هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ذا غلوبال أند مايل" الكندية تقريرا تحدثت فيه عن قلق اللبنانيين من ردة فعل حسن نصر الله إزاء اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ومدى تأثيره على استقرار البلاد.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن حزب الله، "وكيل إيران الشيعي في لبنان"، كان أقوى مجموعة عسكرية وسياسية في البلاد طيلة عقدين، "وقد جمع زعيمه نصر الله، بين النفوذ والكاريزما الشعبية التي تدعمها إيران، والسياسيين المخضرمين من أجل الحفاظ على منصبه، وبين قوة حزبه، التي لم تُمَس بل توسعت".
وأضافت: "مع تحرك الصفائح التكتونية داخل لبنان والشرق الأوسط الكبير، يتساءل العديد من اللبنانيين ما إذا كانت قوة حزب الله قد بلغت ذروتها في هذا البلد الصغير المضطرب في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهي مسألة ذات أهمية بالغة نظرا لأن لبنان يواجه أزمة مزدوجة".
وتابعت: "في حال أعلن حزب الله عن ولاءه للبنان بدلا من إيران، وإذا ما ساعد في إصلاح الفوضى، فقد يكون قادرا على الاحتفاظ بشعبيته، في المقابل، يقول منتقدوه إنه في حال تمسك بدوره كوكيل إيراني يركز بشكل أساسي على معارضة إسرائيل، فإن الأمور يمكن أن تتدهور في لبنان".
ونقلت الصحيفة عن جورج أدوار، عضو البرلمان وعضو اللجنة التنفيذية للقوات اللبنانية، أن حزب الله ينبغي أن يضع مصالح لبنان ضمن أولوياته، وعلى نصر الله "إما أن يهتم بمصالح لبنان أو بمصالح جهة أخرى".
ويلفت التقرير إلى أن حزب الله تعرّض مؤخرا لضغط من مجموعة متنوعة من العوامل الخارجية والداخلية التي هزت الحزب والبلاد، مشيرة إلى أن إيران هي "الراعي المالي الرئيسي لحزب الله بأنشطتها في مجال الخدمات الاجتماعية اللبنانية، وغزواتها في الخارج، لا سيما في سوريا، حيث تدعم نظام بشار الأسد".
اقرأ أيضا: "إندبندنت": لدى إيران العديد من الوسائل لإزعاج أمريكا
وتوضح أن التهديد السياسي داخل لبنان للأحزاب الطائفية قد يكون مصدر قلق أكبر لحزب الله، لافتة إلى البلاد تعرضت إلى موجة من الاحتجاجات الجماهيرية منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر.
وتضيف: "شعر المحتجون بالإحباط بسبب عقود من الطائفية والفساد وسوء الإدارة الاقتصادية والمالية التي دفعت البلاد إلى حافة الانهيار. وفي الحقيقة، أثبتت الاحتجاجات فعاليتها حيث استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع كامل حكومته، في حين لم تُستبدل الحكومة التي تضم ثلاثة من أعضاء حزب الله".
وبهذا الخصوص، تنقل الصحيفة عن "سلام يموت"، رئيس حزب الكتلة الوطنية الجديدة، أن الاحتجاجات هي "بمثابة نقطة تحول للبنان لأنها كانت بلا قيادة وسلمية ويهيمن عليها الشباب الذين بدا أنهم يعتزون بنموذج غير طائفي من الديمقراطية الشاملة. كانت الاحتجاجات تستهدف جميع الأطراف الراسخة. وكان الخطر، بما في ذلك بالنسبة لحزب الله الذي لديه 14 مقعدا في البرلمان المؤلف من 126 عضوا، يتمثل في حقيقة أن المتظاهرين سوف يستخدمون صندوق الاقتراع للتصويت لصالح المنافسين غير الطائفيين".
ويعتبر التقرير أن نصر الله "كان دائما صريحا بشأن الفساد السياسي الذي جعل بعض اللبنانيين فاحشي الثراء على حساب الجميع، واستنزف الأموال اللازمة للاستثمار في البنية التحتية، مثل نظام كهربائي موثوق".
ويختم بالقول: "عموما، قال السياسيون إنه في حال كان نصر الله ذكيا، فسوف يدفع في اتجاه الإصلاحات اللازمة للاقتصاد اللبناني لجعله أكثر شمولا وتنافسية وتوفير المال للخدمات الاجتماعية. وأوضحوا أن ذلك من شأنه إبلاغ رسالة مفادها أن حزب الله يتبنى سياسة لبنان أولا حتى لو لم يتخل عن دوره باعتباره أحد حلفاء إيران الرئيسيين".