هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في بيروت مارتن شولوف، قال فيه إن الأزمة المالية أثرت على خطط اللبنانيين للعيد مما ترك المزاج في البلد قاتما و"لا شيء للاحتفال به هذا العام".
ويقول إن أحمد حسين الذي تعود ومنذ أكثر من عقد
على قضاء الأيام الأخيرة من رمضان في ترتيب الحلويات التي تعد للعيد في دكانه بجنوب بيروت، لكن هذا الأيام
مختلفة.
وتابع بحسب ما
ترجمته "عربي21" بأن لبنان يواجه انهيارا اقتصاديا وكل ما يبيعه أحمد
والمحلات القريبة منه في أفقر أحياء بيروت لا يستطيع الناس شراءه.
فقد تضاعفت
أسعار المواد الأساسية خلال الشهرين الماضيين بحيث لم يعد نصف السكان اللبنانيين سواء في بيروت وغيرها من أنحاء البلاد قادرين على شراء الحاجات
الأساسية. وقال سائق حافلة اسمه محمد،
عاطل عن العمل "لم يجع أحد في أثناء الحرب الأهلية".
وقال:
"في الأيام الصعبة كان الناس يقفون بالطوابير أمام المخابز ليشتروا أما اليوم
فيريدون صدقة".
وتساءلت
الصحيفة عما آل إليه هذا البلد الذي كان يستطيع التغلب على المشاكل، لكن عملته انهارت أمام
الدولار.
وكشفت الأزمة عن واقع قاتم؛ فازدهار لبنان
النسبي قام على وهم مالي، ويتوقع أن تحطم الأزمة المجتمعات الفقيرة وتزيد من
التباين بين الطبقة الثرية وبقية المجتمع وتزيد من الضغط على الطبقة المتوسطة. واعترف
الساسة في البلد بخطورة الأزمة والحاجة للمساعدة الأجنبية.
وكتب رئيس
الوزراء حسان دياب، في صحيفة "واشنطن بوست" عن "أزمة طعام على
قاعدة لا يمكن تخيلها".
وقال إن أزمة
ثلاثية من الفساد المستشري في الدولة، وغياب القطاع الزراعي، وكوفيد-19، ولم يقدم
هو ومن معه في الطبقة الحاكمة حلولا كافية لإرضاء من يحتاجون للمساعدة.
وأكد دياب الخميس على توفر الدعم للمواد
الأساسية ودعا البنك المركزي إلى حماية العملة اللبنانية.
وتقول آية مجذوب الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الأمن
الغذائي يتلاشى بسرعة "يتحدث الناس عن تخفيف استهلاكهم للحم واستبداله ببدائل
رخيصة وقريبا سيجد قطاع واسع من الناس صعوبة في توفير المواد الأساسية الضرورية مما
سيترك أثره الصحي بما في ذلك النمو الجسدي
والعقلي للأطفال وجعل السكان عرضة أكثر للمرض".
وأضافت: "يجب
على الحكومة اللبنانية أن تنفذ بشكل عاجل خطة تحدد فيها العائلات المحتاجة وتوفر
لهم الدعم المالي أو أي نوع من المساعدة، ويجب عليها اتخاذ خطوات أخرى لتخفيف
المعاناة الاقتصادية عن الشعب وإلغاء رسوم الخدمات وتمديد مدة دفع الفواتير، ويجب
ألا يدفع الناس ثمن عقود من فساد الحكومة وسوء الإدارة".
اقرا أيضا: خارطة الفقر تتسع في لبنان.. وتشاؤم من توفر حل قريب
ولم يكن فايز قرم صاحب أحد المحلات بمنطقة
سوديكو ببيروت متفائلا، قائلا: "أشك في أن تتحسن الأوضاع مما عليه الآن ولن
يعيدوا قيمة الليرة لما كانت عليه لأن الاقتصاد الأساسي يقول إن قيمتها مبالغ فيها
وهذا يعني عدم انخفاض الأسعار كما لن ترتفع الرواتب".
وتقول ملك
حمدان، المديرة التنفيذية لمعهد البحث والاستشارة:
"القادم أسوأ وحسب توقعاتي فسنعاني من ستة أشهر إلى عامين من متاعب".
وفي حي السلوم
حيث دكان أحمد للحلويات تجول المتسوقون في المحل دون شراء. وتشير الصواني نصف الممتلئة من الحلويات إلى مزاج العيد.
ويقول أحمد الذي يحاول تغطية ديونه: "هذه
أسوأ الأوقات". أما سائق الحافلة العاطل عن العمل فقال إن زوجته وعدته بشراء
قميص فقال: "هل أنت مجنونة، وفري ما لديك من مال لأمر أهم، لا شيء يدعو للاحتفال
هذا العام".