صحافة دولية

MEE: وثائق بريطانية تكشف خلافا دبلوماسيا حول زيارة ميجر للقدس

ميدل إيست آي: مسؤولو وزارة الخارجية كانوا حريصين على قيام ميجر بزيارة بيت الشرق- أ ف ب
ميدل إيست آي: مسؤولو وزارة الخارجية كانوا حريصين على قيام ميجر بزيارة بيت الشرق- أ ف ب

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا لكل من ريتشارد نورتون-تيلور وإيان كوبين، يقولان فيه إن وزارة الخارجية البريطانية والاستخبارات العسكرية الخارجية "MI6" مؤسستان معروفتان بنخبة كوادرهما "المستعربة"، التي يطلق عليها أحيانا (Camel Corps/ سلك الجمال).

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا المصطلح أصبح يستخدم بازدراء من مسؤولين آخرين لوصف الدبلوماسيين البريطانيين والمغامرين والجواسيس، الذين ينجذبون إلى الشرق الأوسط منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى، عندما ذهب لورنس العرب وحارب بجانب القبائل البدوية في شبه جزيرة العرب ضد الإمبراطورية العثمانية.

 

ويقول الكاتبان إن هذا التعاطف العميق والبرود تجاه إسرائيل تعكسه الوثائق الرسمية التي تم رفع السرية عنها يوم الثلاثاء في الأرشيف البريطاني القومي، مشيرين إلى أن الوثائق تتعلق بزيارة رئيس الوزراء البريطاني وقتها، جون ميجر، لإسرائيل وفلسطين والأردن في آذار/ مارس 1995.

 

ويفيد الموقع بأن المسؤولين في وزارة الخارجية كانوا حريصين على أن يقوم ميجر، أو على الأقل أحد الوزراء المرافقين له، بزيارة بيت الشرق، الذي يعد مقرا لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية، فتلك الزيارة ستكون رمزية بشكل كبير، حيث كان يتوقع أن يتحول ذلك المكان إلى مقر للحكومة الفلسطينية في حال التوصل إلى حل الدولتين.

 

ويستدرك التقرير بأن مستشاري ميجر لم يقبلوا بأي من هذا؛ اعتقادا منهم بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، إسحاق رابين، كان سيرفض الالتقاء بأي مسؤولين بريطانيين قاموا بزيارة بيت الشرق.

 

وينقل الكاتبان عن السكرتير الخاص لميجر، السير رودريك لين، قوله في كانون الثاني/ يناير 1995 محذرا: "أنا قلق من الجمال.. قد يبدون أنهم غير ضارين لكن يمكنهم أن يتسببوا لك بالمشكلات". 

 

ويلفت الموقع إلى أن لين شرح مخاوفه في مذكرة مكتوبة بخط اليد، بعد أن قام الدبلوماسيون البريطانيون، بقيادة السفير البريطاني لدى إسرائيل، أندرو بيرنز، بالضغط على داونينغ ستريت للحصول على زيارة وزارية لبيت الشرق.

 

وينوه التقرير إلى أنه بعد تلقيه تحذيرات حول تحركات وزارة الخارجية الخاصة، حيث كان يشك بأن وزارة الخارجية ستحاول الوصول لميجر من وراء ظهره، قام لين بكتابة مذكرة أخرى بخط يده، قال فيها: "تفوح من الأمر رائحة مريبة بالنسبة لي، هل رائحة الجمال كريهة؟"، لافتا إلى أنه في الوقت الذي أصرت فيه وزارة الخارجية، فإن لين الذي زاد قلقه، حذر قائلا: "يبدو أن وزارة الخارجية مصرة على إغضاب الإسرائيليين". 

 

ويقول الكاتبان إنه قبيل بدء ميجر لرحلته للشرق الأوسط، كتب السكرتير الخاص لوزير الخارجية، دوغلاس هيرد، جون ساورز، إلى لين في داونينغ ستريت، قائلا بأنه يجب أن يزور نائب هيرد، دوغلاس هوغ، بيت الشرق، وبعد سنوات تم تعيين ساورز رئيسا للاستخبارات العسكرية الخارجية "MI6"، ورد لين منزعجا: "جمال وزارة الخارجية هؤلاء لا يستسلمون، أنا مندهش بأنهم سمحوا لنا بالذهاب إلى إسرائيل أصلا".

