هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت "يديعوت أحرونوت" العبرية عن تفاصيل لـ"لقاءات سرية"، أجرتها محررة الشؤون العربية في الصحيفة، سمدار بيري، مع الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك.
وجاء في تلك التفاصيل كشف مبارك لـ"بيري" عن العديد من المعلومات والتفاصيل، ومن بينها "صداقته الوثيقة" مع "عازر وايزمان"، الذي ترأس الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1993 و2000، وتوفي عام 2005.
وتطرق مبارك لوفاة حفيده "محمد" في أيار/ مايو 2009، عن 13 عاما، كاشفا عن حدوث ذلك إثر لهوه مع "صديق إسرائيلي".
وتسببت تلك الحادثة بصدمة رئيس مصر الأسبق واكتئابه، بحسب "بيري"، التي قالت: "بعد ثلاثة أسابيع وصلت إلى القاهرة وزرت قصر الاتحادية حيث ساد هدوء موتور وكان العاملون فيه يسيرون على رؤوس أصابع أقدامهم فيما بدا وجه مبارك متكدرا وهو يرتدي بدلة سوداء".
وتابعت: "وعندما قدمت له العزاء قال مبارك عن حفيده إنه طفل ساحر وذكي وحساس جدا وقد سقط مرة واحدة خلال لعبه في ساحة البيت فيما كان والده جمال ووالدته هايدي داخله ولم يعرفا ما حصل، ولما استدعوني على عجل قرر الأطباء نقله إلى مستشفى في فرنسا لكنهم لم يتمكنوا من ذلك فحالته تدهورت بسرعة فائقة وفي اليوم التالي لم يكن بيننا، وقال الأطباء إنه مات جراء جلطة دماغية".
وتوضح بيري أن الرئيس ومستشاريه أخفوا حقيقة سقوطه حينما كان يلعب مع ابن دبلوماسي إسرائيلي عمل في سفارة الاحتلال لدى القاهرة، وما إن سقط محمد أرضا حتى سارع بعض الحراس لنقله إلى المستشفى فيما نقل آخرون "صديقه الإسرائيلي" إلى بيته في حي المعادي، حيث سكن كافة أفراد الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي.
والتقت الصحفية مبارك خلال عقدين عشرات المرات، بحسب "يديعوت أحرونوت"، أولها في شرم الشيخ عام 1991 وآخرها في قصر الرئاسة عام 2010 قبيل شهور من سقوطه.
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يدعو إلى خارطة طريق للتطبيع مع العرب
وكشفت "بيري" أنها كانت تصل إلى القاهرة بدعوة شخصية من الرئيس مبارك وأحيانا على متن طائرة صغيرة كانت تهبط في مكان آمن حيث ينتظرها مندوب حكومي ويصطحبها حتى القصر الرئاسي دون المرور بأي فحص لجواز سفر، "فيما كان مرافق يحمل لي حقيبتي وفي إحدى المرات كان أسامة الباز مستشار الرئيس مبارك ينتظرني بذاته وأخذني للقصر الرئاسي".
ونوهت إلى أن الأحاديث مع مبارك كانت توزع بشكل واضح: لقاءات رسمية تنشر فيها أقواله في صحيفتها من أجل محاولة التأثير على صناع القرار في إسرائيل، ولقاءات خاصة غير رسمية اتفق على كونها ليست للنشر الفوري سلفا، بحسبها.
وفي لقاءات أخرى، قال مبارك إنه تنبأ عمليا في اللقاء المذكور باغتيال إسحاق رابين مقارنا بين من اغتالوه وبين "متشددين إسلاميين" اغتالوا السادات، كما أنه كشف عن تعرضه لعدة محاولات اغتيال بقيت طي الكتمان عدا محاولة قتله خلال زيارته لـ أديس أبابا في تموز/يوليو 1995.
وردا على سؤال عن رأيه في "بنيامين نتنياهو" الذي يرأس حاليا ومنذ سنوات حكومة الاحتلال، قال مبارك إنه في الحقيقة لا ينجح في فهمه.
وأضاف: "نتنياهو يقول لي شيئا واحدا وينثر وعوده وفي إسرائيل يعزف ألحانا مختلفة ولست معنيا أن أقول أكثر من ذلك".
وفي لقاء عام 2006، سألت الصحفية مبارك عن موقفه من إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فقال: "كان بمقدورهم إعدام صدام حسين في حجرته بطريقة حضارية أكثر من خلال حبوب تنويم شديد والقول لاحقا إنه انتحر بدلا من عرض عملية إعدامه البشعة مقابل الكاميرات، فبنهاية المطاف هو رئيس العراق طيلة سنوات كثيرة ولا ينبغي تحقيره بلحظاته الأخيرة".