هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
- مصر تعاني على كافة المستويات وحكم السيسي سينتهي خلال عامين
- القاضي الذي قبل أن يكون أداة للقمع لا يستحق أن يكون قاضيا
- التقاضي يسير وفق هوى السلطة والمحاكمات العسكرية مرفوضة
- قوانين تعيين رؤساء المحاكم للسيطرة على القضاء وإلغاء بعض محاكم الإرهاب شكلي
- ما يحدث في السجون وصمة عار في جبين مصر بسبب تعمد الإهمال
- قتل مرسي متعمد وهناك مخاوف على باقي الرموز بالسجون
- لا بد من ضغوط دولية لوقف انتهاكات السيسي بعد ملاحظات الأمم المتحدة
- تيار استقلال القضاء تعرض لإجراءات قاسية بهدف الإبعاد وإرهاب باقي القصاة
- لم أكن أتوقع اعتقال الوالد الذي عانى بسبب الحبس الانفرادي والإهمال الصحي
قال المستشار محمد سليمان رئيس محكمة سوهاج الأسبق وأحد رموز تيار الاستقلال القضائي إن منظومة العدالة في مصر انهارت بعد الانقلاب؛ وإن القضاة الذين قبلوا أن يتعاونوا مع الانقلاب وصاروا أداة لقمع السلطة لا يستحقون أن يكونوا قضاة؛ مشيرا إلى وضع التقاضي في مصر الذي صار وفقا لهوى السلطة وليس وفقا للقانون.
وأضاف سليمان في حوار مع "عربي21"، أن نظام السيسي "شهد العديد من الأحكام الجائرة من إعدامات وأحكام كبيرة بالسجن؛ وللأسف جاء من جانب قضاة كان المفترض أن يكونوا أداة للعدالة وليس أداة للقمع؛ فضلا عن المحاكم العسكرية التي تحاكم مدنيين في قضايا مدنية، مؤكدا أن هذه المحاكم لا تكون إلا في ظل نظم قمعية".
وحول وضع السجون أكد رئيس محكمة سوهاج الأسبق أن ما يحدث بالسجون عار على جبين مصر؛ حيث الإهمال المتعمد والذي راح ضحيته الكثير من السجناء؛ مؤكدا أن وفاة الرئيس السابق محمد مرسي كانت متعمدة؛ مبديا تخوفه على باقي الرموز بالسجون من أن يلاقوا نفس المصير .
وكشف عن ما تعرض له تيار الاستقلال القضائي من إجراءات تعسفية وقسوة شديدة من جانب السيسي بهدف إبعادهم من ناحية وإرهاب باقي القضاة من ناحية أخرى؛ مبديا أسفه وصدمته من اعتقال والده وزير العدل الأسبق المستشار أحمد سليمان وما عاناه داخل محبسه من حرمان من الزيارة وحبس انفرادي وإهمال طبي.
وحول الوضع في مصر أكد سليمان أن هناك تراجعا على كافة المستويات ومعاناة شديدة للشعب؛ ولكن أكد أن الشعب سوف ينهي حكم السيسي وهذه المعاناة خلال عامين على الأكثر وأن الرهان لا يكون على الأشخاص ولكن على وعي الشعب.
اقرأ أيضا: إعلامية مصرية مؤيدة للنظام: السيسي ليس فوق النقد (شاهد)
وفي ما يأتي نص الحوار كاملا مع المستشار محمد سليمان:
كيف ترى منظومة العدالة في فترة حكم السيسي؟
منظومة العدالة منذ الانقلاب انهارت تماما و كان حضور المستشار حامد عبد الله - رئيس مجلس القضاء الأعلى وقتها - بيان الانقلاب إيذانا بذلك الانهيار ؛في أكبر فعل سياسي يقدم عليه قاض دون أن يؤاخذه أحد؛ بل إن فعله لاقى قبولا لدى بعض القضاة للأسف و من حينها و العدالة في مصر تنحدر إلى الهاوية.
وماذا عن أداء القضاة في ظل هذه الفترة؟
أداء القضاة في هذه الفترة جاء مخيبا لآمال الشعب ؛حيث صدرت العديد من الأحكام المسيسة ضد المعارضين للانقلاب و صدرت العديد من قرارات الحبس الاحتياطي من النيابة العامة بتهم ملفقة بصورة عبثية؛ ما جعل القضاء أداة السلطة لقمع المعارضين و هو ما عبرت عنه العديد من التقارير الدولية عن حالة العدالة وسيادة القانون في مصر منذ الانقلاب.
وكيف ترى هؤلاء القضاة الذين قبلوا أن يكونوا جزءا من منظومة فاسدة وظالمة؟
هؤلاء القضاة الذين قبلوا أن يقوموا بذلك الدور هم في حقيقتهم ليسوا قضاة و لا يعرفون عن رسالة القضاء شيئا؛ لقد جعلوا من أنفسهم أداة لتنفيذ سياسات الحاكم بعيدا عن القانون و العدالة .
