سياسة عربية

مناورات مصر البحرية.. أهداف سياسية أم تهيئة لتدخل بليبيا؟

شارك في المناورات غواصات ألمانية حديثة طراز (209)- المتحدث العسكري باسم الجيش فيسبوك
شارك في المناورات غواصات ألمانية حديثة طراز (209)- المتحدث العسكري باسم الجيش فيسبوك

أكد سياسيون ومراقبون مصريون أن المناورات البرمائية التي نفذتها القوات البحرية المصرية، بمشاركة القوات الجوية وقوات الصاعقة، بالقرب من الحدود الليبية، لا تعني أن مصر سوف ترسل جيشها صراحة لدعم حفتر في ليبيا، وإن المناورات لها أهداف سياسية أكثر من كونها عسكرية.


وكان المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، نشر على حسابه الرسمي بـ "فيسبوك"، بيانا وصورا، للمناورات البرمائية، وقال إنها "تأتي في إطار التدريبات المستمرة للقوات المسلحة المصرية لحماية متطلبات الأمن القومي".

 

وشارك في المناورات فرقاطات ولنشات صواريخ، وإحدى الغواصات الألمانية الحديثة طراز (209)، وعدد من وحدات مكافحة الغواصات وعناصر متعددة من القوات الخاصة البحرية، بالإضافة لمشاركة حاملة الطائرات جمال عبد الناصر، وطائرات الهليكوبتر والأباتشى، وf-16، وطائرات شينوك، ومجموعات أخري من قوات المظلات والصاعقة، ومجموعة قتالية خاصة من قوات المنطقة الشمالية العسكرية.

 

اقرأ أيضا: صحيفة تركية: القاهرة تسعى لاستفزاز أنقرة شرق المتوسط

ووصف رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالجيش المصري، اللواء نصر سالم، المناورات، بأنها "تأتي في إطار تحقيق كل ما هو ضروري للحرب".


وأضاف سالم، في تصريحات صحفية قائلا: "إرسال قوات عسكرية مصرية إلى ليبيا، أمر يخضع لرؤية القيادات السياسية والعسكرية المصرية، وأن كل ما يتم تناوله في وسائل الإعلام مجرد اجتهادات، باعتبار أن الحديث عن الخطط العسكرية، ليس مجاله وسائل الإعلام".


شو إعلامي

 

وفي تعليقه على المناورات الأخيرة، يؤكد رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشوري المصري السابق، رضا فهمي لـ "عربي21"، أن كل ما يقوم به السيسي هو "شو إعلامي" ليس أكثر، موضحا أن فكرة مشاركة القوات المصرية في حرب مباشرة من جيش نظامي حديث مثل الجيش التركي، أمر مستبعد.


وحسب فهمي، فإن السيسي، ومن خلال اللقاءات التي شارك فيها باجتماعات مجلس الأمن القومي، خلال حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، لمناقشة كيفية التعامل مع أزمة سد النهضة، لا يحب المواجهات المباشرة، ويفضل استخدام "الشو الإعلامي"، وهو ما كان واضحا في رفضه الدائم لخيار توجيه ضربة جوية لنسف السد إذا تطلب الأمر.


ودلل فهمي على كلامه بـ"التراجع الواضح لوسائل الإعلام المقربة من السيسي عن استخدام لغة الحرب".

وأشار إلى أنه مساء الأحد، "أكد اثنان من المقربين للنظام المصري، أن إرسال قوات عسكرية لليبيا ليس واردا".

واستكمل هذا ما "أكده صراحة الإعلامي محمد الباز المقرب من السيسي، خلال برنامج 90 دقيقة بقناة المحور، والذي أعلن صراحة أن مصر لن تدخل حربا، وأن التحرك التركي قد يشكل خطرا على الأمن القومي للمنطقة، ولكن لم يقل أحد إن مصر ستخوض حربا عسكرية".

أما الحالة الثانية، التي رصدها فهمي، فكانت لعضو البرلمان المصري والمقرب من المخابرات المصرية، سمير غطاس، والذي "استبعد صراحة في حديثه للإعلامي المخابراتي عمرو أديب، خيار الحرب بالنسبة لمصر في ليبيا، وأن الحل الأفضل هو استمرار دعم حفتر لإسقاط حكومة فايز السراج".

