صحافة إسرائيلية

سفير إسرائيلي سابق بمصر: هذه أوجه التعاون بين تل أبيب والقاهرة

كوربن: تميزت علاقات إسرائيل ومصر بالتعاون بالمجالات الدفاعية الاستراتيجية على أساس التهديد الذي تمثله إيران والمنظمات الإسلامية- أ ف ب
كوربن: تميزت علاقات إسرائيل ومصر بالتعاون بالمجالات الدفاعية الاستراتيجية على أساس التهديد الذي تمثله إيران والمنظمات الإسلامية- أ ف ب

قال سفير إسرائيلي إن "العلاقات الإسرائيلية المصرية تشهد تطورات إيجابية متلاحقة باعتبارها مصدر قوة للمنطقة، خاصة لدول المحور العربي المعتدل، وكذلك للولايات المتحدة والقوى الأخرى، فمنذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة في مصر، تميزت العلاقات الإسرائيلية المصرية بالتعاون في المجالات الدفاعية الاستراتيجية على أساس التهديد المشترك الذي تمثله إيران والمنظمات الإسلامية".


وأضاف حاييم كورين، السفير السابق في مصر، بمقاله في صحيفة جيروزاليم بوست، ترجمته "عربي21"، أن "مصر وإسرائيل لديهما مصلحة مشتركة في إدارة الملف الفلسطيني بشكل عام، وعلى وجه التحديد ساحة غزة، لأن الدور الذي تلعبه مصر وسيطا مهما بين حماس وإسرائيل أمر حاسم في إنهاء جولات العنف الدورية، ما يجعل إسرائيل تعتبر سلامها مع مصر رصيدا بالغ الأهمية".


وأوضح كورين، السفير السابق بجنوب السودان، وعضو فريق العمل بالمعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية-ميتافيم، ومحاضر بالمركز متعدد التخصصات بهرتسليا، أن "أربعة عقود من السلام الإسرائيلي المصري أثبتت قدرتها على مواجهة موجات الصدمة الذي تعرض لها، ووفر منصة لتعاونهما الاستراتيجي، رغم أن علاقاتهما توصف بأنها سلام بارد، طالما بقي النزاع مع الفلسطينيين دون حل".


وأشار إلى أن "مصر غير قادرة على التقدم نحو التطبيع الكامل مع إسرائيل، رغم المصالح المشتركة الحاسمة، والتعاون الدفاعي الاستراتيجي المتنامي بين إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة الذي لا يزال يملي طبيعة ومدى العلاقات، ومع ذلك فإن الروابط الإسرائيلية المصرية مصدر قوة للمنطقة، وتعزيز للاستقرار الإقليمي بعد فترة من الاضطراب الكبير".


وأكد أن "مصر شكلت مكونا محوريا في علاقات إسرائيل والفلسطينيين، ولعبت دورا مركزيا بمحاولات وقف إطلاق النار مع حماس بوساطة الأمم المتحدة وقطر، وتسعى إسرائيل ومصر للحد من نفوذ إيران بالشرق الأوسط، وتعزيز العقوبات المتزايدة ضدها، ومحاربة وكلائها المنتشرين بالمنطقة، وكبح جماح نشاطات تركيا بشرق البحر المتوسط".


وأضاف أن "مصر وإسرائيل شنتا حملات ضد المنظمات المسلحة، وبات لديهما تصورات مشتركة عن التهديد الذي تشكله والاستجابات المطلوبة، كما تشتركان بوجهات نظر مماثلة حول دور الولايات المتحدة في المنطقة، ما أدى لتنسيق إسرائيلي مصري في بعض المجالات كالمناطق الصناعية المؤهلة وفق اتفاقية الكويز، والتعاون الدبلوماسي والأمني، ما عزز علاقاتهما في السنوات الأخيرة".


وأشار إلى أنه "بجانب التنسيق الدبلوماسي الاستراتيجي، ظهر التعاون بين إسرائيل ومصر بقضايا الطاقة بارزا، واتخذت خطوات مهمة لتعزيز تعاونهما مع قبرص واليونان، وربما لبنان مستقبلا، بتشكيل مركز إقليمي لإنتاج الغاز الطبيعي كأساس للتصدير لأوروبا، وإطلاق منتدى غاز شرق البحر الأبيض المتوسط EMGF في القاهرة من سبع حكومات شرق أوسطية وأوروبية، بينها إسرائيل والسلطة الفلسطينية، دون مشاركة تركيا ولبنان".


وأوضح أن "تعزيز التعاون متعدد الأطراف في شرق المتوسط يساعد على تعزيز العلاقات الثنائية، بما فيها إمدادات الغاز من إسرائيل إلى مصر، ولم يكن لتحصل أيا من هذه التطورات بمختلف المجالات دون اتصالات مكثفة بين القاهرة وتل أبيب، رغم عدم حصول تغييرات مهمة أخرى في التعاون الاقتصادي: الصناعي، والزراعي، والطاقة الشمسية، وتحلية المياه، والطاقة الخضراء، والتعاون العلمي، والطبي، والتكنولوجي، والأكاديمي".


ولفت الكاتب "لزيادة عدد الزوار الإسرائيليين لمصر، حيث زار مئات الآلاف سيناء، وآلاف تجولوا بمصر نفسها، وزيادة أعداد الأقباط المصريين المسافرين لإسرائيل، خاصة بأعياد الفصح، وارتفع عددهم لسبعة آلاف في 2019 مقارنة مع خمسة آلاف في 2015، وإحراز تقدم بالتزام مصر بتجديد مواقع التراث اليهودي، ومجمع مقبرة البساتين اليهودية بالقاهرة، وترميم معبد إلياهو بالإسكندرية،ودعوة سفراء دول عديدة لحفل الكنيس".


وختم بالقول إن "العلاقات الإسرائيلية المصرية تشهد على مدى أربعة عقود تطورا متناميا لحفظ مصالحهما المشتركة، رغم العقبات والخلافات والتوترات، وأدى الواقع الإقليمي والدولي الناشئ خاصة منذ وصول السيسي للسلطة لزيادة التعاون، ولا يزال تجنب التعاون الثقافي بينهما عقبة كبيرة أمام العلاقة، رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي تمكن من إجراء حوار مباشر وشامل بين الجانبين، وهي ساحة أخرى تعمل فيها إسرائيل".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل