هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال سياسيون إن موقف مصر من المصالحة الخليجية مرهون
بالقرار في الرياض وأبو ظبي، لأنها ليست لاعبا رئيسيا فيها، وذلك بعدما تزايد
الحديث عنها بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية.
وأكدوا، في تصريحات لـ"عربي21"، أن موقف القاهرة "ثانوي"، إن لم يكن "تابعا" من
الأزمة، خاصة أنها انضمت لها بناء على رغبة الدول الحصار.
وزادات التكهنات باقتراب المصالحة مع تلميحات رسمية وشبه
رسمية من قبل أطراف النزاع بقرب إتمام المصالحة، لا سيما بعد مشاركة دول الحصار في
كأس الخليج بالدوحة.
وأثارت التكهنات بشأن ملف المصالحة الخليجي، أيضا،
تساؤلات حول حقيقة الموقف المصري سواء من جهود المصالحة أو ما بعدها، في ظل صمت
مصري رسمي.
ولم يصدر عن النظام المصري أي تعليق رسمي بخصوص الجهود
التي تبذل بصدد إنجاح المصالحة الخليجية.
لكن عقب القمة الخليجية 41 بالرياض، اكتفت مصر بنشر
تغريدة عبر حساب المتحدث باسم وزارة
الخارجية، أحمد حافظ، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ثمّنت فيها ما
وصفته بالدعم الذي تضمّنه البيان الختامي للقمة الخليجية، وتأكيدها على دور مصر.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر جميع الروابط
التجارية والدبلوماسية مع قطر في حزيران/ يونيو 2017، متهمين إياها بدعم الإرهاب،
وهو ما نفته الدوحة تماما.
وبشأن آخر تطورات ملف المصالحة، قال وزير الخارجية
القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، السبت، إن تقدما طفيفا تحقق في سبيل المصالحة
الخليجية.
وردا على سؤال عما إذا كان أي تقدم قد تحقق خلال قمة
مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت الأسبوع الماضي، قال الوزير لرويترز إن
"تقدما طفيفا (تحقق)، مجرد تقدم طفيف".
"حقيقة دور السيسي"
من جانبه، استبعد أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب
الحرية والعدالة، محمد سودان، أن يكون لمصر أي دور فاعل في ملف المصالحة الخليجية،
قائلا: "السيسي هو أداة في أيادي حكام الإمارات والسعودية،
فإذا أمروه ان يتنحى جانبا عن هذه الإشكالية فسيطيع الأوامر مرغما".
وأكد، في حديثه لـ"عربي21"، أن "السيسي
وزمرته ليس لديهم أي أجندة أو خطة للسياسة الخارجية سوى الخضوع التام للكيان
الصهيوني والبيت الأبيض، وما يمليه عليه حكام الخليج".
ورجّح "عدم قدرة السيسي على تعطيل هذه المصالحة - إن
تمت - فهو لا يستطيع بأي حال من الأحوال تغيير مسار الحوار والنقاش؛ لأنه أداة لتنفيذ مهام قذرة وليس لصنع قرار، وهذه ليست سبة أو
شتيمة، ولكن هذا لفظ سياسي دارج يستخدم لأمثال السيسي ومن على شاكلته".
اقرأ أيضا: آل ثاني: محادثات المصالحة تتم حاليا مع السعودية فقط
"لن يلتفتوا للسيسي"
بدوره، قال البرلماني المصري السابق، محمود عطية،
لـ"عربي21"،: "إذا رأى الخليج أن المصالحة مع قطر ضرورة فلن يلتفتوا إلى موقف السيسي؛ لأنهم لا ينظرون له
كقائد أو زعيم".
مشيرا إلى أن "النظام المصري لا يزال يتحسس تطورات
الموضوع لإعلان موقفه من عدمه، وتحديد بوصلته من المصالحة"، معربا عن اعتقاده
أن "تتم بدون السيسي، ووقتها سيكون موقفه محرجا".
ورأى عطية أن "موقف مصر حرج، لأن المصالح
الخليجية هي مصالح مشتركة، ولا ترحب بوجود قطر في مجلس التعاون الخليجي، لكن
مشاركة دول خليجية في كأس الخليج ربما هي خطوة على طريق التصالح والتوفق فيما
بينهم".