هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي يدافع فيه بشدة الفنان المصري
العالمي عمرو واكد، عن الحريات في مصر وينتقد نظام السيسي ويطالبه بالرحيل؛ إلا
أنه كأحد المشاركين في ثورة يناير 2011، وصاحب الأعمال الفنية المدافعة عن القضية
الفلسطينية سقط في اختبار التطبيع مع إسرائيل وفقا لنشطاء.
وتسبب إعلان واكد عن مشاركته بالجزء الثاني من
فيلم " Wonder Woman "،
في صدمة بالأوساط العربية، خاصة وأن العمل الهوليودي بمشاركة ملكة جمال إسرائيل
لعام 2004، "غال غادوت" زوجة رجل الأعمال الإسرائيلي يارون فارسانو.
انتظروا ظهوري في فيلم المرأة الخارقة 1984 (الجزء الثاني) إخراج باتي جينكينز والمتوقع نزوله في يونيو 2020. يا رب يعجبكم الفيلم.
— Amr Waked (@amrwaked) November 16, 2019
الصدمة الأكبر، جاءت لكون "غال
غادوت" خدمت بجيش الاحتلال لمدة عامين بالتزامن مع الاعتداء الإسرائيلي على
لبنان بالعام 2006، ومازالت بقوائم الاحتياط وأعلنت دعمها للجيش الإسرائيلي وقت
الاعتداء على غزة عام 2014.
وطالت واكد انتقادات واسعة، واتهامات له
بالتناقض، خاصة لإعلانه الدائم دعم القضية الفلسطينية، وشهرته التي نالها عبر دور
الفدائي الفلسطيني بالفيلم المصري "أصحاب ولا بيزنس"، انتاج 2001،
ومشاركته عام 2017، بالفيلم الفلسطيني (كتابة على الثلج) للمخرج رشيد مشهراوي.
المثير أن واكد، دافع بشدة عن مشاركته الفنانة
الإسرائيلية، بقوله عبر "تويتر": "علمني الفن أن أكون إنسانا قبل
أي شيء. أن أعمل على نصرة قيم الإنسانية والحق والأخلاق. علمني أن أقف ضد الفعل
والسلوك وليس الشخص. أن أكون صادقا للإنسانية أبرك من أن أكون لأي شيء آخر. أعمل
على ذلك ليلا ونهارا وأحارب في نفسي التطرف والضغينة والكره لأي إنسان. أو على
الأقل أحاول جاهدا".
وعاد ليغرد مجددا، حول تعريف التطبيع، قائلا
إنه "العمل في أي شيء يبجل الاحتلال أو في شيء من انتاج الاحتلال. المتاجرة
معهم. تسهيل الاحتلال أو التستر على جرائمه. والعمل على تقزيم وتسفيه القضية. كل
ذلك ممكن أن يعد تطبيعا. أما التمثيل في عمل دولي متعدد الجنسيات في رأيي مش تطبيع
خالص".
ما هو تعريف التطبيع؟ بالنسبة لي هو كالآتي: العمل في اي شيء يبجل الاحتلال أو في شيء من انتاج الاحتلال. المتاجرة معهم. تسهيل الاحتلال او التستر على جرائمه. والعمل على تقزيم وتسفيه القضية. كل ذلك ممكن ان يعد تطبيع. اما التمثيل في عمل دولي متعدد الجنسيات في رأيي مش تطبيع خالص.
— Amr Waked (@amrwaked) November 18, 2019
"خذلان للقضية"
وفي تعليقها تعجبت الناقدة الفنية إيمان نبيل،
من موقف واكد، مؤكدة أنه "خطوة غير محسوبة ولا أستطيع فهم موقفه أو تفهمه،
ولذا لابد أن يُسأل أمام جمهوره الذي خسره بالتأكيد وفقد شعبيته المصرية والعربية
معا".
وتعتقد نبيل في حديثها لـ"عربي21"،
أن "واكد لن يجد مجددا أي تعاطف من الجماهير التي ترى قضية فلسطين المحور
الأول بحياتها، ولأنه شارك في الفيلم الفلسطيني (كتابة على الثلج) للمخرج
الفلسطيني رشيد مشهراوي عام 2017، فكان المفروض ألا يفقد تعاطفه وولاءه بهذه
الطريقة".
