قضايا وآراء

هل هؤلاء يفهمون التدين حقًا ؟!

عدنان حميدان
1300x600
1300x600

• يطلب من شركائه في الصين كتابة عبارات تصنيع على منتوجاته خلاف الحقيقة، فما صنعته الصين يطلب أن يكتب عليه : صنع في فرنسا وهكذا، حتى إذا داهمهم الجوع وهم منهمكون بتزوير علامات المنشأ التجاري! رفض أن يأكل غير الحلال ! لا يا شيخ.

• في بيته وأثناء مشاهدته لمباراة كرة القدم يؤخر الصلاة و قد يؤديها بزمن قياسي في استراحة شوطي المباراة! ولكن إن كان في عمله الحكومي فالصلاة و السنن ومن قبلها الوضوء تأخذ منه ساعة أو أكثر!! ثم يسأل الله الرزق الحلال!!

• يتقدم الناس في الصلاة و يجوّد الآيات ترتيلا تاليا قوله تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ثم يرفض من تقدم لخطبة ابنته لأنه ليس من بني قومه أو قبيلته !

• يتنعم بسيارته ويتنقل بها حتى إذا ملّ منها جعلها تصطدم بطريقة تحطمها وتجعلها غير صالحة للصيانة، وحينها تسارع شركة التأمين بتوفير قيمة سيارة شبه جديدة له، وفِي طريق ذلك لا يمتنع عن الإتيان بشاهد زور يقف مع روايته الركيكة، ولكن لا تقلقوا فهو قد قرأ على السيارة الجديدة وحصّنها! وعلق فيها مسبحة وآية الكرسي؟!

• يستثمر أموال الناس بحجة المشروع الحلال وأول ما يظهر الربح على يديه يبدل سيارته وأثاث مكتبه و يشتري عقارات هنا وهناك، ولا أرباح توزع على من تنعم بأموالهم؛ وعندما تسير المعادلة في منحناها الطبيعي يخسر كل شيء و يتوارى عن الأنظار دون حتى رسالة اعتذار لمن كانوا أصدقاءه حتى وقت قريب.

• يضحك مع كل نساء الأرض إلا مع زوجته وبناته فهو عبوس غليظ و في ادعاء الحشمة و الحياء شديد!! يا لورعك.

• يمارس كل أنواع الموبقات ثم يستضيف الشيخ في الدرس الأسبوعي ويصنع طعامًا للحضور طالبا البركة والدعاء من مولانا.

• يخوض في أعراض الناس و يتوسع في نسج الحكايات حولهم ثم يقول : اللهم لا غيبة! ومعه حق فالغيبة بريئة من افترائه وبهتانه.

يمكن لأحدهم أن يقول هذه حالات فردية فلماذا تكتب عنها وكأنها عامة! وقد يكون محقًا فأنا لا أملك دليلًا يثبت شيوعها ولكن في المقابل لا أحد يملك دليلا على ندرتها، بل إن شواهد كثيرة محيطة بنا تجعل معظم ما أسلفت من الأمور التي باتت مألوفة في حياتنا وعليه لم تعد نادرة ولا فردية للأسف.

لا يجوز أن ندفن رؤوسنا بالرمل منكرين البون الكبير الذين نعيشه بين النظرية والتطبيق في ترجمة معاني هذا الدين في حياتنا العملية، وكما كانت أخلاق تجار المسلمين قديما سبيل هداية لغيرهم يمكن أن نقول أن خلاف ذلك بلا شك سيأخذنا للاتجاه المعاكس.

والمطلوب من الدعاة والوعاظ أن يلتفتوا أكثر لمثل هذه القضايا و يتحدثوا عنها صراحة في دروسهم الدينية.
0
التعليقات (0)