هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت دبلوماسية إسرائيلية يمينية إن "الأمر الجوهري المترتب على لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان يعتبر انتكاسة جدية لإيران وتركيا، ومن أجل المحافظة على هذا الإنجاز فإن الحكومة الإسرائيلية القادمة مطالبة بعدم دعم الاتفاق النووي مع إيران".
وأضافت
كارولين غليك التي ألفت عددا من الكتب الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين وانتفاضة
الحجارة، في مقالها على صحيفة "إسرائيل اليوم"، ترجمته "عربي21" أن "عدوتا إسرائيل في هذه المنطقة، وهما إيران
وتركيا، تجدان نفسيهما خاسرتين في اللعبة الدائرة في الشرق الأوسط، خاصة بعد
الانفتاح الإسرائيلي السوداني الأخير، في حين تبدو إسرائيل منتصرة، لكن ذلك قابل
للانقلاب في لحظة واحدة".
وأشارت
غليك، التي خدمت في صفوف الجيش الإسرائيلي، ومنسقة في طاقم المفاوضات الإسرائيلي
مع الفلسطينيين، ومساعدة للمستشار السياسي السابق لنتنياهو، إلى أن "لقاء نتنياهو
مع البرهان يعتبر أحد ثمار صفقة القرن التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
أواخر كانون ثاني/ يناير الماضي، بجانب الحديث عن أول رحلة جوية إسرائيلية من خلال
أجواء السودان، وهو تطور نوعي وتاريخي غير مسبوق".
وأكدت
أن "هذه النتائج الفورية للقاء نتنياهو مع البرهان، تضاف إلى الأهداف الجوهرية
لهذا اللقاء، التي تحمل انتكاسة واسعة لكل من إيران وتركيا وقطر ومن يسير في
فلكها من دول وقوى منطقة الشرق الأوسط، التي تابعت عن كثب تفاصيل هذا اللقاء
التاريخي".
وأضافت
أنه "حتى نيسان/ أبريل الماضي كان السودان خاضعا طوال السنوات الثلاثين الماضية لحكم
الجنرال عمر البشير، وهو حليف إيران"، زاعمة أنه "سمح للنظام الإيراني باستخدام موانئ بلاده لإرسال
السلاح والوسائل القتالية إلى حركة حماس في قطاع غزة، كما مكن الإيرانيين من
مهاجمة السعودية من خلال أراضيه، ونقل شحنات أسلحة الى جماعات الحوثيين في اليمن،
وتهديد موانئ جدة، ومركز الصناعات النفطية في المملكة".
وأوضحت
أن "سقوط البشير وضعت النفوذ الإيراني في هذه المنطقة الاستراتيجية موضع
تساؤل خطير، ولم تكن إيران وتركيا وقطر وسواها من دول المنطقة بحاجة إلى أن يصل
نتنياهو عدوها اللدود من أجل أن يأخذ صورا تذكارية مع البرهان، لأنها تعتبر ضربة تحت
الحزام لدى جميع تلك الدول والعواصم".
الجدير
بالذكر أن لقاء نتنياهو مع البرهان أثار كثيرا من التعليقات الإسرائيلية التي
أشارت إلى أن حالة عدم الاستقرار الداخلي في السودان، والوضع الاقتصادي الصعب، والحاجة
لمساعدة أمريكية عاجلة، فضلا عن غياب الاستثمارات الأجنبية في الدولة منذ سنوات طويلة
بسبب وضعها في القائمة الأمريكية للإرهاب، كلها تعتبر من العوامل الأساسية في خطوة
البرهان بلقاء نتنياهو، بزعم أن الطريق إلى واشنطن يمر بتل أبيب.