هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "إيكونوميست" في عددها الأخير تقريرا، تحت عنوان "تقليد الملالي: نموذج الحوثيين في الحكم"، تتحدث فيه عن طريقة الحكم للحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن هذا البلد أصبح يشبه إيران.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن التصعيد في الحرب زاد الشهر الماضي، عندما ضرب صاروخ مسجدا ومعسكرا للتدريب قرب مدينة مأرب، ما أدى إلى مقتل 100 جندي من جنود الحكومة التي سارعت لاتهام المتمردين الحوثيين الذي يسيطرون على شمال البلاد والعاصمة صنعاء.
وتفيد المجلة بأن قتالا شرسا اندلع في الأيام التي تلت الهجوم، فقام الطيران السعودي الذي يدعم الحكومة اليمنية بضرب المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، الذين ردوا بإطلاق مقذوفات صاروخية باتجاه الأراضي السعودية.
ويلفت التقرير إلى أن النزاع خفت قليلا قبل التصعيد الأخير، حيث تدرس الحكومة والمتمردون خططا للتشارك في السلطة، تسمح للرئيس عبد ربه هادي منصور بالعودة من المنفى إلى اليمن، مشيرا إلى أن الغارات الجوية السعودية قلت منذ تشرين الأول/ أكتوبر، في الوقت الذي تبدو فيه غير مهتمة بعودة الحكومة اليمنية في المنفى إلى العاصمة، بقدر اهتمامها بالتوصل إلى اتفاق يحمي حدودها من هجمات الحوثيين.
وتنقل المجلة عن مسؤول دولي في اليمن، قوله إن الحوثيين الذين يطلقون على أنفسهم اسم أنصار الله "يتصرفون كأنهم انتصروا"، فبعد حرب خمسة أعوام من مواجهة جيوش أقوى منهم، فإنهم ما يزالون يتحكمون بنسبة 70% من أراضي اليمن، وسكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة، وقد وطدوا دعائم حكمهم، وبدأوا بإنشاء نظام حكمهم القائم على النظام الديني في إيران الذي يوفر السلاح لهم.
وينوه التقرير إلى أن الحوثيين ينتمون إلى الطائفة الزيدية التي تعد أقرب للسنة من بقية الطوائف الشيعية، لكن الدعاة السلفيين السعوديين قاموا على مدى عقود بدخول منطقة صعدة، والتأثير على الزيديين هناك، إلا أن عبد الملك الحوثي، (41 عاما) حاول الحد من التأثير السعودي، وتبنى الزيدية شعارا للمقاومة الشيعية، فالعلم الحوثي مثل علم حزب الله اللبناني يحتوي على قبضة وكلاشينكوف وعبارات الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل.
وتفيد المجلة بأنه بعد دخول الحوثيين إلى صنعاء عام 2014، فإنهم تقاسموا السلطة مع الرئيس السابق على عبد الله صالح، لكنهم قتلوه عام 2017، وطهروا النظام من الموالين له واحتكروا السلطة، وأصبح يتوجب على المدرسين في الجامعات والعاملين في الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة كلها، بما فيها قوات الأمن، حضور "الدورة التثقيفية" كل يوم أربعاء، حيث يعلنون فيها الولاء لعبد الملك الحوثي، ويتم إرسال من لم يقتنع منهم إلى معسكرات تعليم وتلقين حزبية.
ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي حافظ فيه الحوثيون على الجيش والبرلمان، إلا أنهم أنشأوا مؤسسات حكومية موازية تتمتع بسلطة أكبر، لافتا إلى أن المجلس السياسي الأعلى يدير البلاد، وتعمل القوى الأمنية التي أنشئت حديثا حرسا امبراطوريا للنظام الجديد، فيما تبنى الحوثي لقب ولي العلم، أي المرشد الأعلى.
وتقول المجلة إن "صنعاء تتغير في ظل الحوثيين، فقد أغلقوا المقاهي التي يختلط فيها الرجال بالنساء، وأمروا بالفصل بين الأولاد والبنات في المدارس الابتدائية، ويعود المقاتلون المتزمتون من جبهات القتال إلى العاصمة ليطبقوا قواعد جديدة، وباتت المدينة تشبه بغداد والمناطق التي يسيطر عليها حزب الله في بيروت، وفي الشوارع والأسواق يافطات ضخمة عليها صور (الشهداء)".
وبحسب التقرير، فإنه تم حقن المناهج الدراسية بفكر معاد للغرب، وقال المحلل اليمني عبد الغني الأرياني: "المسار موجه نحو إنشاء نسخة طالبانية، لكن بطعم زيدي" في اليمن.
وتنقل المجلة عن الحوثيين، قولهم إنهم يعيدون إحياء الزيدية، لكنهم يغيرون الزيدية ويجعلونها أقرب إلى التشيع الإيراني، مشيرة إلى أنهم فتحوا حسينيات لإحياء ذكرى مقتل الحسين، ونظموا مسيرات كبرى في عاشوراء وعيد الغدير، وأعلنوا عن عطل رسمية في مناسبات يحييها الشيعة، خلافا للماضي، ويزينون العاصمة بالأعلام الخضراء، ويطلون السيارات باللون الأخضر في ذكرى مولد النبي.
ويلفت التقرير إلى أن الكثير من سكان الشمال دعموا الحوثيين في معركتهم ضد الحكومة، الذين جذبتهم شعارات المقاومة ضد السعودية والامبراطوريات السابقة، مستدركا بأن الدعم بدأ يخفت مع زيادة حالة الرهاب والسلب التي تقوم بها الحركة، وأصبح الناس أقل رضا، فيما هناك من يقول إن الحوثيين سيخففون من القيود في حال انتهت الحرب.
وترى المجلة أنه "حتى لو تراجع السعوديون فلن يتوقف القتال؛ لأن الحرب الأهلية اليوم هي متعددة الأطراف تشارك فيها جماعات تتنافس على البلد، وقد أعلنت إيران في الشهر الماضي عن عملية لقتل أحد مسؤولي الحرس الثوري في اليمن".
وتختم "إيكونوميست" تقريرها بالإشارة إلى أن عبد الملك الحوثي يقول إنه يقود مسيرة قرآنية، فيما يقول أتباعه إنه سيواصل المسيرة حتى يصل إلى مكة والمدينة ويحررهما من الكفار وأذنابهم.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)