سياسة تركية

تساؤلات عن أهمية نقاط المراقبة التركية وسط انتصارات الأسد

تركيا أنشأت العديد من نقاط المراقبة في الشمال السوري وبشكل رسمية 12 نقطة- جيتي
تركيا أنشأت العديد من نقاط المراقبة في الشمال السوري وبشكل رسمية 12 نقطة- جيتي

يواصل الجيش التركي إرسال عدد من قطعاته العسكرية وآلياته إلى مركز إدلب وما حولها، بينما تثار تساؤلات حول الهدف من ذلك، في حين أن نقاط المراقبة التركية في سوريا، لم تمثل حجر عثرة أمام تقدم النظام السوري وإحرازه انتصارات متتالية.

 

ففي الوقت الذي سقطت فيه مدينة سراقب الاستراتيجية بيد النظام، كان دور نقاط المراقبة التركية غير جلي، بل تمكن النظام السوري من محاصرتها، لا سيما في سراقب، والعيس، إلا أن التوتر موجود بين تركيا والنظام السوري عسكريا في الشمال السوري جراء ذلك، لا سيما مع مقتل العديد من الجنود الأتراك.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن عن مهلة زمنية لتراجع النظام وابتعاده عن النقاط العسكرية التركية، وتنتهي هذه المهلة آخر شهر شباط/ فبراير الجاري.

 

اقرأ ايضا: هكذا قرأ مراقبون مشاركة الجيش التركي المباشرة بمعارك إدلب

تساؤلات مشروعة

وحول هذا الموضوع، أكد العقيد رياض الأسعد مؤسس "الجيش السوري الحر"، أن وجود نقاط المراقبة التركية هو أحد بنود اتفاقيات استانا، وتأتي ضمن إطار التفاهم التركي الروسي.

 

ولفت في حديث لـ"عربي21"، إلى الانتقادات بشأن دور نقاط المراقبة التركية تثار بالفعل، حيث أصبح بعضها محاصرا من قوات النظام السوري وروسيا، التي تعد الطرف الآخر بالتفاهمات مع الجانب التركي، دون تحرك فعلي من أنقرة.

 

وقال الأسعد: "أعتقد أن النقاط التركية تملك القدرة الكافية لمنع سقوط أي منطقة ابتداء من قلعة المضيق وخان شيخون وريف إدلب الجنوبي، وحتى سراقب، وريف حلب الجنوبي وآخرها وليس آخرا سقوط العيس، ومحاصرة النقطة التركية الموجودة فيها".

 

ولفت إلى أن روسيا "تحاصر النقاط التركية التي تشاء، والحقيقة المفروضة على أرض الواقع تجاوزت كل الوعود".


وقال: "لا أحد يعرف تماما ما هي الخطوات القادمة التي ستفعلها تركيا، سوى تركيا فقط، وكل ما يقال أو يشاع من محللين وسياسيين هي تكهنات فقط، ولاتخضع لأي معلومة دقيقة".

ورأى الأسعد أن التساؤلات بهذا الخصوص مشروعة، مضيفا: "لماذا لم تحرك تركيا الجيش الوطني لصد هجوم المليشيات؟ فهي تستطيع صده وإجباره على التراجع بدون الجيش الوطني السوري المعارض".


وفي السياق ذاته، رأى القيادي في المعارضة السورية المقرب من أنقرة مضر الأسعد، أن النقاط العسكرية التركية هي للمراقبة مع وضع قدم عسكرية في المناطق الشمالية الغربية من سوريا.

 

"نقاط للمراقبة فقط"

وقال الأسعد في حديث لـ"عربي21": "أمنية السوريين أن تكون النقاط العسكرية التركية تدافع عنهم، وتضمن سلامتهم، ولكن العمل السياسي والعسكري لا يبنى بالأمنيات، فهناك علاقات دولية متعددة ومتداخلة بين الدول التي في الملف السوري، وهي لا تسمح بأن تقع حروب بين الدول وخاصة أن القضية السورية أصبحت شائكة جدا".

 

وأضاف أن "الوعود التركية يمكن أن تعد تهديدا من أجل الوصول إلى حل سياسي وسلمي للأحداث، التي وقعت لتجنب الفوضى والأعمال العسكرية".

وأكد أن "تركيا لن تنسحب من إدلب، لأنها لو خسرتها، فهذا يعني تهجير ونزوح أكثر من ثلاثة ملايين سوري، وستكون وجهتهم تركيا، كذلك دخول النظام السوري إلى المنطقة يعني دخول منظمات إرهابية من الـbyd والـbkk ومليشيات إيرانية وغيرها، وستكون خطرا كبيرا جدا على الأمن القومي التركي".

 

اقرأ أيضا: هذه خريطة النفوذ بأرياف إدلب وحلب.. ونقاط تركية محاصرة

وأضاف القيادي: "الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا من يدافع عن الشعب السوري في إدلب وغرب حماة، ولكن الطيران الروسي له السيطرة بسبب كثافة القصف من خلال اتباعهم سياسة الأرض المحروقة بقتل البشر وتهجير من تبقى من الشعب السوري، والجيش الوطني موزع حاليا بين عفرين وإعزاز وجرابلس والباب والراعي والغندورة وتل أبيض وسلوك ورأس العين".


وحول دخول الأرتال التركية بكثافة إلى ادلب، قال الأسعد: "مهمة هذه الجيوش التي ترسلها تركيا تأتي في إطار عدم تخلي تركيا عن إدلب، لأن الخطر أصبح يهدد الداخل التركي ومن كافة النواحي الأمنية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، لذلك ستدافع عنها بأي شكل من الأشكال إلا إذا حدثت أمور مفاجئة أخرى خارجة عن التوقعات".

