سياسة عربية

"علماء المسلمين" يعلق على احتجاجات العراق ولبنان وإيران

اتحاد علماء المسلمين أكد أن قتل المحتجين جريمة كبرى تستحق لعنة الله- جيتي
اتحاد علماء المسلمين أكد أن قتل المحتجين جريمة كبرى تستحق لعنة الله- جيتي

قال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إنه تابع ببالغ القلق ما يحدث للمتظاهرين في العراق، وإيران، ولبنان، حيث استعمل ضدهم الرصاص الحي، والقوة المفرطة والغازات السامة، مما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم، خاصة في العراق وإيران.

وطالب، في بيان له، الأحد، وصل "عربي21" نسخة منه، الأمة الإسلامية ومن وصفهم بالمخلصين من السياسيين والمفكرين وغيرهم إلى الوقوف مع "الشعوب المنتفضة والمتظاهرة للوصول إلى تحقيق مطالبهم العادلة وغاياتهم ومقاصدهم في الإصلاح والتنمية والعزة والكرامة، وإفشال مخططات الغدر والمكر والثورة المضادة لتطلعات الشعوب".

وأكد أن "واجب الحكومات هو توفير الأمن وحماية الحريات، أما قتل المحتجين أو الاعتداء عليهم فجريمة كبرى تستحق لعنة الله وغضبه وعذابه العظيم في الدنيا والآخرة"، مشدّدا على أن "حق الشعوب في التظاهر السلمي والمطالبة بحقوقها وبمعاقبة الفاسدين ثابت شرعا، وأن حمايتهم فريضة شرعية".

واعتبر أن "الفساد الكبير طوال عقود طويلة" الذي أدى إلى "إفقار الشعوب وإذلالها وفقدانها لأبسط مقومات الحياة الكريمة" هو السبب الرئيسي للاحتجاجات الحالية في العراق ولبنان وإيران والجزائر وغيرها.

وتشهد هذه الدول احتجاجات شعبية ترفع حزمة مطالب في مقدمتها مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين داخل السلطة ورحيل الأنظمة الحاكمة، في ظل أوضاع اقتصادية متردية.

وتابع  اتحاد علماء المسلمين: "عدد القتلى في مظاهرات العراق بلغ حتى الآن 425، والجرحى في حدود 16 ألفا، بينهم 3 آلاف إعاقة جسدية، وكأنها حرب بين دولة وأخرى، فضلا عن اعتقال واختطاف عدد كبير".

وقال: "مع الأسف الشديد، فإن العراق الذي هو معدن الحضارات ورائدها على مر التاريخ، قد تخلف وعمه الفساد والنهب إلى درجة رهيبة؛ حيث فقد أكثر من 600 مليار دولار بسبب الفساد، وأصبح أكثر من 7 ملايين عراقي تحت خط الفقر".

وأردف: "إذا تأملنا في أسباب هذه الثورات والمظاهرات، لوجدنا أن الفساد السياسي والمالي والاجتماعي الكبير، مع الاستبداد والدكتاتورية والطغيان وكبت الحريات وإذلال المواطنين، هو العلة الجامعة".

 

اقرأ أيضا: الغارديان: كيف يبدو المشهد بالعراق وسط مخاوف من الانهيار؟

ودعا الاتحاد إلى "إقامة الحكم الرشيد، ومحاربة الفساد بجميع أنواعه، وحماية الحريات العامة، وحقوق الشعوب وثرواتها المادية والمعنوية"، مشدّدا على أن "جريمة الفساد العام في الإسلام من أعظم الجرائم على الإطلاق".


وأشار اتحاد علماء المسلمين إلى أن " اعتداء الدولة بأجهزتها أو عن طريق الميليشيات الموازية لها، على المواطنين جريمة نكراء تتناقض مع مقاصد الدولة وواجباتها في حماية مواطنيها وتحقيق الأمن والأمان والرفاهية لهم".

وحث الاتحاد الحكومات المعنية على" الاستجابة لمطالب شعوبها، بعيدًا عن الاعتداء أو التعنت والعلاج القمعي، الذي لا ينجح ولا يستمر حسب التجارب المشاهدة".

وطالب المتظاهرين في المقابل بـ"عدم الانجرار إلى أي شكل من أشكال العنف أو الاعتداء على الممتلكات والمصالح العامة والخاصة؛ فهذا حرام لا يجوز ارتكابه، وعليهم منع المدسوسين الذين يشوهون صورتهم".

وأشاد الاتحاد بـ"حراك الشعب الجزائري المتمسك بنهجه الحضاري السلمي، منذ ما يقرب من سنة".

وأجبرت احتجاجات شعبية جزائرية، في 2 نيسان/ أبريل الماضي، عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة من الرئاسة (1999-2019)، ويواصل المحتجون حراكهم للمطالبة برحيل بقية رموز نظامه.

واختتم بيانه بالقول إنه "لعلى يقين قاطع بسنن الله تعالى وحكمته، وأن الشعوب الحرة الأبية ستنتصر بإذن الله تعالى، وأن مصير الظالمين إلى الاندحار، والطغاة إلى الانهيار".

وتأسس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" سنة 2004، ويضم علماء دين من بلدان العالم الإسلامي ومن الأقليات والمجموعات الإسلامية خارجه، وهو مؤسسة مستقلة عن الدول، ومقرها الدوحة.

ومن بين أهدافه، دراسة وتشخيص مشكلات الأمة الإسلامية، وتقديم الحلول لها، وخدمة قضاياها من خلال إطار مؤسسي يكون لعلمائها فيه الدور الريادي، حسب موقعه الإلكتروني.

التعليقات (0)