اقتصاد دولي

كورونا يربك حسابات السعودية.. وأمريكا تخفض توقعاتها للنفط

السعودية تخشى من تكلفة باهظة لرد بطيء على تداعيات فيروس كورونا على الطلب على النفط- أ ف ب
السعودية تخشى من تكلفة باهظة لرد بطيء على تداعيات فيروس كورونا على الطلب على النفط- أ ف ب

خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية اليوم الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 310 آلاف برميل يوميا مع تراجع استهلاك الخام في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد تفشي فيروس كورونا.


وخفضت الوكالة الحكومية تقديرها للطلب العالمي على الخام في 2020 إلى زيادة قدرها 1.03 مليون برميل يوميا ليصل إلى 101.74 مليون برميل يوميا.

وأشارت إلى أن خفض توقعاتها لنمو الطلب العالمي يعكس أيضا درجات حرارة أدفأ من المعتاد في يناير كانون الثاني في معظم النصف الشمالي من العالم.

 

وقالت مصادر على دراية بأفكار السعودية لرويترز إن المملكة تريد أن يوافق منتجو النفط العالميون على خفض سريع للإمدادات في ظل تأثير فيروس كورونا في الصين على الطلب، مع إدراكها أن تأخيرات في الماضي أدت إلى انهيارات باهظة التكلفة للأسعار.

وتعكف السعودية على إقناع منتجي أوبك وحلفائهم بقيادة روسيا، وهي مجموعة تعرف باسم أوبك+، بأنهم بحاجة إلى التصرف عاجلا وليس آجلا.

وقالت المصادر إن المملكة تتوقع أن التأثير على الطلب على النفط من المحتمل أن يكون أكبر هذه المرة من وباء متلازمة التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) في عامي 2002 و2003 بسبب دور الصين الحالي الأكبر بكثير في الاقتصاد العالمي.

وتراجعت أسعار النفط بأكثر من 11 دولارا للبرميل هذا العام إلى 54 دولارا، مما يقض مضاجع المنتجين مع انتشار فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من ألف شخص في الصين.

 

اقرأ أيضا: واشنطن تعلق على قرار أوبك وحلفائها بشأن خفض إنتاج النفط

وقال مصدر في أوبك إن الرياض تريد خفضا سريعا للمعروض من أجل "وضع حد لنزول الأسعار".

وأضاف المصدر قائلا: "يريد السعوديون الاستباق والإبقاء على أسعار النفط عند 60 دولارا للبرميل أو أكثر".

وكثيرا ما قادت السعودية، أكبر منتج في أوبك، تخفيضات أو زيادات في إنتاج المنظمة في السابق للإبقاء على الأسعار عند مستوى مفضل.

لكن تحركهم لم يكن دائما مبكرا بما يكفي.

وتعرضت أوبك لانتقادات لعدم منعها أسعار النفط من الارتفاع بشدة أثناء موجة صعود في 2008 شهدت تجاوز خام برنت 147 دولارا للبرميل بسبب مخاوف بشأن الإمدادات.

وكانت المنظمة على نفس القدر من البطء في رد الفعل حيال تداعيات الأزمة المالية العالمية التي شهدت انهيارا للطلب ودفعت أسعار النفط للهبوط صوب 30 دولارا للبرميل.

وعندما بدأ العالم في التعافي من تلك الأزمة، ارتفع الطلب العالمي على النفط، لكن أوبك كانت بطيئة في زيادة الإنتاج، مما دفع برنت للصعود مجددا.

وقال مصدر على دراية بالتفكير النفطي السعودي إن أوبك+ ربما تكون فقدت هذه المرة وقتا ثمينا لمنع هبوط في سعر النفط، وهو ما يزيد الرهان على أن موسكو وباقي المنتجين سيدعمون خفضا محتملا.

وفي الأسبوع الماضي، قالت مصادر لرويترز إن لجنة فنية تقدم المشورة لأوبك+ أوصت بخفض إضافي فوري للإنتاج بواقع 600 ألف برميل يوميا.

وقال أحد المصادر: "الأمر يتعلق باتخاذ إجراءات استباقية ضد الضبابيات المستقبلية... يتعلق الأمر بالدروس المستفادة من الماضي".

 

اقرأ أيضا: ارتفاع قتلى "كورونا" يعيد الذعر لأسواق الأسهم والنفط

ويستهدف اتفاق حالي لأوبك+ خفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية مارس آذار، وتخفض السعودية طواعية 400 ألف برميل إضافية، وهو ما يعني أن أوبك+ تخفض الإنتاج فعليا بواقع 2.1 مليون برميل يوميا.

وقالت مصادر إن اللجنة الفنية أوصت أيضا بمد أجل هذا الاتفاق حتى نهاية 2020.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك اليوم الثلاثاء إن روسيا لا تزال تدرس الزيادة التي تقترحها اللجنة في خفض إنتاج النفط، فيما يحبط تأخر الرد الروسي بعض اللاعبين في أوبك.

وقالت بي.كيه فيرليجر لاستشارات الطاقة في مذكرة بحثية: "مسؤولو السعودية على علم بأن الاستهلاك سينخفض. هم أيضا على علم بأنه حتى مع كون تأثير فيروس كورونا غير مؤكد، فإن الأسواق تستجيب".

وأضافت قائلة: "على غرار ما فعله جرينسبان، هم أدركوا أن هناك حاجة لعمل شيء ما على الفور"، في إشارة إلى إجراء سريع اتخذه آلان جرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الاتحادي ردا على تهاوي أسعار الأسهم ليوم واحد في أكتوبر تشرين الأول 1987.

التعليقات (0)