صحافة دولية

موقع روسي: هكذا سيؤثر "كورونا" على وتيرة التغيرات بالعالم

الموقع أشار إلى أن فيروس كورونا دمّر الأسواق وصدم الاقتصاد العالمي- جيتي
الموقع أشار إلى أن فيروس كورونا دمّر الأسواق وصدم الاقتصاد العالمي- جيتي

نشر موقع "فالداي كلوب" الروسي تقريرا تحدث فيه عن فيروس كوفيد-19 الذي يسرّع من وتيرة التغيرات في عالم يتجه منذ وقت طويل نحو تعدد الأقطاب.


وقال الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه بالإضافة إلى الولايات المتحدة والصين، ستتضاعف قوة ومركزية الاتحاد الأوروبي وستصبح روسيا منطقة عازلة بين الصين وأوروبا.

 

الاقتصاد العالمي.. وأدوار جديدة

 

وأشار إلى أنه من المتوقع أن تلعب الهند دورا متزايد الأهمية في الاقتصاد العالمي، وسوف تسعى تركيا بدورها إلى أن تصبح القوة المهيمنة في البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف أن فيروس كورونا دمّر الأسواق وصدم الاقتصاد العالمي، وإلى جانب المرض والفجوات المصاحبة في سلسلة التوريد، فإن حالة عدم اليقين تفاقم كلا من الفوضى والصدمة.

 

العولمة.. وتعددية الأقطاب

 

وسياسيا، فإنه بالوقت الذي لا يزال هناك العديد من الأمور المجهولة المرتبطة بالوباء وما يصاحبه من عواقب سياسية، فإنه يساعد على تسريع الاتجاهات السياسية الرئيسية على المدى الطويل ويؤدي إلى خلق عالم متعدد الأقطاب، ويخفض من درجة العولمة.

وحتى قبل ظهور هذا الفيروس، كان ميزان القوى العالمي يتحرك بلا هوادة نحو "تعدد الأقطاب". وفي الوقت الراهن، بات التكافؤ بين أقوى البلدان في العالم لعدة أسباب جليا للعيان، وقد ساهم ظهور الفيروس في زيادة المنافسة والحمائية، وسوف يسرع من وتيرة هذا التحول.

 

اقرأ أيضا: فورين أفيرز: هل يقضي فيروس كورونا المستجد على العولمة؟

وذكر الموقع أن منطق العولمة الاقتصادية يعتمد على مستوى معين من الثقة وحسن النية بين البلدان المترابطة، في الوقت الحالي، تحتل الصين موقعا مهيمنا في العديد من سلاسل التوريد العالمية، وقد تمكنت من بلوغ ذلك بسبب قدرتها على إنتاج سلع أرخص وذات جودة بشكل سريع مقارنة بمنافسيها، وبناء على ذلك، ستركز الشركات الأمريكية في البحث على أرخص الشركات المصنعة وسلسلة التوريد الأكثر موثوقية من الناحية السياسية.

 

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

ومع تحرك العالم نحو تعدد الأقطاب، ستتغير العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، التي كانت بمثابة ركيزة للاقتصاد العالمي منذ وصول دنغ شياو بينغ إلى السلطة في الصين سنة 1978، وسيتم إعادة توجيه سلاسل التوريد إلى أقطاب مختلفة.

وأورد الموقع أن التكنولوجيا الحيوية من إحدى الصناعات التي ستتأثر بسبب إعادة توجيه سلاسل التوريد وزيادة المنافسة. لذلك، ينبغي أن يؤخذ الخلاف الدبلوماسي الأخير بين ألمانيا والولايات المتحدة حول شركة التكنولوجيا الحيوية الألمانية "كيورفاك"، بعين الاعتبار.

وفي 15 آذار/ مارس، ذكرت صحيفة "فيلت أم زونتاغ" أن حكومة الولايات المتحدة عرضت المليارات على شركة "كيورفاك" لاحتكار اللقاح الذي تعمل عليه ضد فيروس كوفيد-19. ومن غير المستبعد أن تصبح التقنيات الحيوية مصدرًا للسلطة السياسية الوطنية ومركز صراع جيوسياسي.

وأوضح الموقع أنه مثلما كان لتعدد الأقطاب تأثير كبير على المنافسة في نشر البنية التحتية للجيل الخامس للأنظمة اللاسلكية وتحفيز تطويرها، فإن فيروس كوفيد-19 سيؤدي إلى تركيز الاستراتيجيات الوطنية الرئيسية على التكنولوجيا الحيوية.

 

الديون العالمية

ونبه الموقع إلى أن فيروس كوفيد-19 سيسرع من التراكم الهائل للديون العالمية. ويبدو أن الحافز النقدي والمالي اللازم لمنع حدوث كارثة اقتصادية عالمية تجاوز بالفعل المبلغ الذي تم إنفاقه لمواجهة الأزمة المالية لسنة 2008. فعلى سبيل المثال، ترفض ألمانيا اعتماد سياسة التقشف وبدلا من ذلك تقدم أموالاً غير محدودة للمؤسسات المتضررة من الوباء، وتتعهد باتخاذ جميع التدابير اللازمة.

 

اقرأ أيضا: أتلانتيك: كيف سينتهي الوباء؟ وما تبعاته على العالم وأمريكا؟

وأضاف الموقع أن الدين سيغير أسواق الطاقة بشكل كبير في السنوات القادمة، فعلى الرغم من أن مستقبل القطاعات الاقتصادية مثل الرحلات الجوية والسياحة سيكون ضبابيا وستصبح السيولة مشكلة خطيرة للعديد من القطاعات الأخرى على المدى القصير، إلا أن المخاطر التي ستواجهها شركات النفط في أمريكا الشمالية تستحق اهتمامًا خاصًا. في المقابل، يتعين على الحكومة الأمريكية اتخاذ قرارات حقيقية بشأن جدوى الحفاظ على صناعة الطاقة، خاصة أن فائض العرض العام يؤدي إلى انخفاض طويل الأجل في أسعار الطاقة. 

وبيّن الموقع أن الصين عانت من حرب تجارية مع الولايات المتحدة، ومن تبعات حمى الخنازير الأفريقية والعديد من المشاكل الاقتصادية الهيكلية الأخرى. وعلى الرغم من أن شي جين بينغ حوّل بمهارة أزمة ثقة الشعب إلى مسألة فخر وطني، إلا أن الانتشار العالمي للفيروس سيؤدي إلى تفاقم الضغط الاقتصادي والسياسي.

وتشير بيانات المسح إلى أن القادة الذين وجهّت لهم انتقادات حادة سابقًا مثل إيطاليا وفرنسا يتمتعون الآن بدعم أوسع. ومع ذلك، قد تتغير هذه المشاعر بشكل كبير اعتمادًا على مدى خطورة الأزمة التي تسببها الجائحة ومدى فعالية سياسة الحكومة في احتوائها.

وأشار الموقع إلى أنه يمكن إعادة تأهيل بلدان مثل المملكة المتحدة وروسيا والهند والمكسيك، التي كانت بطيئة في احتواء الوباء وتتعرض لضغوط كبيرة من الشعب.

 

تأثيرات عالمية للاتجاهات السياسية

 

ولفت إلى أن الوباء سيكون له تأثيرات على مصير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والإصلاحات الدستورية في روسيا، ومستقبل القومية الهندوسية، والمستقبل السياسي للمكسيك. ورغم التهديد العالمي الذي يشكله فيروس كورونا، غير أنه يسرع الاتجاهات السياسية التي تقوض إمكانات العمل الجماعي العالمي.

وفي الختام، نوه الموقع إلى أن التكنولوجيا الحيوية ستصبح المصدر الرئيسي للمنافسة في مجال الأمن القومي وسيتوقف مصير العديد من الحكومات على مدى فعالية تصرفها. لن يكون هذا الفيروس قادرا على تغيير العالم لوحده، وإنما سيعجل بالاتجاهات السياسية التي ستؤدي إلى تكوين صورة مختلفة تمامًا عن العالم.

التعليقات (0)