هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت وزيرة إسرائيلية إن "بنيامين نتنياهو لا يحسب حسابا لأحد؛ لأنه يعتقد أن حزب الليكود إمبراطورية خاصة سميت باسمه، وكل من يريد الحصول على صفقة منه، عليه أن يكون متسترا، أو يمتلك قوة كبيرة في الحزب".
وأضافت
ليمور ليفنات، وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية السابقة عن حزب الليكود، في
مقالها على صحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "حزب الليكود بات يعتبره حزبا خاصا بنتنياهو، وملكية خاصة سميت باسمه، ولذلك
يقبل قادته وأعضاؤه سخريته منهم، وإهاناته لهم، وبات يفعل ما يشاء، ويجلس مثل فنان
يدير الدمى على خيط، وينظر بهدوء إلى رعاياه".
يكتسب
مقال ليفنات أهمية خاصة، كونها من القادة التاريخيين لحزب الليكود منذ سبعينيات القرن
الماضي، وشغلت عضوية الكنيست منذ العام 1992، وترأست عددا من اللجان البرلمانية،
وتقلدت عددا من المناصب الوزارية مثل وزارة الاتصالات والثقافة والرياضة والتربية
والتعليم، لكن علاقتها شهدت توترا مع نتنياهو، وسعت لإزاحته من قيادة الحزب، وفي كانون أول/ ديسمبر
2014 قررت اعتزال السياسة، بعد أن وصلت موقع نائبة رئيسة "حركة الليكود العالمي".
وأشارت
ليفنات إلى أن "الشيء الرئيسي في الموضوع أن نتنياهو يعمل كل شيء في النهاية
بطريقة ما، وقد نجح في إدارة ما يمكن وصفه بـ"اللغز المجنون" القائم على تفكيك
باقي الأحزاب الإسرائيلية، وتقسيم الخريطة السياسية، وتوزيع الوظائف، حتى أنه دأب على
إعطاء وعود لعدد من الوزراء بنفس الحقيبة الوزارية، على أمل أنه سينجح في النهاية
في توزيع الغنائم".
وأكدت
أن "ما يقوم به نتنياهو من سلوك لم أر مثله مع مرور السنين، فقد أصبح بعيدا
عن الواقع، بنى لنفسه إمبراطورية خاصة، وكل من تجرأ على رفع رأسه، ولا يوافق على
عظمة القائد وتصريحاته وطريقته، يتم التخلص منه على الطريق، لأن نتنياهو يجد
نفسه مدعوما بشهادة من المعجبين، الكفيلة بإسكات أي انتقاد ضده، ولا توجد طريقة
لتغيير أي شيء هنا".
وأوضحت
أن "نتنياهو دأب على اختراق صفوف الليكود، ونجح في غزو قلوب "الليكوديين"،
وقلوب الكثيرين الآخرين، ولا شك أن مهاراته برزت، وهكذا انتهت حكوماته السابقة، ولم
يكن الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يعود بشكل كبير، ومنذ أن عاد إلى رئاستها في عام
2009، فقد بدا أنه يخطط لانتصاره الضخم، ورغم جميع التوقعات، فقد جلب هذا الانتصار
نتنياهو وعائلته إلى مكان آخر".
وأشارت إلى أن "نتنياهو وصل إلى حيث بدأوا يعتقد، حتى أنه أصبح يرى نفسه مثل الامبراطور
الفرنسي لويس الرابع عشر، صاحب شعار "أنا الدولة والدولة أنا"، ما
دفعني لأن أتخذ قراري بالتقاعد من الحياة السياسية، حتى أن نتنياهو لم يبد حزنه
على قراري هذا، بل لعل قراري جعل حياته السياسية أسهل".
وأكدت
أن "سلوك نتنياهو السياسي منذ عام 1996 بات أكثر إشكالية، كم هذا محزن، دولة
بها أكثر من مليون عاطل عن العمل، ومع ذلك فلا يبدو الأمر مثيرا لاهتمامه، ويواصل
توزيع هذا العدد الكبير من الحقائب الوزارية، وبلا مقابل، فضلا عن عدد كبير من نواب
الوزراء، ما يتطلب من الإسرائيليين أن يستيقظوا؛ خشية مما يحصل من تبعات هذه
الأحداث والتطورات".