ملفات وتقارير

CNN: كيف يمكن للآباء منع نشوء العنصرية لدى أطفالهم؟

خبيرة نفسية:  لا أعتقد أن أي طفل يولد عنصريا هم يولدون في عالم يتسم بالعنصرية النظامية- COO
خبيرة نفسية: لا أعتقد أن أي طفل يولد عنصريا هم يولدون في عالم يتسم بالعنصرية النظامية- COO

نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن كيفية منع الآباء توليد العنصرية لدى الأبناء.

وقالت الشبكة في تقرير ترجمته "عربي21" إنه "بينما تندلع الاحتجاجات في الولايات المتحدة ضد العنصرية النظامية، يشعر العديد من الآباء بالقلق. آباء الأطفال السود يشعرون بمخاوف جوهرية على أطفالهم من أن تسلب أرواحهم في الشارع، أو حتى وهم نائمون في منازلهم".

وأضافت أنه "في نفس الوقت، يخشى بعض آباء الأطفال البيض من تربية أطفالهم على العنصرية. ويتساءلون: كيف يمكننا تربية أطفالنا تربية سليمة ليكونوا مناهضين للعنصرية؟".

وتابعت: "كخطوة أولى، يجب علينا أن نفهم من أين تتولد العنصرية، هناك وظائف نفسية ومعرفية كامنة تقودنا إلى رؤية وتصنيف الناس حسب اللون، وفقا للأستاذتين ماي لينغ حليم، وسارة جايثر".

وبينت أنه يمكن للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاثة أشهر التمييز بين الوجوه حسب اللون، كما أن الأطفال الذين يبلغون من العمر 3 سنوات قادرون تماما على فهم الفئات العرقية، وحتى التسلسلات الهرمية التي تأتي معها.

وقالت: "الحيلة تكمن في قبول هذا التصنيف الطبيعي، ومنعه من التحول إلى عنصرية"، موضحة:
"قمنا بسؤال الأستاذتين حليم وجايثر عن كيفية تشكيل الأطفال للمواقف العنصرية، وما يمكن للآباء القيام به لمنعهم من أن يكونوا عنصريين".

صحفي "سي إن إن": لماذا يفضل الأطفال الأشخاص الذين يشبهونهم أو قريبون منهم؟

 

جايثر: الأمر يعود للتحيز إلى الجماعة أو تفضيل الجماعة، أي تفضيل الأشخاص الذين يشبهونهم، مقابل الأشخاص الذين لا يشبهونهم ويعدون من خارج الجماعة.

لا يمكن لأحد أن يكون لديه تحيز لمجموعة دون أخذ مجموعة أخرى في عين الاعتبار، لأنك ببساطة أنت بحاجة إلى تلك المقارنة.

"سي إن إن": لماذا يشكل الأطفال هذه المجموعات والتفضيلات حول مجموعاتهم؟

"جايثر": بشكل عام، نحن نتعلم من خلال التصنيف، أي طفل وأثناء نموه يتعلم اللغة مثلا من خلال تجميع أصوات متشابهة معا. يحدث الشيء نفسه عندما نرى فئات اجتماعية وأنواعا مختلفة، نبدأ برؤية أوجه التشابه والاختلاف، وتشكل مجموعات للإدراك الحسي.

"حليم": إنها تعكس جزئيا التطور المعرفي، فنحن بحاجة إلى تصنيف الأشخاص والأشياء وتقسيمها لتصبح أسهل. بالنسبة للأطفال فإنهم يقومون بتجميع أقرانهم بناء على العرق والجنس، لأنها اختلافات يسهل رؤيتها.

"سي إن إن": كيف يؤدي التعرف إلى هذه الاختلافات بين الجماعات المختلفة أمرا عنصريا؟

"جايثر": لا أعتقد أن أي طفل يولد عنصريا، هم يولدون في عالم يتسم بالعنصرية النظامية، وفي ثقافات تؤوي المواقف العنصرية والأيديولوجيات العنصرية، يتشرب الأطفال كل شيء. هم يتعلمون من آبائهم ومدارسهم وثقافة من حولهم.

هناك تحيزك الشخصي، وهناك التحيز المؤسسي الذي هو عبارة عن جزء لا يتجزأ من مجتمعنا. ونظرا لأن العنصرية المؤسسية متأصلة جدا، وتلقائية جدا، ومقبولة جدا، فإنه لا يوجد وعي كاف لإحداث تغيير حقيقي وطويل الأمد.

"سي إن إن": كيف نمنع أطفالنا من أن يصبحوا عنصريين؟

"جايثر": أولا، بالحديث عن العرق، يجب على الأهالي أن يتمتعوا بالخبرة، ويتدربوا للتحدث مع أطفالهم عن الأعراق المختلفة. ينبغي ألّا نؤدي أيديولوجيا عمى الألوان بأي شكل من الأشخاص. يجب أن نعترف بالعرق والخلفيات العرقية المختلفة.

ولا يكفي أن نعطيهم فقط تصنيفات كـ"هذا أسود أو آسيوي أو لاتيني"، بل يجب أن نقوم بتوعيتهم عن تلك المجموعات بطرق إيجابية، ونعيد صياغة السلبيات، ونعترف أن اختلافنا هو شيء جميل.

يلعب الآباء والمعلمون دورا حيويا في مساعدة الأطفال من جميع الأعمار على التعرف إلى الجذور التاريخية للأزمات المختلفة. إن تعلم كيفية التحدث عن أشياء مثل وحشية الشرطة وامتياز البيض يتطلب الكثير من الممارسة والصبر والمهارة، بغض النظر عمن نحن، هذا هو المفتاح لتفكيك العنصرية.

نحن بحاجة إلى أن نستمع إلى بعضنا البعض، ونتعلم من بعضنا البعض، ومع مرور الوقت ستصبح المحادثات سهلة، وسيكون تأثيرها أكبر على المجتمع.

التعليقات (0)