هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي، إن "استراتيجية المعركة بين الحروب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي منذ عدة سنوات تسعى أساسا لإبعاد الحرب القادمة، ويمكن وصفها بـحرب الظلال التي تتصدر المشهد العسكري الإسرائيلي منذ عقد من الزمن".
وأضاف
أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي في تقريره المطول بموقع "ويللا" الإخباري،
ترجمته "عربي21" أن "الجيش
الإسرائيلي دأب منذ تأسيسه على تنفيذ عمليات عسكرية سرية في العديد من المناطق
الجغرافية، لكن التغير الذي طرأ على خارطة التهديدات التي تحيط به في الشرق الأوسط
تطلبت منه التصدي لها من جهة، وتقوية ردعه من جهة أخرى، دون الانجرار إلى معركة
عسكرية شاملة".
وأشار إلى أن "استراتيجية المعركة بين الحروب التي انتهجها الجيش الإسرائيلي، وما زال
يخوضها، بوتائر مختلفة، تتركز على استخدام النيران الكثيفة، والاعتماد على الاستخبارات
الحيوية، رغم أننا ما زلنا أمام حرب هادئة تجري بعيدا عن الأضواء، والتغطية
الإعلامية المباشرة".
وأوضح
أن "استراتيجية المعركة بين الحروب توزعت عملياتها العسكرية في مختلف المناطق
الجغرافية من جهة، وشملت عدة أصناف من العمليات، من بينها اغتيال مسؤولين كبار في
الشرق الأوسط، مرتبطين بتهريب الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية من إيران إلى قطاع غزة
ولبنان، ورغم ذلك فإن عمليات التهريب لم تتوقف حتى الآن".
وأكد
أن "التهديدات التي تركزت فيها الإحباطات الإسرائيلية من خلال هذه الاستراتيجية، هي مشاريع الصواريخ الطويلة والدقيقة، التي تهدد جبهتها الداخلية بصورة تختلف عما
كان عليه الحال خلال حرب لبنان الثانية 2006".
وأشار إلى أن "المعركة بين الحروب وضعت على رأس أجندتها استهداف القدرات والجهود
الإيرانية في المنطقة، دون إعلان المسؤولية عنها، خشية التسبب باستدراج رد من
العدو، وقد ركزت الاستراتيجية جهودها على الطائرات المدنية التي كانت تتنقل بين مطاري
طهران ودمشق، وهي محملة بكميات هائلة من المعدات القتالية، ثم تعرف طريقها إلى
لبنان".
وأوضح
أن "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي كانت تنتظر هذه في منطقة الحدود اللبنانية
السورية لتفجيرها قبيل وصولها إلى المخازن والمستودعات في بيروت، مما أصاب حزب
الله اللبناني وفيلق القدس الإيراني بالذهول، ودفعهما للتوقف عن استخدام الطريقة ذاتها، والبحث عن أسلوب جديد".
وكشف
أن "الطريقة الجديدة تمثلت بعدم إرسال صواريخ من إيران مباشرة، وإنما إقامة
مصانع داخل سوريا لإنتاجها، من أجل التخفي عن الاستخبارات الإسرائيلية التي ما
فتئت تفاجئهم في كل مرة، لأن هدف هذه القدرات الصاروخية هو ضرب المواقع الإسرائيلية
الحساسة بنسبة خطأ لا تزيد عن خمسة أمتار".
وختم
بالقول بأن "هذه المعركة بين الحروب شملت ملاحقة بناء القوة العسكرية لحركة
حماس في قطاع غزة، حيث يؤكد كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، أن معظم هذه العمليات تتم
دون إعلان المسؤولية عنها في وسائل الإعلام، لأن هذه الاستراتيجية حرصت أن تبقي
الفجوة بين إسرائيل وأعدائها كبيرة وواسعة، بحيث لا يستطيع العدو التقوي العسكري،
ويبقى دائما في حالة ردع من إسرائيل".