وهل هذا معناه أن كل قضاة مصر في هذه الفترة فاسدون وظالمون ؟
ليس كل القضاة بالطبع فالخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة كما جاء في الحديث النبوي؛ لكن المؤكد أن القضاة تمارس عليهم ضغوط ضخمة و يعاملون بسياسة سيف المعز و ذهبه ؛و لذلك تفشى الخوف بين القضاة من التنكيل بصورة غير مسبوقة في تاريخ مصر .
وكيف ترى التقاضي في مصر هل يسير وفقا للقانون أم بحسب هوى القاضي؟
التقاضي في القضايا السياسية يسير وفق هوى السلطة و هو ما تسبب في الإساءة لعموم القضاة؛ حيث لا قانون ولا إجراءات تقاض كما هو متعارف عليه وصارت الأمور وفق ما يملى على القاضي؛ وبالتالي سقطت آليات التقاضي المتعارف عليها والتي يتم العمل بها في أي نظام قضائي محترم.
هل ما يحدث من محاكمات لمن يقبض عليهم في هذه الفترة يمكن أن تكون محاكمات فعلية أم هي شكلية؟
في القضايا السياسية لا تتحدث عن محاكمات ؛فهي قضايا لا ينظرها قضاة و لا تكفل فيها حقوق التقاضي و ما يصدر فيها ليست أحكاما؛ بل هي محاكمات صورية حتى يبدو أمام العالم أن معارضي النظام يحاكمون أمام القضاء و هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة .
وكيف ترى المحاكمات العسكرية للمدنيين وفي قضايا مدنية؟
المحاكمات العسكرية للمدنيين غير جائزة و لا تحدث إلا في ظل أنظمة قمعية بوليسية ديكتاتورية؛ فهي محاكمات لا تكفل فيها استقلالية القضاء أو ضمان حقوق المتهم في الدفاع.
وماذا عن إلغاء بعض دوائر الإرهاب مؤخرا؟
إلغاء بعض دوائر الإرهاب عمل تنظيمي ليس له مؤشر معين ؛و طالما بقي بعضها فلا زال دورها قائما في محاكمة السياسيين وإصدار الأحكام الجائرة التي رأينا الكثير منها كما حدث في إصدار أحكام بالجملة فضلا عن أحكام السجن بمدد كبيرة.
ماذا عن القوانين الجديدة الخاصة بتعيين رؤساء المحاكم ومجلس الدولة؟
القوانين الجديدة بشأن تعيين رؤساء الهيئات القضائية وضعت ليضمن السيسي سيطرته التامة على القضاء و للأسف جاء رد فعل القضاة إزاءها مخزيا للغاية فبعد عدة مناورات وتظاهر بالرفض تم الخضوع في النهاية وقبول الأمر الواقع .
ملف السجون وحقوق الإنسان
..كيف ترى ما يحدث في السجون المصرية؟
ما يحدث في السجون وصمة عار في جبين مصر فحقوق السجين القانونية في الزيارة و التريض و الرعاية الصحية و تلقي العلاج تنتهك لأقصى درجة ؛و الحالة الصحية للمسجونين تتردى داخل السجون و قد استشهد المئات داخل السجون جراء الإهمال الطبي؛ في غياب تام لدور النيابة العامة الرقابي على السجون.
..وماذا عن حالات الوفاة بداخلها جراء الإهمال الصحي؟ وهل جاءت وفاة الرئيس مرسي في هذا السياق بل وبتعمد؟
طبعا هناك العديد من حالات الوفيات داخل السجون وهذا ملف متخم وبه الكثير من الإدانة للنظام ووفاة الرئيس مرسي تأتي في هذا السياق بالطبع و قد رصدت تقارير دولية معاناته في السجن الانفرادي و غياب الرعاية الطبية و تعمد قتله بالإهمال .
وهل يمكن أن يحاسب من تعمدوا قتله أمام محاكم دولية؟
لابد من فتح تحقيق دولي محايد في ظروف وفاة الرئيس مرسي حتى يمكن التوصل للحقيقة و محاسبة الجناة. وإذا سارت الأمور بشكل طبيعي في هذه التحقيقات وكانت هناك شفافية بالتأكيد فسيتم اكتشاف الجناة وسيتم توقيع العقوبة عليهم.
وماذا عن مصير الرموز السياسية داخل السجون وهل من الممكن أن يلقوا مصير مرسي؟
الرموز السياسية في السجون يواجهون ذات الإهمال والانتهاكات التي واجهت الرئيس مرسي ؛وهناك مخاوف كبيرة على هؤلاء حيث لدينا عدد كبير، سواء من كبار السن مثل المستشار الخضيري أو من يعانون أزمات صحية مثل د. أبو الفتوح وكذلك المرشد وغيرهم الكثير.