ويضيف فهمي قائلا: "كل الدلائل السياسية تشير إلى أن السيسي لن يخوض حربا في ليبيا، وأنه سوف يستمر في دعم حفتر، بالمعدات العسكرية والدعم اللوجستي والدعم العسكري غير الرسمي، من أجل إحداث تغيير قبل عقد مؤتمر برلين الخاص بالأزمة الليبية المقرر عقده خلال كانون الثاني/ يناير الجاري".


مشاركة فعلية

 

ويتفق الكاتب الصحفي سليم عزوز، مع الرأي السابق، مشيرا إلى أن "السلطة في مصر لن تغامر بمواجهة مباشرة مع القوات التركية، وأن الهدف من المناورات الأخيرة لا يخرج عن كونه خطوة لإشباع حالة الجوع الوطني للحرب أو الدخول في الحرب، لإحداث حالة امتلاء، حتى ولو كانت وهمية".


ويؤكد عزوز لـ "عربي21"، أن المناورات "تأتي في سياق أن مصر تعتبر أن قرار البرلمان التركي، ليس بإرسال قوات عسكرية، ولكن بتفويض الحكومة، ما يعني أن الحكومة التركية قد تتراجع عن إرسال قواتها، وبالتالي يكون السيسي حصل على اللقطة الإعلامية والسياسية، دون أن يتعرض لخسائر".


ويضيف عزوز قائلا: "النظام المصري يحاول تصوير أي تراجع لأردوغان عن إرسال قواته لليبيا، بأنه كان بسبب خوفه من المناورات التي قامت بها البحرية المصرية، لتصدير صورة للداخل المصري، بأن أردوغان هرب خائفا من الجيش المصري وقائده السيسي".

 

اقرأ أيضا: بعد قرار تركيا حول ليبيا.. مصر تحدد إجراءات بشأن أمنها القومي

ويوضح عزوز، أن خطاب السيسي في الشهور الثلاثة الأخيرة، قائم على أنه خيار الجيش، وبالتالي فإنه يعتبر الآمال المعلقة على الجيش للقيام بحرب، أو حماية الحدود، أو مواجهة الغزو التركي، إنما تمثل شعبية له، وهو ما يساعده للقفز على مشكلاته، وتجاوز الاتهامات بالفساد التي وجهها له المقاول محمد علي.


ووفق الصحفي المصري، فإن خيار الحرب من عدمه في يد السيسي، وهو ما يدعم استبعاد اتخاذه لمثل هذا القرار، إلا أن هذا لن يمنعه من عرض الموضوع على المجلس العسكري، في سياق المناقشات، لأنه في النهاية سيقوم بتنفيذ ما يريده وفقا للدور الدولي والإقليمي المرسوم له.


ويؤكد عزوز، أن مصر لديها بالفعل قوات عسكرية بجانب حفتر، وقبل عدة أشهر عثرت القوات السودانية على فرقة جنود مصرية كانت مختطفة وحررها الجيش السوداني، وقالت مصر إنهم كانوا تائهين في ليبيا، بالإضافة لإعلان قيادات بحكومة الوفاق أن القوات المصرية تقوم بتأمين عدة مدن في بني غازي، كما نشر حفتر صورا للمركبات العسكرية المصرية التي تعمل لصالحه.

التعليقات (2)
آخر شطحات السيسي
الإثنين، 06-01-2020 07:42 م
الرقصات و الراقصات البحرية هي تبذير أموال الشعب هي مزيد من فقر الفقير، هذه الرقصات لم يكن مخطط لها من قبل، العسكري المصري البسيط مثل المواطن بحاجة إلى رغيف خبز و الله المستعان.
.اناهنا قاعدون
الإثنين، 06-01-2020 07:15 م
لوبلحه راجل خاليه يفكر يرسل قوات لليبيا ... بلحه عاوز الجيش يحميه من ثوره 25 يناير... الجيش للاسف انتهى ... هو بعد اللواء مايملى كرشه حرام فى حرام برضه حيحارب..اناهنا قاعدون