هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن "القرار الأمريكي الأخير بشأن المستوطنات الإسرائيلية، فضلا عن كونه ذا بعد رمزي، لكنه قد يضر بالمصلحة الإسرائيلية، مع أنه بعكس العناوين الإخبارية الدراماتيكية، فلم يكن القرار الأمريكي مفاجئا، وليس عملية تاريخية، بل خطوة رمزية شكلية ليس أكثر، لكنها لن تؤثر كثيرا على معطيات الواقع".
وأكد غلعاد شير، عضو الحركة السياسية الإسرائيلية "وطن" ومستقبل أزرق-أبيض، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، إن "القرار الأمريكي هو انقلاب على السياسة الأمريكية منذ عشرات السنين، سواء في الإدارات الديمقراطية أم الجمهورية، التي قامت على أساس حل الدولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، والاستناد لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وأشار إلى أنه "من أجل التذكير فقط، فإنه رغم مواصلة دونالد ترامب في تغريداته حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الولايات المتحدة لن تبقى تحت قيادته إلى الأبد، بل إنها فقدت في عهده مهمة الوسيط المقبول بعد جملة من السياسات والقرارات التي اتخذها، سواء بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أو نقل السفارة الأمريكية إليها، دون أخذ موقف متوازن تجاه الفلسطينيين".
وأوضح أن "ترامب لم يتوقف عند ذلك، بل واصل إعلانه إزاحة كل القضايا الأساسية في الصراع عن طاولة المفاوضات، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتوقيف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، وهناك تلميحات عن موافقة أمريكية على خطوة إسرائيلية باتجاه ضم متوقع لبعض أجزاء الضفة الغربية، وفي النهاية وصلنا جولة من التصعيد العسكري مع غزة تسببت بإحداث شلل كامل في الدولة".
اقرأ أيضا: FT: تصريحات بومبيو بشأن المستوطنات هدية للزعماء الأقوياء
وأكد شير، وهو من رواد المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بين عامي 1999-2001، بما فيها قمة كامب ديفيد بين ايهود باراك وياسر عرفات، وقمة طابا، أنه "ليس من المتوقع أن تنجح صفقة القرن الأمريكية، في حال إطلاقها، أن تعمل على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ما يتطلب من إسرائيل العمل وفق مصالحها بأن تكون دولة يهودية ديمقراطية آمنة من خلال تطبيق حل الدولتين مع الفلسطينيين".
وأضاف شير، الرئيس السابق لديوان باراك، وعضو الوفد الإسرائيلي لاتفاق المرحلة الانتقالية مع الفلسطينيين زمن إسحق رابين، أن "الإدارة الأمريكية لا تريد أن ترى هذا الحل، الذي يمثل قناعات قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية طوال الأجيال السابقة بأنه ضمان للحفاظ على مستقبل الدولة، ويعتقدون أن المستوطنات لا تساهم في حفظ أمن إسرائيل، بل تشكل عبئا عليها، وتمنح المنظمات الفلسطينية حافزا لمحاربة إسرائيل".
وأوضح أن "الضفة الغربية تشهد تعزيز قوات عسكرية إسرائيلية للدفاع عن هذه المستوطنات، وحماية الطرق العامة التي يسلكونها، حتى أنه في الخليل يبلغ معدل نشر القوات الإسرائيلية حدا أن لكل مستوطن جنديا يحميه، وهذا وضع ليس له مثيل في كل العالم".
وأشار إلى أن "الثمن الذي تدفعه إسرائيل من تركيزها في حماية المستوطنات أن الجيش بات أقل تأهيلا لخوض مواجهة عسكرية، مع أن محاربة المنظمات الفلسطينية المسلحة لا تتم بفضل المستوطنات، بالعكس، وإنما بفضل المعلومات الأمنية، والسيطرة العسكرية، وحرية العمل للجيش".
وختم بالقول إن "وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو صدق في أمر واحد فقط، حين أكد أن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن يكون على أسس قانونية قضائية، وبذلك فإن الصيغة المفترضة للحل أن تحديد مستقبل المستوطنات خارج التجمعات الاستيطانية الكبيرة، التي يسكنها قرابة 75% من المستوطنين في الضفة الغربية، سيتم حسمها في المفاوضات، على أن يتم ضم التجمعات الاستيطانية الكبيرة إلى حدود إسرائيل".