هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "نوسترو فيليو" الإيطالي تقريرا
تحدث فيه عن كتاب "ما يحتاج إليه أطفالنا، شرح المراهقين الجدد للآباء والمعلمين
والبالغين" أعطى فيه المؤلف "ماتيو لانشيني"، الطبيب النفسي ورئيس جمعية
مينوتورو، صورة شاملة وغنّية للوضع الحالي للمراهقين.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي
21"، إنّ الكتاب يحدد وضع المراهقين الحاليين الذين لديهم طفولة مليئة بالامتيازات
والذين لم يعودوا يلجؤون إلى الصراع والتّعدي على الآخرين لفرض أنفسهم، لكنهم رهائن
للمثل المخيبة للآمال والتوقعات التي لا حدود لها. وشرح الكاتب الإيطالي كيف ولماذا
يختلف المراهقون اليوم عن الأمس وقدّم بعض النصائح لفهم ما يحتاجه أطفالنا ولمساعدتهم.
"ما
يحتاج إليه أطفالنا"
قال الموقع إن لانشيني يرى أن فكرة تأليف الكتاب ولدت
من الانطباع بأن الكبار اليوم يواجهون صعوبة كبيرة داخل مجتمع معقّد أوجدُوه وقدّموه
لأبنائهم. وفي مواجهة العقبات، يقع تطوير حلول غير فعالة، مثل الحظر المفروض على ألعاب
الفيديو واستخدام الهواتف المحمولة.
علاوة على ذلك، فإن التدخلات التي قامت بها المدارس
والأسر في السنوات الأخيرة قللت إلى حد كبير من سلطة البالغين. من ناحية أخرى، ازدادت
قوة توجيه الوسائل التعليمية الأخرى، بما في ذلك الثقافة الفرعية لوسائل الإعلام والإنترنت.
لماذا يختلف المراهقون اليوم عن الأمس؟
نقل الموقع قول لانشيني إنه في
الماضي، نشؤوا مع نماذج عائلية واجتماعية كانت تميل إلى حد كبير إلى تنظيم وتقييد التعبير
عن النفس للأجيال الجديدة، وكان المجتمع يرتكز بشكل عام حول الرهاب الجنسي. ثم وجد
المراهقون أنفسهم يعارضون قيم الكبار ويتعدّون عنها ويرفضونها.
في الحقيقة، اختفت العدوانية اليوم تماما من عقول الأطفال،
حيث أن المراهقون أصبحوا اجتماعيين للغاية، بل إنهم يظهرون كالبالغين في بعض الحالات.
هذا يعني أن المشكلة بالنسبة لهم لا تتعلق بالعدوانية ولكن سقف التوقعات المثالية بدأ
ينهار.
لذلك، ينبغي على البالغين اليوم الاهتمام بهذا الجانب
ويجب أن تكون مهمة الآباء اليوم هي تعليم أبنائهم معنى الفشل أو الإحباط. ولكن بما
أن كلمة "الفشل" تعني القدرة على "التزام الهدوء وتقبّله قبل كل شيء"،
فمن الأسهل الاستمرار في التفكير بأن الأطفال عدوانيّون، غير أن ذلك تفكير خاطئ. وإذا
لم يعد الكبار إلى دور تعليمي حقيقي وموثوق به، فسوف يواجهون عواقب وخيمة. لذلك، من الضروري اقتراح نماذج تعليمية بديلة.
كيف يظهرون معاناتهم؟
فسّر الموقع أنه حسب الكاتب الإيطالي، هناك زيادة في
الهجمات على الذات من خلال الحركات الضارة بالنفس، والانسحاب الاجتماعي، واضطرابات
الأكل. وهناك أيضا الهيكيكوموري الشهير، وهو مصطلح يدل على أولئك الذين يعزلون أنفسهم
في البيوت ولا يخرجون أبدًا. لكن الديناميكية هي نفسها دائمًا ومن الممكن تحديد سبب
كل أنواع هذه السلوكيات بالنظر في شعور اللا ملاءمة.
