هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الرقم اليوم ضخم، هو 119 حالة جديدة في السعودية، وضخامته تكمن في "72 حالة هي من المعتمرين الأتراك، والتي سببت لهم الإصابة هي حالة مخالطة تركية واحدة سببت العدوى لفندق كامل من المعتمرين الأتراك في مكة المكرمة".
ذلك هو الكلام كما ينقله بدر الشريف مراسل قناة MBC من جدة.
— MBC أخبار (@MBC24News) March 22, 2020
وكوْن قناة MBC مملوكة لأحد رجال المال السعوديين المقربين من الأسرة المالكة وتعكس التوجهات السياسية للمملكة، لن يجعلنا نقف كثيرًا على التساؤل حول المصدر الذي استقى منه مراسل القناة معلوماته، لكنه لم يدع لنا مجالا لغض الطرف عن طرح هذا السؤال: كيف لمراسل قناة شهيرة أن يدلي بمعلومات لم تجرِ على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي؟!
ما أثار هذا التساؤل، أن وزير الصحة السعودي قال ما نصه: "إن 72 حالة من الجنسية التركية معزولون صحيا في أحد الفنادق في مكة المكرمة، كانت قد اكتُشفت مبكرا أثناء التقصي الوبائي لحالة سابقة أُعلن عنها قبل أسبوع قادمة من تركيا، وجميعهم من دون أعراض".
وأعلنت وزارة الصحة (الأحد) عن تسجيل 119 إصابة جديدة بكورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 511 إصابة، وتعافي 17، وأوضحت أن السبب الأكبر لهذه الإصابات هو عدم الالتزام بمنع التجمعات.
اقرأ أيضا: 9 وفيات جديدة بكورونا في تركيا والإصابات تتزايد
وقالت وكالة الأناضول في تقرير، إنه إذا وضعنا في الاعتبار أن الجالية التركية في السعودية يتخطى تعدادها الـ120 ألفا من الأتراك المقيمين العاملين في مختلف القطاعات التجارية والصناعية والخدمية وغيرها، فسوف يسهل علينا استيعاب أن حالة الإصابة التي سجلت لأحد الأتراك في مكة وتسببت بإصابة 72 آخرين جراء مخالطته، من المحتمل أن صاحبها مقيم وليس معتمرا، أو ربما كان مسافرًا قدم إلى السعودية من تركيا في فترة انتشار الوباء بدول المنطقة، وذلك لأسباب نراها وجيهة تتعلق بالمعطيات أدناه:
أولا: السعودية أعلنت عن إصابة المواطن التركي، الأحد 22 آذار/ مارس.
ثانيا: ألغت السعودية جميع أنواع التأشيرات السياحية أو تأشيرات العمرة في 27 شباط/ فبراير الماضي، أي قبل 24 يوما من الإعلان عن إصابة المواطن التركي، حيث شملت الإجراءات تعليق السماح بدخول الراغبين في أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي، والسائحين مؤقتاً.
ثالثا: أوقفت الجهات السعودية المختصة أداء العمرة للمواطنين والمقيمين على أراضيها مؤقتا اعتبارا من 4آذار/ مارس، أي قبل 18 يوما من الإعلان عن إصابة المواطن التركي، مع الأخذ بالحسبان أن فترة الحضانة للفيروس قبل ظهور الأعراض تتراوح ما بين 3 و14 يوما.
رابعا: علّقت السلطات السعودية جميع رحلات الطيران من وإلى تركيا اعتبارا من 9 آذار/ مارس، أي قبل أسبوعين من الإعلان عن إصابة المواطن التركي الذي وصفه مراسل قناة MBC بأنه "معتمر".
وأشارت الأناضول، إلى أن الخبر الذي بثته قناة MBC أثار تفاعلا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين استغلوا تقرير مراسل القناة، لمزيد من الإساءة إلى تركيا وتحميلها مسؤولية جميع الإصابات بفيروس كورونا، بما فيها الإصابات التي سجلتها السعودية قبل أن تسجل تركيا أول إصابة في 11 مارس/آذار.
ولفتت إلى أن الغريب، أن هؤلاء الناشطين لم تثرهم تصريحات وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، إلا على نطاق ضيق بل "خجول" بعد أن أعلنت منذ يومين أن "هناك 30 إصابة لعائدين من العمرة بين المصريين".
وللاطلاع على كامل الإحصائيات الأخيرة لفيروس كورونا عبر صفحتنا الخاصة اضغط هنا