هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت حكومة الوفاق الليبية، إن عملية عاصفة السلام التي انطلقت قبل شهر، حققت عددا من الإنجازات الاستراتيجية، وساهمت في "تخليص" مناطق واسعة من "سطوة" اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الغرب الليبي.
وفي حديث خاص لـ"عربي21" قال المتحدث باسم قوات "بركان الغضب" الحكومية، مصطفى المجعي، إن عملية "عاصفة السلام" التي انطلقت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، هي مرحلة من مراحل "عملية بركان الغضب"(انطلقت لصد الهجوم على طرابلس)، وكان يجب أن تنطلق "بعد أن عربدت قوات حفتر بدعم من دول العدوان، مستغلة الهدنة المعلنة، لإرسال أطنان من الذخائر والعتاد العسكري النوعي، ولم تلتفت إلى دعوات وقف إطلاق النار".
قطع الإمدادات
ومعددا مراحل وانجازات العملية قال المجعي، "انطلقت عاصفة السلام في مثل هذا اليوم قبل شهر، باقتحام قاعدة الوطية الجوية التي تبعد حوالي 150 كم جنوب غرب طرابلس، والتي كانت شريان الحياة لميليشيات حفتر والمرتزقة، ومثلت مصدر إمداد مهم لهم، حيث قامت قواتنا بتمشيط القاعدة ودمرت دفاعاتها الجوية، ومخازن الذخيرة والوقود بها، وقبضت على عدد من كوادرها الليبيين والأجانب".
وعن المرحلة الثانية قال: "اتبعت قواتنا استراتيجية قطع الإمدادات البرية واستهداف الأرتال القادمة، وخنقت بذلك الميليشيات المتمركزة في جنوب العاصمة طرابلس وفي ترهونة".
اقرأ أيضا: "الوفاق" تستهدف قاعدة "الوطية" وإمدادت لحفتر جنوبي طرابلس
وأضاف المجعي: "استشعرت ميليشيات حفتر الخطر، وحاولت إنقاذ الموقف، وتشتيت قوات بركان الغضب، فشنت هجوما مباغتا على بلدة أبوقرين غربي سرت، مهد له طيران أجنبي، ثم تقدمت قوة من مرتزقة حركة العدل والمساواة السودانية، يصاحبهم طيران عمودي، وحققوا تقدما سهلا في الساعات الأولى أمام انسحاب قواتنا المحسوب، واستعجلوا الاحتفال بالنصر وبث الصور من هناك، قبل أن تشرع قواتنا في هجوم مضاد".
قوات حفتر مرتبكة
وفي السياق ذاته تابع: "استهدفت قواتنا غرفة عملياتهم الرئيسية ودمرتها وقتلت ضباطها بمن فيهم آمر المنطقة ومساعده(سالم درياق، ومساعده القذافي الصداعي)، وأسقطت طائرة عمودية، ثم باشرت في مطاردة المرتزقة والمسلحين الآخرين، وغنمت آلياتهم وألقت القبض على العشرات منهم، فيما اختبأ عدد منهم في المنازل المجاورة حتى قبض عليهم في عمليات التمشيط، وكانت هزيمة مذلة أخرى لهم".
ولفت إلى أنه على إثر هذه التطورات الميدانية، "كان واضحا الارتباك الحاصل في صفوف العدو، فبينما كان يسرب الإمدادات لقاعدة الوطية لمحاولة تفعيلها، بادرت قواتنا بالخطوة التالية، وضربت بعد يوم واحد من الهجوم على أبوقرين قواعد العدو في مدينتي صرمان وصبراتة المهمتين غربي طرابلس، وبسطت السيطرة عليهما، وعلى أربع مدن هي: العجيلات، زلطن، رقدالين، الجميل، بالإضافة إلى بلدة العسة على الحدود التونسية، كل ذلك في أقل من أربع وعشرين ساعة".
لا حاضنة شعبية لحفتر
وحول السيطرة على مدن الساحل كشف المجعي أن قوات الوفاق تقدمت صوب الساحل بالتزامن مع تحرك عدة قواعد غير سرية غير مكشوفة داخل المدن ذاتها، حيث استغلت الحاضنة الاجتماعية، وبسطت سيطرتها على مساحة تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر مربع.
وأكد المجعي أن السيطرة على هذه المدن في وقت قياسي، "أوصل رسالة واضحة لدول العدوان بأن لا حاضنة لحفتر في كل ليبيا، بل إنها سطوة الحديد والنار التي كان ينتهجها، وأنهم راهنوا حقا على جواد خاسر، كان عليه أن يبيد الليبيين قبل أن يفكر في حكمهم وتسليم ليبيا لقمة سائغة لدول محور الشر".
وشدد على أن السيطرة على المدن الست، خطوة مهمة، حيث كشفت قاعدة الوطية من نواحيها الأربع، وبات دخولها والسيطرة عليها مسألة وقت.
سيطرنا على 60% من ترهونة
ولم تتوقف "عاصفة السلام" عند هذه الخطوة، بحسب المجعي، الذي قال: "بادرت قواتنا إلى تنفيذ هجوم من سبعة محاور لإنقاذ مدينة ترهونة المختطفة من قبل عصابة الكانيات وعصابات فاغنر الموالية لحفتر، وتمكنت في يوم واحد من السيطرة على أكثر من 60% من المدينة التي تبعد جنوب العاصمة مسافة 70 كليومترا تقريبا".
اقرأ أيضا: خبير عسكري: عملية الوفاق في ترهونة "حاسمة ونوعية"
ولفت بالقول: "كانت الطريق مفتوحة إلى وسط المدينة، إلا أن حسابات رأتها غرفة عملياتنا (ليست عسكرية) أوقفت الهجوم مؤقتا، إذ أن العائلات ما زالت تخرج رافعة الأعلام البيضاء، ويبدو أن هناك أملا لدخول المدينة بأقل الأضرار".
مرحلة جديدة قريبا
وشدد على أن قوات الوفاق حال مواصلتها للقتال، "لن يستغرق الدخول لوسط ترهونة ما استغرقه دخول المدن الساحلية الست التي سبقتها، وستبسط الدولة سلطانها فيها في مدة وجيزة، وتفعّل فيها مديريات الأمن، ويعود المهجرون والنازحون إلى بيوتهم، ويأمن الناس على حياتهم ومعاشهم".
وختم المجعي حديثه بالإشارة إلى أن "السيطرة على ترهونة والوطية سيقطع دابر حفتر وداعميه من المنطقة الغربية، وستسعى الدولة لإيصال الخدمة لكل المواطنين غربا وجنوبا، خاصة بعدما عانوا الأمرين من هذه الحرب". كاشفا عن "مراحل أخرى لعملية عاصفة السلام سيعلن عنها قريبا، بهدف استعادة السلم الأهلي وبسط الدولة سلطانها على كل شبر من ليبيا".