هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال موقع "ان بي
سي نيوز" إن جائحة كورونا، شكلت فرصة أقليمية كبيرة، لتنظيم الدولة، من أجل
جهود إعادة بناء ذاته، التي بدأها الخريف الماضي، مستغلا انتشار المرض.
وأشار الموقع في مقال
للكاتبة والباحثة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية غايل ليمون، إلى كلمة زعيم
تنظيم الدولة الجديد أبو إبراهيم القرشي والتي قال فيها: "ما تشهدون هذه
الأيام هي مجرد مؤشرات لتغيرات في المنطقة، ستوفر فرصا أكبر مما توفر لنا في العقد
الماضي".
وأشارت ليمون إلى أن هذه
الرسالة تأتي في وقت، تحدث فيه من كانوا يحاربون تنظيم الدولة، على مدى أكثر من
نصف عقد علنا وبوضوح عن القوة المتزايدة للتنظيم.
وقال المقدم ستين
غرونغستاند، قائد القوات النرويجية في العراق، المتواجدة هناك لتقديم الاستشارات
للجيش العراقي: "نقل تنظيم الدولة القتال من سوريا إلى العراق.. ويتقوى ماليا
وعسكريا". وقال إن المفارقة هي أن كورونا يضعف الدول ولكن تنظيم الدولة
يستعيد قوته.
وكما قال المسؤولون
العسكريون العراقيون للأسوشييتد برس، إن تنظيم الدولة يتطور من التخويف المحلي إلى
هجمات أكثر تعقيدا. كما أنه يقوم بمزيد من الهجمات بمتفجرات مصنعة ذاتيا وكمائن
بالأسلحة النارية.
ولفتت ليمون إلى أن
الأمر يعود الآن إلى القيادات العراقية وقواتهم، والقادة السياسيين والعسكريين
الذين يساعدون في تدريب القوات العراقية والتحالف الدولي الذي تشكل لمكافحة تنظيم
الدولة عام 2014 لإبقاء الضغط على هؤلاء المقاتلين ومنعهم من العودة مجددا.
وهذا يتضمن "قوات
سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تعمل كقوات برية لأمريكا، وحتى عندما يكون
التركيز على العراق. قامت "قسد" بشن غارات ضد تنظيم الدولة في دير الزور
مع أمريكا على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وانتقل تنظيم الدولة
بسرعة قبل نصف عقد من سيطرته على بلدة إلى
اجتياح جذب انتباه العالم. والسماح له بأي فرصة مهما كانت يتعارض مع مصالح
واستقرار وأمن أمريكا، لأن طموحات تنظيم الدولة لم تتقلص، بالرغم من تقلص موارده
كنتيجة للضغط الذي مارسته القوات المناوئة للتنظيم في سوريا والعراق على مدى
السنوات الماضية.
وقالت إنه لم تكن
بداية الفرصة للتنظيم مع انتشار فيروس كورونا، ولكن سلسلة من المشاكل أوجدت هذه
الفرصة بما فيها الاجتياح التركي لشمال شرق سوريا والذي تسبب بنزوح حوالي 200 ألف
واضطر "قسد" إلى تقسيم اهتماماتها بين البقاء في وجه الهجوم التركي
ومكافحة تنظيم الدولة وكذلك المظاهرات السياسية وتعطل الحكومة في العراق والتوتر
بين العراق وإيران.
ولكن مرض كوفيد-19،
والذي اضطر القوات العراقية إلى تحول اهتمامها لمكافحة الفيروس وفرض منع التجول،
يشكل حدثا مغيرا للعبة.
ويشير العنف الذي وقع
مؤخرا المدى الذي استغل فيه التنظيم حالة الإرباك الناتجة عن مرض كوفيد-19 لكسب
الاهتمام والمنفعة.
وقال تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط إن تنظيم الدولة زاد الهجمات في منطقة كركوك بحوالي 200% ويشن هجمات شبه يومية في ديالا.
وكتب ليستر:
"يبدو أن تنظيم الدولة يتبنى الآن تكتيكات ليلية متطورة أكثر، وتفجيرات
انتحارية وهجمات متعددة منسقة وهو تحول ملحوظ عن عمليات إطلاق النار من السيارات
المتحركة والاختطاف والهجمات بمدافع الهاون".
وأضاف: "أي أنه
وبدون مواجهة مستمرة من القوات المحلية، فإن التنظيم سيصبح أكثر قدرة على شن
الهجمات، كما كان حاله عام 2013".
وتابع "إن تم
تركه بدون ضغط مستمر سيعيده ليبدأ بتخويف الناس، ويمكن لهذه
الأمور أن تحصل بسرعة عندما يكون الوقت مناسبا، ويمكن أن يصل إلى نقطة تحول حيث يصبح كتهديد غير قابلة للعكس".
وترى ليمون حاليا، أنه
"لم يتم الوصول إلى نقطة التحول الحرجة هذه بعد. ويعود الأمر للتحالف الذي
حارب هذه الآفة أولا لئلا يسمح لها أن تصل إلى ذلك".
وقالت: "التقيت في العراق
بغلمان يخافون التحدث إلى أي شخص، بعد مشاهدة تعذيب وتشويه من من لم يلتزموا بأوامر التنظيم، وفي سوريا قابلت نساء سجن أزواجهن وعذبوا من التنظيم، بسبب ارتكاب جريمة بيع السجائر لكسب قوت أبنائهم، مما ترك آثارا نفسية دائمة. وفي
البلدين قابلت فتيات مراهقات يتحدثن عن سرقة فرص التعليم منهن بعد أن أغلقوا مدارس البنات وباعوا النساء والبنات في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها".
وختمت بالقول: "هذه مجموعة لا نريدها
أن تعود. وقد تبدو هذه الحرب بعيدة بالنسبة للأمريكان، ولكن عودة تنظيم الدولة
سيكون له تداعيات في الخارج وقريبا من الوطن. كما يجب أن لا يشكل انتشار جائحة فرصة
لانتشار الإرهاب".