هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
زعم الجنرال غادي آيزنكوت، القائد السابق للجيش الإسرائيلي، أن "إسرائيل تمتلك تفوقا استخباريا واستراتيجيا على سوريا وإيران، ما يضع أمامهما صعوبات للعمل ضدها، وأن المظاهرات التي يشهدها لبنان فرصة نادرة لفصل هذا البلد عن الإيرانيين وحزب الله".
وأضاف آيزنكوت في مداخلة له أمام معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، نشرتها صحيفة معاريف، وترجمتها "عربي21"، أن "الدخول في حلف مع الولايات المتحدة ليس صحيا ولا مطلوبا، الحديث عن هذا التحالف يتزامن مع المكانة التي تجد فيها إسرائيل نفسها في ذروة التفوق الأمني والعسكري، والجيش الإسرائيلي لديه قوة استراتيجية واضحة على أعدائه، وليس من الصحة بمكان التقدم باتجاه هذا التحالف".
وأكد أن "الفرضية السائدة في المنظومة العسكرية الإسرائيلية طوال السنوات الماضية أن إسرائيل تدافع عن نفسها بنفسها، اليوم تعتبر إسرائيل دولة غير قابلة للهزيمة، تحولت إلى دولة قوية جدا، وما نراه من قدرات إيرانية في سوريا أقل بكثير من القدرات التي تستطيع إيران تفعيلها من أراضيها، مع أن مهاجمتها لمنشآت النفط السعودية يجب أن تشكل مصدر قلق لإسرائيل".
على الصعيد اللبناني، طالب آيزنكوت "بتقديم خطوات وتسهيلات اقتصادية للشعب اللبناني؛ بهدف تقليل تأثير فيلق القدس الإيراني وحزب الله في الدولة، وهنا يمكن لإسرائيل المساهمة في هذه الخطوات الاقتصادية المقدمة للبنانيين، من خلال اتفاق الغاز واتفاقات أخرى، ما سيساعد في استغلال هذه اللحظة التاريخية النادرة، وإخراجه من النفوذ الإيراني".
وأوضح أن "إيران منذ عقد من الآن ما زالت تشكل أولوية لدى الجيش الإسرائيلي، واليوم مركز الثقل الإيراني انتقل من سوريا إلى غرب العراق، وأنتج لإسرائيل مشكلة من نوع جديد، الإيرانيون مصممون جدا، اليوم هم موجودون بالقرب منا، لكنهم ما زالوا بعيدين عن الهدف الذي حددوه لأنفسهم بالنسبة لإسرائيل".
وأشار آيزنكوت في تقريره نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، ترجمته "عربي21"، إلى أن "إيران من الأوائل الذين أدركوا أن هزيمة داعش سوف تتحقق، ولذلك أرادت تحقيق تواجد وتأثير واضحين في سوريا، من خلال نشر مئة ألف مقاتل، ومعسكرات جوية، وقواعد عسكرية واستخبارية، في هضبة الجولان، لذلك أوصينا الحكومة بأن تبقي التهديد الإيراني في الأولوية الأولى للمواجهة والتصدي، وحققنا إنجازات نوعية".
وأكد أنه "بالنسبة للبنان، فقد أسفرت حرب لبنان الثانية 2006 عن هدوء أمني لسنوات طويلة، بفضل تفعيل القوة العسكرية، حزب الله من جهته اتخذ قرار المواجهة مع إسرائيل على طريقة حرب العصابات، من خلال بناء قوة عسكرية تعتمد تحقيق إنجازات قتالية".
وأضاف أن "الحزب يمتلك قدرات هجومية ضد إسرائيل من نوعين، الأول من خلال إقامة منظومة تحت أرضية لم يشهدها الجمهور الإسرائيلي من قبل، تتمثل في هجوم آلاف من مقاتليه باتجاه الأراضي الإسرائيلية، والنموذج الثاني هو السلاح الدقيق، فهو يمتلك اليوم أكثر من 130 ألف قذيفة صاروخية تتسبب بأضرار كبيرة للجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وختم بالقول إنه "فيما يتعلق بحركة حماس في غزة، فقد بنت لنفسها طريقة عمل تمكنها من إطلاق القذائف الصاروخية، واستهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، صحيح أنني لا أتقبل ما يحدث لمستوطني غلاف غزة، لكن يجب علينا أن نتذكر أن إسرائيل عاشت ظروفا أصعب من هذه، فقد قتل في أربع سنوات فقط ما يزيد على 1200 إسرائيلي من خلال العمليات الانتحارية في الحافلات، واستطعنا مواجهة هذه العمليات".
وقال إن "حماس اليوم تعمل انطلاقا من أزمة داخلية، تنجح في إزعاجنا، لكنها تتلقى الضربات، ومشكلتنا مع حماس ليست أمنية فقط، بل لها أوجه اجتماعية وسياسية، وهو تحدّ يواجهنا، ونحن بحاجة إلى حلول إبداعية، وآمل أن يعثروا عليها قريبا".