ملفات وتقارير

ماذا وراء إعلان روسيا نشر شرطتها العسكرية في سراقب؟

روسيا تنسق عادة تحركات شرطتها في الشمال السوري مع تركيا- جيتي
روسيا تنسق عادة تحركات شرطتها في الشمال السوري مع تركيا- جيتي

في خطوة لافتة، أعلنت روسيا عزمها نشر قواتها في مدينة سراقب الاستراتيجية، جنوب شرقي إدلب، وذلك بعد ساعات من سيطرة قوات النظام عليها مجددا، وإنهاء سيطرة فصائل المعارضة.

والاثنين، كان مركز المصالحة الروسي في سوريا، قد أعلن عن انتشار الشرطة العسكرية الروسية في مدينة سراقب، مساء الاثنين، لضمان الأمن وحركة السير على الطريقين الدوليين "حلب- دمشق M5- حلب- اللاذقية M4".

واعتبر خبراء الإعلان الروسي في هذا التوقيت، على أنه رسالة واضحة لتركيا، مفادها بأن الاقتراب من سراقب يعني صداما مباشرا مع القوات الروسية.

 

من جهته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد زياد حج عبيد، لـ"عربي21" إن الخطوة الروسية تهدف إلى قطع الطريق على فصائل والمعارضة نحو سراقب بشكل نهائي.

وأضاف أن روسيا تراوغ، وتدعي تطبيق اتفاق سوتشي بهذه الخطوة، مستدركا: "غير أن الإعلان الروسي لا يعني أبدا امتثال تركيا وفصائل المعارضة لهذا المطلب"، كاشفا في الوقت ذاته عن تحضيرات عسكرية من المعارضة لبدء عملية عسكرية بهدف استعادة سراقب.

 

اقرأ أيضا: قتلى بإدلب وسيطرة للنظام على سراقب والمعارضة تواصل الرد

أهداف عدة

وحدة التحليل في "مركز جسور للدراسات"، عزت مسارعة روسيا إلى نشر شرطتها العسكرية في سراقب، إلى رغبة موسكو بتحقيق عدد من الأهداف، شرحها المركز في ورقة رصدتها "عربي21" على الشكل التالي:

- رفض مطالب تركيا المتكررة بتحييد روسيا عن النظام السوري خلال العملية العسكرية التي تشنّها في إدلب.

- عرقلة جهود تركيا بتحقيق أهداف عملية درع الربيع، لا سيما إعادة النظام السوري إلى حدود مذكرة سوتشي (2018).

- رفع الروح المعنوية لمقاتلي النظام السوري في ظل الانهيار الكبير في صفوفهم، من خلال الإيحاء بقدرة روسيا على فرض قواعد اشتباك جديدة. 

- تثبيط الروح المعنوية في صفوف المعارضة السورية، من خلال إعادة بثّ دعاية وجود تفاهم مشترك بين روسيا وتركيا حول مصير سراقب وغيرها من المناطق، بغرض كبح قدرتها في الهجوم والدفاع. 

- محاولة تثبيت واقع ميداني جديد قبيل انعقاد القمة الثنائية بين الرئيسين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، على أمل أن يساهم ذلك في دعم موقف روسيا خلال المباحثات.


كسر عظم

أما القيادي في الجيش السوري الحر، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، فقال لـ"عربي21" إن ما يحصل في سراقب يعد معارك كسر عظم، والمدينة تعد الأهم بموقعها، وهذا ما يفسر تركيز روسيا ومليشياتها لاستعادتها رغم خسارة المئات من المقاتلين.

وأضاف أن "روسيا تدعي أنها نشرت شرطتها لوضع تركيا أمام الأمر الواقع، وبأنها تسيطر على المدينة بشكل تام وهو محض كذب، فروسيا لم ولن تنشر شرطتها، إلا إذا توصلت مع تركيا إلى اتفاق يقضي بذلك".

 

اقرأ أيضا: لهذا تعد سراقب ضربة موجعة للمعارضة.. ما أهداف الأسد التالية؟

 

وتابع عبد الرزاق، بأنه "لا تزال المعركة في بدايتها واقتصرت على فصائل الثوار، وتغطية جوية إلى حد ما مع دعم ناري من الجيش التركي، وأدى ذلك إلى انهيار قوات النظام".

 

وأضاف: "إن لم يتم التوصل لاتفاق ستكون معارك شرسة في الفترة المقبلة، وسيخسر النظام ما بقي من مليشياته".

حرب نفسية

من جانبه، اعتبر الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد، أن الإعلان الروسي جزء من الضغوط والحرب الإعلامية التي تمارسها موسكو على الفصائل، مضيفا لـ"عربي21" أن "روسيا لا زالت تقوم بدور البلطجي، في شمال غرب سوريا، رغم أن المشهد تغير كثيرا، فاليوم تركيا حاضرة بقوة، وكذلك الولايات المتحدة، التي أرسلت جيمس جيفري إلى زيارة إدلب".

التعليقات (1)
من سدني
الأربعاء، 04-03-2020 10:36 ص
المرحله القادمه تتطلب استراتيجيه جديده للتعامل مع الاحتلال الروسي والمليشيات الصفويه فإذا ماتم اتفاق جيديد بين روسيا وتركيا فسيفرض الاتفاق على الجيش الحر والفصائل الالتزام بالاتفاقيات وحينها يتوقف العمل العسكري وبكفالة الضامن التركي وبهذا يكون النظام والروس والمليشيات في حال امن وامان مما يعطيهم فرصه للتفرغ الى الداخل وتصفية حساباتهم مع من تبقى من اهل السنه في مناطق النظام وعليه يتوجب ومن الان تشكيل فصاءل وحركات مستقله عن الجيش الحر وعن الفصاءل وتتبنى استراتيجيه حرب العصابات في كل مناطق سوريا وعلى نهج سرية ابو عماره وبهذا يكون الضامن التركي غير ملزم بتبعات حرب العصابات كونها سريه وليس لها ارتباطات مع الاتراك او اي ضامن وبهذا يكون الثوار قد دخلوا في حرب عصابات مع المختل الروسي والنظام وباقي قطعان المجموعات الشيعيه ولا حل الا بحرب العصابات وحرب الإغارة وتنفيذ العمليات واستنزاف المحتل الروسي والايراني وكسر شوكة النظام.