هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للكاتب بيتر بيكر، تحت عنوان "انتهى التصويت وليبدأ السباق"، يحلل فيه وقائع تصويت مجلس الشيوخ الذي برأ ليلة الأربعاء ساحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد محاكمة استمرت ثلاثة أسابيع، ليصبح أول رئيس أمريكي يخوض الانتخابات الرئاسية بعد محاكمته في الكونغرس.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأنه رغم حصول الديمقراطيين على صوت واحد قرر الوقوف معهم في المحاكمة، وهو السيناتور ميت رومني، الذي تحدى الجمهوريين، إلا أنهم أكدوا استمرار تحقيقاتهم في إساءة ترامب استخدام السلطة، ومحاولته الضغط على دولة أجنبية لتبحث عن مواد مغرضة ضد منافس سياسي له.
ويشير بيكر إلى أن ترامب تعامل مع قرار المجلس بصفته تبرئة، حيث عادت المعركة من جديد إلى مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، والحملات الانتخابية، وبالضرورة الناخب الأمريكي الذي سيقرر مصير الرئيس الحالي في نهاية العام.
وتقول الصحيفة إنه "عندما ستكتب كتب التاريخ حول هذا اليوم فإنها ستتعامل معه بصفته ذروة معركة سياسية ضخمة كانت بمثابة امتحان للديمقراطية الأمريكية، ومنح انتصار لرئيس غاضب ومهاجم لا يرحم لمنافسيه، لكن كتب التاريخ لن ترى في ذلك اليوم نهاية للكفاح بل بداية له".
ويلفت التقرير إلى أن تصويت الكونغرس ليلة الأربعاء منح الرئيس لحظة انتصار، وشعورا بالبراءة، وزخما، إلا أنه ليس النهاية التي كان يريدها، فالرئيس الذي تعهد بجلب القوات الأمريكية من الخارج، وإنهاء تورط أمريكا في حروب لا نهائية، لا يزال نفسه غارقا في حروب لا تنتهي داخل البلاد، ولن يتم حلها إلا في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويفيد الكاتب بأنه بدلا من محاولة رأب الجراح، كما فعل كلينتون بعد محاكمة مجلس الشيوخ له عام 1999، فإن ترامب قال بعد دقائق من القرار النهائي إنه سيبدأ الهجوم، وقرر الانتظار بناء على نصيحة مساعديه إلى يوم الخميس، لكن حسابه على "تويتر" كان مشغولا بالتفاخر بـ"النصر على المحاكمة الزائفة".
وتستدرك الصحيفة بأن الطرف الثاني المهزوم لم يعلن استسلامه، وشعر الديمقراطيون بالرضا من جلبهم سيناتور يوتا، رومني، إلى جانبهم، وأعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب وممثل نيويورك جيرود نادلر أنه سيواصل التحقيق، وسيرسل عريضة قضائية يطالب فيها مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون بتقديم شهادة أمام المجلس.
ويبين التقرير أن موضوع أوكرانيا والطريقة التي حاول فيها ترامب الضغط عليها سيكون نقطة أساسية في الحملات الانتخابية بعد انتهاء الديمقراطيين من عمليات انتخاب مرشحهم الرئاسي الذي سيواجه ترامب في المعركة النهائية.
وينقل بيكر عن النائب الديمقراطي عن نيوجيرسي توم مالينوسكي، قوله: "إنه استفتاء حول ما إذا كنا جمهورية دستورية.. نستطيع النجاة بسهولة لمدة أربع سنوات من هذا"، مشيرا إلى أن المشهد سيتغير لو أعيد انتخاب ترامب مرة ثانية.
وتورد الصحيفة نقلا عن السيناتور ليندزي غراهام عن ساوث كارولينا وأحد المقربين من ترامب، قوله إن المعركة لم تنته بالتصويت، لكنها تحولت إلى الحملات الانتخابية "الطريقة الوحيدة لنهاية هذا كله هي من خلال إعادة انتخاب الرئيس من جديد" و"سينتخب".
ويجد التقرير أنه بالنسبة لترامب فإن الوضع مناسب، حيث ظل طوال التصويت مشغولا بـ"توتير"، ونشر تغريدات دعم له بعدما مزقت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي خطاب حالة الاتحاد "دون ذكر أنه رفض مصافحتها"، وبعد التصويت هاجم رومني، ونشر تغريدة فيها فيديو يسخر فيه منه.
وينقل الكاتب عن المدير السابق لفندق وكازينو بلازا في أتلانتك سيتي، الذي كان يملكه ترامب، جاك ماكدونال، قوله: "سيفتح التصويت اليوم فيضانا أمام ترامب لملاحقة من ظلموه.. ستتوسع القائمة السوداء التي يحملها معه، وستبدأ محاولات مضايقة من وردت أسماؤهم فيها، ولن يخشى كما لم يخش أحدا عندما لاحق أعداءه".
وتورد الصحيفة نقلا عن كاتبة سيرة عائلة ترامب، غويندا بلير، قولها إن المصالحة والاعتراف بالأخطاء ليسا من طبيعته، وأشارت إلى معلم ترامب، ري كوهين، الذي نصحه قائلا: "لا تقل أبدا أنك أخطأت، وأعلن دائما النصر، وكرر هذا في وجه الناس، ولو اتهموك بشيء فارمه عليهم، وضاعف الاتهام مرات ومرات".
ويجد التقرير أنه في الوقت الذي قالت فيه السيناتورة الجمهورية عن ولاية مين، سوزان كولينز، إن ترامب تعلم من أخطاء محاكمته وسيعيد النظر في أسلوبه، إلا أن الكثيرين ممن يعرفون الرئيس يشككون في هذا.
وينقل بيكر عن شيرلي آن ورشو من كلية غيتيسبرغ، قولها: "أشك في أنه سيتأدب بمحاكمة أو إدانة"، بل على خلاف ما قالته سوزان كولينز، فإنه سيشعر بأن لديه موسما مفتوحا لعمل ما يريد، ولن يقف أحد أمامه خلال الأشهر الثمانية المتبقية على رئاسته.
وترى الصحيفة أن "هذه التبرئة تشير إلى سيطرة ترامب التامة على حزبه، التي لم تكن متاحة عندما وصل إلى السلطة، وهذا دليل على نجاحه في بناء قاعدة ولاء، باستثناء رومني، ومنح الجمهوريين خيارا بينه وبين نقاده فاختاروه".
وينوه التقرير إلى أن المحاكمة بالنسبة لترامب هي آخر فصل في محاولة حرمانه من انتصاره الذي بدأ عام 2016، فهو يتعامل مع هذه التطورات عبر هذا المنظور، فالتحقيق في التدخل الروسي، إلى تحقيقات الكونغرس في سجله الضريبي، ومحاكمة عدد من مساعديه في الحملة الانتخابية، كلها تصب في هذا الإطار.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن حلفاء ترامب يعرفون أن حسابات الحزب لدعمه تقوم على قدرته على الفوز في ولاية ثانية، ولهذا لم يذكر المحاكمة في خطاب حالة الاتحاد، الذي ركز فيه على إنجازاته الاقتصادية والهجرة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)