يوم الأسير الفلسطيني.. معاناة مضاعفة بين الاحتلال وكورونا

يحل يوم الأسير الفلسطيني هذا العام، بمعاناة مضاعفة على الأسرى وذويهم، في ظل تفشي فيروس كورونا ومواصلة الاحتلال لانتهاكاته داخل السجون.

ورغم الاحتلال السنوي بهذه الذكرى بالفعاليات، والوقفات ورفع صور الأسرى، إلا أن هذا الموعد الذي يحل غدا، لن يشهد شيئا من هذه الفعاليات، وستقتصر على مشاركات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب حالة الطوارئ المفروضة في الأراضي الفلسطينية، بالضفة الغربية وقطاع غزة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، خرج عدد من الأسرى، من سجون الاحتلال، بعد إنهاء محكومياتهم، وجرى وضعهم في الحجر الصحي، من قبل طواقم طبية على الفور، بسبب أنباء تم تداولها عن إصابة عدد من سجاني الاحتلال بفيروس كورونا، والخوف من نقل العدوى للأسرى.

يأتي هذا في ظل تسجيل 10 إصابات جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع إجمالي الإصابات في عموم فلسطين إلى 284 مصابا.

وللاطلاع على الإحصاءات الأخيرة لانتشار وباء كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا

وتعود ذكرى يوم الأسير إلى قرار المجلس الوطني الفلسطيني، خلال دورته العادية، في 17 من نيسان/أبريل عام 1974، والذي اختار هذا التاريخ، "يوما وطنيا للوفاء للأسرى الفلسطينيين" في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا لإحصاءات نادي الأسير الفلسطيني، فقد اعتقلت قوات الاحتلال، من عام 1967، قرابة مليون فلسطيني، فيما يبلغ عدد الأسرى حاليا 5 آلاف شخص.

وتضم سجون الاحتلال 130 طفلا، يتوزعون على معتقلات عوفر ومجدو، والدامون. في حين يعاني 700 أسير من أمراض مختلفة، بينهم 300 يعانون أمراضا مزمنة، و 10 منهم مصابون بالسرطان.

ويقبع في سجون الاحتلال عدد كبير من الأسرى الذين أمضوا أكثر من 20 عاما، وهم 51 أسيرا، بالإضافة للأسرى المحكومين بما يعرف بالمؤبدات، وهي الأحكام العالية التي تبدأ من 99 عاما، بحسب القانون العسكري الإسرائيلي.

ومنذ العام 1967، اعتقلت قوات الاحتلال 16 ألف امرأة فلسطينية، في سجونها، ويبلغ عدد الأسيرات حتى اليوم 41 أسيرة، داخل سجن الدامون، وفقا لنادي الأسير.

اقرأ أيضا: حماس: سنتعامل بجدية مع أي استجابة لمبادرة السنوار عن المعتقلين

مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى، فؤاد الخفش قال: إن الذكرى تحل اليوم على الأسرى الفلسطيني، في ظروف استثنائية، حيث لا فعاليات، فضلا عن القلق الذي يعيشه الأسرى وعائلاتهم في الوقت ذاته، بسبب تفشي فيروس كورونا.

وأوضح الخفش لـ"عربي21"، أن الفعاليات الداعمة للأسرى، ضعيفة منذ العام 2007، ولا ترقى لمعاناتهم في السجون، بسبب حالة الانقسام وغياب الاستراتيجية الواضحة لدعمهم.

ولفت إلى أن الفترة من عام 2011 وحتى العام 2014، كانت من أكثر الفترات صعوبة عليهم، بسبب تنفيذ صفقة شاليط عام 2011، وانعدام الأمل بوجود صفقة قريبة في الأفق، لكن وقوع حرب غزة، وسقوط أسرى من الاحتلال بيد المقاومة الفلسطينية، أعاد الأمل لهم بإمكانية خروجهم من الأسر.

وبشأن خطورة الوضع الذي يواجهه الأسرى، بسبب تفشي فيروس كورونا، قال الخفش إن كل الأسرى معرضون للخطر، في هذه المرحلة سواء الكبار أو الصغار.

ولفت إلى أن الاحتلال مطالب بالإفراج عن 70 أسيرا، أعمارهم فوق الستين وهو أمر ملح، وفي هذه الجائحة نطالب أيضا بشدة للإفراج عن المعتقلين الأطفال، والإداريين.

وشدد في الوقت ذاته على أن كل الجهود المبذولة، "لا تعدو ولا تزيد عن المطالبة والمناشدة، وهذه لا تفيد، لا يوجد أي جهد حقيقي وطرق لأبواب المنظمات الاممية" مؤكدا على الحاجة إلى "الجهد الحقيقي الذي  يضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى الكبار والمرضى والأطفال والنساء".