإلكتروني، عنونت الاتهامات الجنسية التي روجتها حسابات سعودية للمذيعتين علا الفارس، وغادة عويس بـ"(كبت جنسي) و(بكرة قناة ولا مزرعة).. تفاعل على جدال علا الفارس وغادة عويس مع عبد اللطيف آل الشيخ"، وهو ما اعتبره مغردون تغطية غير مهنية.

وتعاطى الموقع مع تغريدة مفبركة نشرها المغرد السعودي عبد اللطيف آل الشيخ، تزعم أن غادة عويس تتهم علا الفارس بتسريب صور لها داخل مسبح في مزرعة رئيس مجلس إدارة شبكة "الجزيرة"، الشيخ القطري حمد بن ثامر آل ثاني.

أستاذ العلوم الإنسانية الرقمية بجامعة حمد بن خليفة في الدوحة، مارك أوين جونز، قال في تغريدة عبر "تويتر"، إن إدارة "سي إن إن" يجب أن تكون على اطلاع بالتضليل والبروبغاندا الذي تنشره النسخة العربية لأهداف سياسية.

وأوضح جونز أن نشر "سي إن إن العربية" خبرا عن الاتهامات الجنسية ضد العاملات في الجزيرة، جاء تحت تأطير "صادم" بتصوير القضية أنها خلاف بين مشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب جونز، فإن هذه القصة وغيرها تنشأ بشائعات من حسابات وهمية، يتلقاها مشاهير سعوديون عبر "تويتر"، ويتم توجيهها بشكل مسيس، قبل أن تحظى بتغطية من "سي أن أن العربية"، أو إعلام مشابه لديه مكاتب في دبي، مثل النسخ العربية لشبكة "سكاي نيوز" وصحيفة "الإندبندنت".

وخلص جونز إلى أن "سي إن إن عربية" هي إحدى أدوات الهجوم المنظم من قبل حسابات سعودية تريد نشر فكرة أن مذيعات قناة "الجزيرة" يقدّمن خدمات جنسية مقابل المال.

SHOCKING from CNN! @cnnarabic publish the misogynistic attack on two Al Jazeera journalists @OlaAlfares and @ghadaoueiss as if it were a salacious Hollywood story, framing it as an argument between the two journalists instead of a doctored tweet by Saudi influencer @Alshaikh2 pic.twitter.com/Vg21uE0se3

— Marc Owen Jones (@marcowenjones) June 10, 2020

This is how it works

1) Fake stories emerge on social media.
2) Predominantly Saudi influencers spread the story.
3) It goes viral and trends
4) reputable media such as @CNN, @IndyArabia, @skynewsarabia (or their journalists) publish the stories as real.
5) This is no accident

— Marc Owen Jones (@marcowenjones) June 10, 2020

وكانت غادة عويس عبّرت عن استيائها من تغطية "سي إن إن العربية" لحملة التشويه السعودية ضدها، قائلة: "من المحزن رؤية اسم كبير مثل سي إن إن يفعل ذلك".

So sad to see a big name like CNN doing this! https://t.co/gzXAcqffpA

— Ghada Oueiss غادة عويس (@ghadaoueiss) June 10, 2020

 

في حين قالت علا الفارس، إن هذا النوع من التغريدات المسيئة، لا يضر بالصحافة الحرة والمرأة فقط، لكن يلحق الضرر بصورة الدول الداعمة لهم.

 

وأضافت أن على "سي أن أن العربية" الخجل من طريقة تغطيتها لهذه القضية.

you should feel ashamed of what you have done! @cnnarabic

Cc @CNN https://t.co/6ZXLKz2YRF

— علا الفارس (@OlaAlfares) June 10, 2020

 

دراسة مثيرة
وفي نيسان/ أبريل الماضي، أعد موقع "تايلور آند فرانسيس" البحثي، دراسة استقصائية بعنوان "تأطير جريمة قتل: مؤثرون على تويتر وحادث جمال خاشقجي" رصدت التفاعل مع حادثة اغتيال الصحفي والكاتب السعودي، جمال خاشقجي، على منصة "تويتر"، وكيف شكّل عدد قليل من الحسابات السعودية دعاية ضخمة عبر المنصة.

وبحسب الدراسة، فإن شبكة "سي إن إن العربية" كان صوتها منخفضا بشأن التغطية لحادثة اغتيال خاشقجي، على عكس الشبكة الأم الناطقة باللغة الإنجليزية.

وفي حين عملت النسخة الإنجليزية مثلا على تحليل ما وصف بأنه "منافسة كوميدية بين كتاب المقالات السعوديين" في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2018، كانت النسخة العربية أقل اهتماما بالحدث وتحليله.

وتقارن الدراسة بين المحتوى على النسخة الإنجليزية، والعربية، من شبكة "سي إن إن "، وتقول إن هناك فرقا بين تغطية النسخة الإنجليزية التي نشرت مقالات من قبيل "كيف تغطي وسائل الإعلام السعودية اختفاء جمال خاشقجي؟" في 19 تشرين الأول/ أكتوبر.
  
وذكرت الدراسة أن "سي إن إن العربية" تبدو جزءا من الإعلام الذي يصنف في معسكر الدفاع عن السعودية، وذلك من خلال وجود مكتبها بدبي، على غرار قناة "العربية" أيضا.

وحاولت "عربي21" الاتصال بمسؤولي التحرير في "سي إن إن عربية" للتعليق إلا أنها لم تتلق أي رد.

 

اقرأ أيضا: دراسة مثيرة عن تويتر واغتيال خاشقجي.. هكذا وصفت CNN عربي

رقابة رسمية
ويمنح المجلس الوطني للإعلام في الإمارات التراخيص لـ"سي إن إن" وبقية وسائل الإعلام التي تتخذ من دبي وأبو ظبي مقرا لها، ويلزم المواقع والقنوات والصحف بشروط معينة يجب تحقيقها، وعدم الخروج عنها.
 
وبحسب الموقع الرسمي للحكومة الإماراتية، فإن المجلس الوطني للإعلام يتابع "جميع محتويات وسائل الإعلام المطبوعة والمنشورة والمرئية داخل الدولة، وتلك المستوردة من الخارج إلى الدولة"، والتي من ضمنها "سي إن إن عربية".
 
ويلزم المجلس الوطني للإعلام أي جهة يمنحها ترخيص مزاولة المهنة من داخل الإمارات، على احترام عدة أمور بينها "نظام الحكم في الدولة، ورموزه، ومؤسساته، والمصالح العليا"، إضافة إلى "عدم نشر أو تداول ما يسيء إلى الوحدة الوطنية، والتماسك الاجتماعي"، فضلا عن ضرورة "احترام توجهات وسياسات الدولة على المستوى الداخلي والدولي، وعدم الإساءة للنظام الاقتصادي والقضائي والأمني في الدولة".