ذعر "كورونا" يضرب أسواق مصر والخليج.. بماذا ينصح المحللون؟

واصلت أسواق المال العربية والخليجية، الأحد، هبوطها مع تصاعد المخاوف من تفشي فيروس كورونا القاتل، ما دفع بعض البورصات إلى وقف التداول بعد تهاوي الأسهم.

وكانت أسواق الأسهم العالمية شهدت خسائر حادة الجمعة الماضية لتفقد خمسة تريليونات دولار من قيمتها على مدار أسبوع وسط مخاوف من العواقب الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا.

وأغلق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية "تاسي" على تراجع للجلسة الثالثة على التوالي، بدفع من هبوط غالبية الأسهم وفي مقدمتها قطاعات المواد الأساسية، والبنوك والطاقة.

ونزل المؤشر السعودي بنسبة 3.71 بالمئة إلى مستوى 7345.10 نقطة فاقداً 283.24 نقطة ملامساً أدنى مستوياته في أكثر من 17 شهراً وتحديداً منذ أكتوبر / تشرين الأول 2018.

وهبط مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية بنهاية تعاملات الأحد، إلى أدنى مستوى منذ 15 آيار/مايو الماضي، متراجعا بنسبة 3.62 بالمائة.

وفقدت القيمة السوقية لبورصة أبوظبي، الأحد، نحو 17.05 مليار درهم بالغاً 497.56 مليار درهم، مقابل 514.61 مليار درهم بنهاية جلسة الخمس آخر جلسات شهر فبراير/شباط الماضي.

كما تراجع سوق دبي المالي خلال تعاملات الأحد، إلى أدنى مستوى له منذ جلسة 13 فبراير/شباط 2019، منخفضا بنسبة 4.49 في المائة.

وفقدت القيمة السوقية لبورصة دبي 12.83 مليار درهم، بعد أن بلغت 352.05 مليار درهم، مقابل 364.88 مليار درهم نهاية شهر شباط/فبراير الماضي.

وأغلقت بورصة الكويت تعاملات الأحد على تراجعات حادة لمؤشراتها، بعد أن شهدت هبوطا حادا في النصف ساعة الأولى من التعاملات دفع إدارة البورصة إلى اتخاذ قرار بوقف التعامل بالسوق الأول بعدما تجاوزت خسائره 10 بالمائة.

وفقد المؤشر العام لبورصة الكويت أكثر من 556 نقطة، مسجلا نسبة خسائر بلغت 9.16 بالمائة. 

اقرأ أيضا: "كورونا" يشعل أسعار الذهب.. واضطراب بأسواق العملات

وختم المؤشر العام لسوق البحرين على خسائر بلغت نحو 3.37 في المائة، بعد أن هبط إلى مستوى 1604.56 نقطة.

وأنهى المؤشر العام لسوق مسقط تعاملات الأحد، متراجعا 1.2 بالمائة، بدفع من تراجع الأسهم القيادية، مغلقا عند مستوى 4081.33 نقطة.

وهوت الأسهم المصرية في أول ساعتين من تداولات الأحد وفقد المؤشر الرئيسي نحو ستة بالمئة، بمعدل خسائر في القيمة السوقية للأسهم بلغت 33 مليار جنيه (نحو ملياري دولار).

وأوقفت إدارة البورصة التداولات 30 دقيقة بداية من الساعة 1040 بتوقيت غرينتش بعد تراجع المؤشر الأوسع نطاقا إي.جي.إكس 100 بنسبة خمسة بالمئة، وذلك للمرة الأولى منذ سبتمبر أيلول 2019.

وأوقفت بورصة مصر التداول على 95 سهما في أول ساعتين لمدة عشرة دقائق، نظرا لنزول تلك الأسهم أكثر من خمسة بالمئة.

وفي تعليقه، على أثر كورونا على أسواق المال، توقع المحلل المالي، وليد أبو هلال، أن تحدث انتعاشة تصحيحية للأسهم خلال الجلسات المقبلة، للاستفادة الأسعار المغرية بعد الهبوط الحاد الذي شهدته تداولات الأسبوع الماضي.

وأضاف أبو هلال في تصريحات لـ"عربي21": "قد تقفز الأسهم بشكل كبير إذا ظهرت أخبار عن اكتشاف مضاد للفيروس، أو انخفاض عدد المصابين، وعودة شهية المستثمرين للمخاطرة".

اقرأ أيضا: "كورونا" يشعل أسعار الذهب.. واضطراب بأسواق العملات

وذكر المحلل المالي أن المستثمرين في حالات الأزمات المالية أو الحروب أو الأوبئة تقل شهيتهم نحو المخاطرة، ويلجئون إلى ما يسمى بالملاذات الآمنة، كالذهب والين الياباني و الفرنك السويسري.

ولفت إلى أن استقرار اليابان و سويسرا وحياديتهما بشأن النزاعات الدولية، يجعل من الين والفرنك ملاذا آمنا في سوق المال، مضيفا: "لذلك لوحظ أن الفرنك السويسري ارتفع خلال الأسبوع المنتهي في 28 شباط/فبراير بنسبة 3 بالمئة في حين ارتفع الين الياباني بأكثر من 4 بالمئة خلال نفس الفترة، كما ارتفع الذهب بنسبة 8 بالمئة خلال الفترة من 14 إلى 24 شباط/فبراير الماضي.

وفيما يتعلق بأسواق المال العربية والخليجية، أكد أبو هلال أنها تتأثر بما يجري في الأسواق الدولية وخاصة الأمريكية والأوروبية.

ونصح أبو هلال المستثمرين بأخذ الحيطة والحذر، والبقاء على الحياد لحين ظهور أمل فيما يتعلق بفيروس كورونا، والاستعداد لاقتناص الفرص من أجل تحقيق أرباح جيدة، وتقليص خسائر الانهيار التي شهدتها بعض الأسواق.