هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل تكرار الهجمات على سفارة واشنطن وسط بغداد، تبرز تساؤلات حول الجهات التي لها مصلحة في تنفيذ القصف وإحراج الحكومة العراقية وما الرد الأمريكي المتوقع عليها>
واستهدفت ثلاثة صواريخ كاتيوشا، الأحد، على المنطقة الخضراء ببغداد، أحدها أصاب مبنى السفارة الأمريكية، وأدى إلى إصابة ثلاثة من العاملين فيها، حسبما نقلت مواقع محلية عن مصدر أمني عراقي.
من يقصف؟
عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق حامد المطلك، قال لـ"عربي21" إن "البعثات الدبلوماسية والاتفاقيات الدولية يجب أن تصان وتحترم، لأنها مرتبطة بمصالح البلدان"، مؤكدا أن "الحكومة العراقية هي من تتحمل مسؤولية حماية هذه البعثات ومن ضمنها سفارة واشنطن".
وأضاف: "لكن الوضع الأمني في البلد، لا يزال هشا، وأعتقد أن من له مصلحة في ضرب السفارة هو من هددها، لأنه لا يمكن اتهام جهة معينة ليست لها علاقة بالتهديد أنها هي من كانت وراء القصف".
وفي الوقت الذي أكدت فيه المطلك، أن قصف السفارة ليس في مصلحة العراق، ولا استقراره، فإنه لا يستطيع توقع كيف سيكون شكل الرد الأمريكي، لأن ردهم بعد محاصرة سفارتهم في بغداد كان قاسيا ومؤذيا جدا.
وأعرب السياسي العراقي عن اعتقاده بأن الحكومة العراقية إذا أوفت بتعهداتها واستطاعت حماية السفارة الأمريكية من القصف ربما تمضي الأمور دون رد عسكري لواشنطن.
لكن المطلك توقع في الوقت ذاته، أن الولايات المتحدة الأمريكية إذا حددت بشكل دقيق من هي الجهات التي قصف سفارتها في العاصمة بغداد، فلا شك أنهم سيردون عليهم.
"فصائل غامضة"
من جهته، قال أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين العراقية الدكتور حسين علاوي إنه "في ظل الاضطراب السياسي والأمني بالعراق، تدرك واشنطن المخاطر التي تحوم حول بعثتها الدبلوماسية في البلد".
وأضاف علاوي في حديث لـ"عربي21"، قائلا: "لذلك، فإن واشنطن تتفهم وتتفاعل مع الحكومة العراقية وتحث قيادة العمليات المشتركة (جهة أمنية) على إيقاف هذه الهجمات والحد منها ومنعها، كونها تؤثر على المصالح الأمريكية وصورتها بعد 16 عاما من مساعدتها للبلاد".
وعن الجهات التي تقف وراء القصف، قال إن "الفصائل الأساسية والقوى السياسية الشيعية تحدثت بصورة واضحة عن عدم علاقتها بالهجمات، لكن هناك فصائل أخرى غير معلن عنها، تكون خيطية التنظيم وغامضة، تستخدم مناطق نائية في جنوب شرق بغداد، وهذا ما عرضة قيادة القوات المشتركة قبل مدة من صور لمنصات صواريخ في تلك المناطق".
وأشار علاوي إلى أن "هذه الفصائل هي موالية لإيران تحاول إحراج الحكومة العراقية، وتحرج حتى القوى الشيعية في ظل هذا الصراع المحتدم بين ونشطن وطهران".
وكان هادي العامري زعيم منظمة بدر، قد وصف قصف سفارة واشنطن ببغداد بأنه عمل تخريبي ويهدف لإعاقة رحيل القوات الأجنبية من العراق، فيما تبرأت حركة "عصائب أهل الحق" بزعامة قيس الخزعلي، من الهجمات، وأنه "ليس من عمل فصائل المقاومة العراقية".
"الرد الأمريكي"
وبخصوص رد الولايات المتحدة على هذه الضربات، استبعد الخبير الأمني أن "ترد واشنطن عسكريا، إلا من خلال إجراءات الحكومة العراقية وقيادة العمليات المشتركة، وهذا ما متعارف عليه دبلوماسيا لإدارة أي مخاطر".
وتوقع علاوي أن تأتي جميع الردود الأمريكية عبر الحكومة العراقية، فهي تحترم سيادة البلد وتعمل على تقوية أجهزته الأمنية، وتمكين قدراتها، لمحاربة هذه المليشيات.
وأردف، قائلا: "الجميع يعلم أن الأجواء العراقية كلها مراقبة من الأقمار الصناعية سواء التابعة للولايات المتحدة أو للتحالف الدولي، وبالتالي على قيادة العمليات المشتركة أن تفرض القانون".
وعقب الهجوم الأخير، دعت الولايات المتّحدة، الحكومة العراقية إلى حماية المنشآت الدبلوماسيّة الأمريكيّة، بعد أن طالت ثلاثة صواريخ السفارة الأمريكيّة في بغداد.
وفي بيان له، قال متحدّث باسم الخارجيّة الأمريكيّة: "ندعو حكومة العراق إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية منشآتنا الدبلوماسيّة". وأضاف: "منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، وقع أكثر من 14 هجوما من جانب إيران والمليشيات ضدّ موظّفين أمريكيّين في العراق".
غضب أمريكي
وقبل ذلك، قالت الخارجية الأمريكية، الاثنين، إن الوزير مايك بومبيو، عبر في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي عن غضبه الشديد من استمرار هجمات ما وصفها بالجماعات المسلحة الإيرانية على المنشآت الأمريكية بالعراق.
وقال بومبيو في حديثه مع عبد المهدي إن هذه الهجمات تظهر تجاهلا متعمدا للسيادة العراقية، وفشلا في كبح جماح هذه الجماعات، حسبما ذكر بيان الخارجية الأمريكية
وكانت الخارجية العراقية عبرت في بيان، الاثنين، عن رفضها القاطع واستنكارها لما وصفته بالعدوان الذي استهدف سفارة الولايات المتحدة بقذائف كاتيوشا، في إشارة إلى القصف الذي وقع، الأحد، وأسفر عن جرح ثلاثة أشخاص.
كما أبدت استهجانها لما اعتبرته عنفا مدانا، قانونا وعُرفا، مؤكدة حرصها على سلامة جميع البعثات الدبلوماسية. وقالت إن مثل هذه الأفعال لن تؤثر في مستوى العلاقات الإستراتيجية مع واشنطن، وإنها باشرت تحقيقا لكشف الجناة.
اقرأ أيضا: واشنطن مستعدة لمباحثات جدية بشأن قواتها في العراق