وماذا عن إشراف النيابة على السجون وهل يتم فعلا وفقا للقانون؟
لا يوجد إشراف حقيقي للنيابة العامة على السجون ؛ففي ظل نظام السيسي تم تجاوز كل شيء وأصبح رجال القضاء والنيابة أداة في يد السيسي لتحقيق أغراضه؛ وبالتالي لم يعد للنيابة وجود حقيقي وعليه فلا يوجد إشراف من جانبها على السجون ولو حدث فهو شكلي .
وكيف رأيت ما تم نشره من داخل هذه السجون وما يقدم داخلها من أكل ورعاية مميزة؟
ما تم نشره مؤخرا من السلطات عن حالة السجون عبث و استخفاف لا ينطلي على أحد لأن أحوال السجون من إهمال وقمع لا يخفى على أحد؛ ولعل حالات الوفيات داخلها يؤكد ذلك بوضوح وبالتالي فإن ما يجرى مسرحية كان يحاول النظام من خلالها التغطية علي جرائمه داخل السجون.
وهل سيضغط المجتمع الدولي على مصر لتحسين أحوال حقوق الإنسان؟
تعامل الأمم المتحدة و ملاحظاتها يجب أن يعقبه مواقف جدية فعلية رسمية لمحاسبة المتورطين ولو أن هناك جدية لأمكن الضغط بالفعل ووقف هذه الممارسات؛ لأن المجتمع الدولي لديه أوراق ضغط كثيرة على السيسي ولكن تبقى لعبة المصالح هي السائدة في النهاية.
قضاة الاستقلال
ماذا عن قضاة الاستقلال وقضاة من أجل مصر وأين هم الآن؟
قضاة الاستقلال أغلب رموزهم تم عزلهم قسرا في محاكمات تأديبية غابت عنها الموضوعية و خيمت عليها رغبة السلطة في التخلص من قضاة تيار الاستقلال حتى تضمن الولاء التام من القضاة .
وكيف ترى ما تعرضتم له؟ وهل كنتم تتوقعون ذلك؟
ما تعرض له قضاة الاستقلال ظلم بيّن تعجز حروف اللغة أن تصفه و تعسف صارخ لم نكن نتوقعه إلا أنه لم يكن ليثنينا عن موقفنا.
لماذا كانت هذه القسوة في التعامل مع قضاة الاستقلال؟
كانت هذه القسوة لإرهاب جموع القضاة من أن يسلكوا سلوك قضاة الاستقلال في رفضهم عسف السلطة و انتهاك القانون .
وهل من سبيل لاسترداد حقوقكم؟
استرداد حقوقنا آت لا ريب فيه و لا يساورنا الشك في ذلك رغم كل هذه الإجراءات والتنكيل، لكن هذا لن يمنع عودة حقوقنا، إن لم يكن اليوم فغدا.
اعتقال وزير العدل الأسبق
هل كنت تتوقع اعتقال الوالد ؟
لم أكن اتوقع اعتقال الوالد لأنه لم يفعل إلا الدفاع عن مبادئه التي يؤمن بها في الدفاع عن استقلال القضاة و الدفاع عن حقوق الإنسان و تراب الوطن.
ماذا كان رد فعلك عندما علمت بخبر الاعتقال؟
كان الحدث صادما بالنسبة لي لأني لم أكن أتوقع أن يصل الأمر بالنظام أن يضيق من مجرد الكلام والتعبير عن الرأي.
وماذا عن معاناته داخل السجن؟
كان يعاني من سجنه انفراديا محروما من الزيارة و التريض و صلاة الجمعة في المسجد و الرعاية الصحية الكافية.
وكيف رأيت الإفراج بتدابير تلزمه بالبقاء في المنزل؟
طبعا هذا حكم جائر ومرفوض لكن للأسف هكذا يتعامل نظام السيسي مع الرموز ؛وسبق أن أصدرت المحكمة قرارات بشأن بعض السياسيين بإخلاء السبيل مع الإلزام بعدم مغادرة المنزل .
الوضع في مصر
كيف ترى الوضع في مصر بشكل عام؟
الوضع في مصر يتردى كل يوم و في كل المجالات؛ ولعل ما يحدث كل يوم من إهمال وفساد نتائجه واضحة للجميع من حوادث ووفيات وإهمال بكافة الخدمات؛ فضلا عن الوضع الأمني من قمع وقهر للشعب.
وهل سيستمر هذا الامر طويلا؟
أتوقع ألا يستمر ذلك الوضع أكثر من عامين على أقصى تقدير لأن الأمور زادت عن حدها والشعب لديه غضب مكتوم .
وهل هناك رهان على محمد علي وتحركاته الأخيرة؟
الرهان على الشعب و وعيه في مواجهة ما يحاك له وليس على الأشخاص ؛فمهما كان حجم الأشخاص إن لم يتحرك الشعب فلن يحدث شيء.