وأضاف الموقع أن الرسائل الجنسية والتنمر عبر الإنترنت
هي وسائل لإظهار النفس. في الواقع، هما طريقتان معبرتان عن فكرة الشعور بالهشاشة، فمن
جهة يتفاعل المراهق عن طريق تصوير جزء من جسمه ونشره على الشبكة للبحث عن الإعجاب في
شبكات التواصل، من ناحية أخرى في حالة التنمر عبر الإنترنت، يبحث عن موضوع هش بالتحديد
لأنه لا يستطيع التسامح مع هشاشة ذاته. في الحالة الأخيرة، يتعرض الشخص الأكثر هشاشة
للهجوم والإخضاع، ليثبت لنفسه وللمجموعة أنه ليس ضعيفًا. بدلاً من ذلك، ينبع العناد
من الهشاشة ومن عدم تحمله لخطأه.
ومع ذلك، بشكل عام، هؤلاء ليسوا مراهقين متمردين، بل
هم أولاد يحاولون التعبير عن صراعهم مع النمو، الأمر الذي يؤدي بهم إلى اتخاذ إجراءات
ضد أنفسهم أو ضد الآخرين.
دور الآباء والمربين: أين يخطئون؟
وأوضح الموقع أنه وفقا للكاتب الإيطالي، عندما يتعلق
الأمر بالمراهقين، فإن الكبار مخطئون في عدم فهم أن الأولاد هم خبراء علاقات رائعون
ويواصلون إخبارهم بالحد من استخدام الأدوات التكنولوجية.
بدلاً من ذلك، يجب أن يستمر البالغون في التدخل بشكل
علني مع أطفالهم، وفي الوقت نفسه، يجب أن يستخدموا التكنولوجيا بشكل محدود، وبالتالي
أن يمثلوا قدوة جيدة لكنهم غير قادرين على القيام بذلك. سيحتاج الآباء إلى سؤال الأطفال
عما يفعلونه على الإنترنت.
من جهة أخرى، أهدرت المدارس الوقت في حظر الأجهزة التكنولوجية
وكان ينبغي لها نشر التعليم الرقمي أولاً. كذلك، ينبغي أن تدعم مدارس الحضانة نفسها
بنماذج يمكنها أن تشجع الوالدين على حب أطفالهم والاهتمام بهم.، كما يجب على المدرسة
مواجهة المنافسة. لا يجب تضمين الاعتراف بقيمة الأداء في عدد، ولكن يجب أن تركز تركيزا
شديدا على استغلال مهارات كل مراهق.
لم يعد للبالغين سلطة، والمراهقون اليوم ليسوا غاضبين
على الإطلاق، على الرغم من أن لديهم كل الأسباب التي تدفعهم لذلك في ضوء حالة الطوارئ
المناخية والمستقبل الغامض.
نصائح عملية للآباء والأمهات لمساعدة الأطفال والاستماع
إليهم
أفاد الموقع أنه يجب أولا أن نحب أطفال الآخرين أكثر.
في سياقات معينة، يوجد استثمار مفرط في الابن مع عدم اهتمام بالآخرين أو الأطفال الذين
يواجهون صعوبات، ربما في الفصول الابتدائية.
الاهتمام بالآخرين، من ناحية أخرى، يمثل
قيمة مهمة للأطفال، الذين يتعلمون دائمًا من المقارنة.
وثانيا، اسأل أطفالك المراهقين "كيف تسير الأمور
على الإنترنت اليوم؟". يحتاج الأطفال اليوم إلى أشخاص بالغين يسألون هذا السؤال،
والذين في بعض الحالات، يمكنهم أيضًا أن يسألوهم عما إذا كانوا يشعرون بالحزن أو إذا
كانوا يحبون الحياة أم لا، أو حتى إذا كانوا يفكرون في الموت. واحدة من أكبر المشاكل
اليوم هي أن البالغين يسألون أطفالهم فقط عما فعلوه في المدرسة ولا يطرحون أي أسئلة
أخرى.
وثالثا، حتى لو كان الأمر صعبًا، حاول أن تشعر بقدر
أقل من السوء حيال معاناة أطفالك. وأخيرا حاول أن تفهم جيدا ليس فقط ما يحبطك بشأن
أطفالك، ولكن أيضًا ما يعجبك فيهم وأحبهم لما هم عليه.