 

انتقاد لدور النقاط التركية

من جانبه، رأى القيادي في الجيش الحر النقيب عبد السلام عبد الرزاق، أن "النقاط التركية لم تلعب أي دور أمام التدمير والقتل الذي يحصل في إدلب، وتم تجاوز العديد منها من مليشيات روسيا وحصارها دون أن يكون هناك أي إجراء عسكري تركي".

وقال القيادي في حديث لـ"عربي21": "دور النقاط التركية يقتصر على تسيير دوريات على الطريق الدولي حلب دمشق مستقبلا، ونحن نراقب كسوريين الدخول الكثيف لأرتال الجيش التركي إلى الشمال، لكن دون أي تغيير على الأرض، أو أي دور تقوم به".

 

وأضاف: "ربما أدخلت تركيا هذه الأرتال حفاظا على وجودها في الشمال، ونحن ننتظر حتى نهاية الشهر لنرى جدية التحذيرات التركية".

وأكد أن "قوات النظام لم تسيطر على هذه المناطق إلا بكلفة بشرية ومادية باهظة، لذا لن تنسحب بهذه السهولة، ولن يكون هذا إلا بعمل عسكري، وبمساندة حقيقية من سلاح الجو والدفاع الجوي التركي لفصائل الثوار".

وفي السياق ذاته، قال الصحفي السوري قيس الأحمد، إن مهمة النقاط التركية "منع أي تصعيد من قوات النظام تجاه المناطق الواقعة فيها، وهذا ما ورد على لسان العديد من الضباط الأتراك المسؤولين عنها في اجتماعاتهم مع وجهاء المدن والبلدات في إدلب".

وقال الصحفي في حديث لـ"عربي21": "النقاط التركية فقدت أهميتها بعد عدم قدرتها على منع قوات النظام من التقدم والسيطرة على القرى والبلدات في منطقة خفض التصعيد الرابعة، ويعود ذلك لضعف الموقف التركي وتردده، حيث أنه ومنذ محاصرة النظام لنطقة المراقبة التاسعة في مورك في ريف حماة، وضعف الرد التركي، صارت قوات النظام تحاصر وتقصف النقاط التركية دون أي خوف أو تردد، وهذا ما يفسر عدم قدرة النقاط التركية على منع سقوط سراقب أو غيرها"، وفق قوله.

 

اقرأ أيضا: بعد سقوط سراقب.. الدفاع التركية تنفي نيتها إخلاء نقاط المراقبة

واعتبر أن وعود تركيا أو إعطاءها مهلة للنظام من أجل الانسحاب هي كسابقاتها إذا لم ترافقها خطوات على الأرض.

وأضاف أن "الجيش الوطني السوري المعارض، كان وصوله لجبهات ادلب متأخرا، بسبب منع هيئة تحرير الشام دخوله منذ بداية المعركة"، مبينا أنه "لم يتمكن بعد دخوله من تقديم الكثير إلى الجبهات المشتعلة، حيث أن الأمر يحتاج إلى تنظيم عسكري ووضع نقاط عسكرية وتوزيع السلاح الثقيل، وغيرها من الأمور الضرورية".

 

"ليست مهمة تركيا"

ولكن في المقابل، رأى القيادي في المعارضة السورية خليل عمران، أن "تركيا لا تستطيع أن تمنع النظام من السيطرة على المدن والبلدات، فهذه مهمة الثوار السوريين، وليست مهمة تركيا".

 

وأوضح أن تركيا "تقوم بما يترتب عليها من دعم الثوار بالمال والسلاح والشرعية، لكن المعارضين لم يستثمروا هذا الدعم لصالح الثورة".

وقال القيادي في حديث لـ"عربي21": "هناك هجمة إعلامية على تركيا ودورها في سوريا، ومن يقوم بهذه الهجمة هم ثوار سوريون للأسف، فهم يساهمون بالحرب والتحريض على تركيا، ولا يريدون أن يعرفوا أن الدول ليست كالفصيل، فهي عليها التزامات وتحدد عملها قوانين دولية، وعندها مصالح لا يمكن أن تجازف بها".

 

ولفت إلى أن "روسيا قوة دولية كبرى ولا يمكن لتركيا وهي بهذا الوضع الحرج أن تدخل في مواجهة معها، بل الحفاظ عليها كحليف، لاسيما أن الغرب يود أن تتوتر العلاقة بين موسكو وأنقرة بغية ضرب الطرفين ببعضهما".

التعليقات (2)
ملاحظة
الثلاثاء، 11-02-2020 09:18 م
روسيا وجهها من عظم لا تستحي أن تخدع وتكذب على أقرب حلفائها سواء تركيا أو غيرها، اتفاقيات على الورق، وقتال على الارض.
حسن
الثلاثاء، 11-02-2020 07:03 م
الان اتى الدور على الباقي من محافظة ادلب وكل معارك النظام والمعارضة المسلحة وداعش والنصرة كانت عبارة عن مسرحيات متفق عليها كما يحدث الان من استهداف للجنود الاتراك ولولا الموافقة التركية لما كان هناك اي استهداف للجنود الاتراك وتلك المسرحية تقوم على مبدأ استلام وتسليم للمناطق بهدف قتل وتهجير المدنين من قبل النظام ومن يدعمه والفصائل المعارضة وداعش والنصرة والاتراك ومن يدعمهم ولمن لايعلم ما هو الهدف فأن الهدف هو تسليم سورية فارغة الى اسرائيل