 

ويورد الموقع نقلا عن مستشاري ميجر في داونينغ ستريت، قولهم بأنه كان سيقابل ياسر عرفات، وهو رئيس السلطة الفلسطينية التي تم إنشاؤها حديثا، في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الأمر لم يكن كما لو أن رئيس الوزراء يتجنب القيادة الفلسطينية، وبقي الخلاف قائما حتى وافقت وزارة الخارجية أخيرا أن ترسل أحد كبار دبلوماسييها، وهو أندرو غرين، في زيارة عادية إلى بيت الشرق.

 

ويفيد التقرير بأن وزارة الخارجية كانت غير سعيدة وقلقة من أن يظهر بأن ميجر تراجع بسبب الضغط الإسرائيلي، لكن المسؤول في وزارة الخارجية أشار إلى أن "الاختلاف مع مجموعات الضغط الفلسطينية أفضل من الاختلاف مع مجموعات الضغط اليهودية".

 

ويشير الكاتبان إلى أن بيرنز عاد للقضية بعد أن غادر ميجر، فأرسل برقية لوزارة الخارجية، قال فيها إنه سمع أن رابين سئل ماذا كان سيحصل لو أن نيلسون مانديلا، الذين كان حينها رئيسا لجنوب أفريقيا، قام بزيارة لبيت الشرق، "فلم يجب رابين على السؤال وبدا عليه الإحراج".

 

ويذكر الموقع أن ميجر كتب بعد ذلك في مذكراته بأنه "بنى علاقات شخصية قوية" مع رابين وملك الأردن الملك حسين، وكان سعيدا بأن يكون أول زعيم غربي يزور عرفات في مدينة غزة، مشيرا إلى أنه توسط في اتفاق بين رابين وعرفات للسماح لمراقبين من الاتحاد الأوروبي بالإشراف على الانتخابات في غزة، وأعلن عن رزمة مساعدات لفلسطين.

 

ويلفت التقرير إلى أن خلاف لين مع وزارة الخارجية لم يؤثر على عمله، فتم تعيينه سفيرا لبريطانيا في روسيا عام 2000، واكتسب سمعة بأنه دبلوماسي مستقيم، وكان أكثر من طرح أسئلة على لجنة تشيلكوت، التي كانت تحقق في الأحداث المؤدية إلى تورط المملكة المتحدة في غزو العراق عام 2003.

 

وينوه الكاتبان إلى أنه كان هناك عدد من الوثائق أو مختصرات منها قد حان وقت رفع السرية عنها يوم الثلاثاء، لكن مسؤولي الحكومة البريطانية قاموا بإبقاء الحظر عليها، وتتضمن فقرة بعد أن أعرب مسؤولون بريطانيون عن قلقهم من أن اتفاقية الدفاع مع إسرائيل قد تؤدي إلى إثارة الدول العربية، التي أشاروا إلى أنها من "العملاء الرئيسيين للمبيعات الدفاعية".

 

وينقل الموقع عن مسؤول لم يذكر اسمه، قوله: "لكن هناك نطاقا واسعا دون اتفاقيات رسمية"، وحذفت بقية الفقرة.

 

ويشير التقرير إلى أن حكومة ميجر قد رفعت حظرا بريطانيا على بيع الأسلحة لإسرائيل استمر لأكثر من عقد، عام 1994، لافتا إلى أنه لم يتم نشر محاضر جلستين لحكومة ميجر في نيسان/ أبريل 1996 تتعلقان بالسعودية.

 

ويلفت الكاتبان إلى أن الوثائق المتعلقة بزيارة ميجر للشرق الأوسط عام 1995، تضمنت إيجازا من وزارة الخارجية لرئيس الوزراء حول المخبر عن الأسلحة النووية الإسرائيلية مردخاي فانونو، فقالت: "تمت محاكمة فانونو وفقا للممارسة الإسرائيلية المعتادة".

 

وبحسب الموقع، فإن عملاء الموساد قاموا باستدراج فانونو، وهو يهودي مزراحي، مولود في المغرب، إلى لندن، حيث كانت "صندي تايمز" تحضر لنشر ما كشفه عن برنامج إسرائيل للأسلحة النووية عام 1986.

 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أنه تم سجن فانونو 18 عاما، 11 منها في سجن انفرادي، ومنذ حينها تم سجنه عدة مرات لخرقه شروط إطلاق سراحه، التي تتضمن حظرا للحديث مع الصحافيين الأجانب.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)