وأكدت أن "الوطني الحقيقي لا تتجزأ
مواقفه، وما ارتكبه واكد، تطبيع لا مبرر له حتى ولو كان الدور مهم في مشواره
بهوليود إلا أنه لم يضع الجمهور الذي احترمه وتعاطف معه في اعتباره".
وقالت الناقدة الفنية، إن "رد واكد، على
منتقديه بأن الفن علمه أن يكون إنسانا قبل أي شيء وأن يعمل على نصرة قيم الإنسانية
والحق والأخلاق؛ غير مقنع بالمرة"، مؤكدة أن "الفن لا يتجاوز شرف الوطن
لو كان فنا صادقا، أما إذا كان للشهرة والمال الذين بدا ظهورهما واضحا الآن لدى واكد،
فهذا أمر آخر".
وأشارت إلى تغير قناعات كثيرين ممن وصلوا إلى
عالم هوليود بسبب تأثير صناع السينما العالمية أصحاب الميول المعروفة بدعم الكيان
الإسرائيلي، مضيفة أنه "لابد أن تجاريهم وإلا سيكون مصيرك (You are out of town)، ثم شن الحرب
عليك"، موضحة: "وهنا ليس لواكد، أي عذر لأنه ليس نجم صف أول حتى تتم
محاربته بشراسة".
وشنت نبيل، هجوما على واكد، لما يمثله موقفه من
خذلان للقضية الفلسطينية في توقيت صعب جدا تمر به، منتقدة أيضا ما أسمته
بـ"الخذلان الجماعي" للقضية الفلسطينية من الفنانين العرب، مرجعة صمتهم
لكون من يناصر فلسطين الآن أصبح خطرا على الأنظمة العربية.
"بلا مبرر.. ورفضه رياضيون"
الصحفي المصري حسام الوكيل قال: "بالطبع مشاركة عمرو واكد، مع ممثلة تنتمي لدولة الاحتلال الصهيوني هو
نوع من أنواع التطبيع الفني والثقافي، وهو المرفوض بشدة في أوساط النخب المصرية
والعربية فضلًا عن الشعوب".
الوكيل، قال بحديثه لـ"عربي21":
"أتفهم بالطبع التحديات التي تواجه واكد، نظرا لكونه ممثل عالمي وليس فقط
فنان محلي".
وأضاف، "ولكن أيضا المبادئ مقدمة على كل
شيء، وكم من بطل رياضي عربي انسحب من الجولات النهائية في بطولات مختلفة لرفضهم
اللعب أمام رياضي ينتمي لدولة الاحتلال".
وقطع الوكيل، برفض احتمال أن تكون ضغوط النظام
المصري على واكد، جعلته يرضخ لتعليمات وتوجهات هوليود، وأكد أن الممثل والمعارض
المصري بالأساس "في خصومة مع نظام القاهرة، وصناعة السينما العالمية لا دخل
للنظام المصري فيها وخارج دائرة التأثير بها، ولكنها تخضع لشبكة المصالح".
وختم بالقول: "وإجمالا لا أجد مبررا لقبول
واكد هذا العرض".
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي انهالت الردود
والانتقادات التي جمعت بين مؤيدين للنظام المصري ومعارضين له ضد واكد.
ونشر بعض المتابعين مقطع فيديو لواكد عام 2014،
يؤكد فيه أنه مؤمن بالقضية الفلسطينية وأنه لو وضع في خيار التعامل مع أي إسرائيلي
سيمتنع عن العمل معه تماما.
"يوم ما هتحط في موقف عارف فيه إني هتعاون مع حد اسرائيلي همتنع تمامًا".
— Mona Bashir (@Bashirmona_) November 18, 2019
__ عمرو واكد 2014 @amrwaked pic.twitter.com/B4lVjAL14W
ووصفت الأكاديمية المصري داليا سعودي، دفاع واكد ومبرراته بأنها "ذرائع زائفة"، معتقدة أن أضواء هوليود أعمته عن السبيل.
أندريه چيد الروائي الفرنسي تحدث في روايته "المزيفون" عن الذرائع الزائفة التي تسكّن ضمائر أصحابها وتلقي على أخطائهم عباءة الحق. جال جادوت إسرائيلية صهيونية خدمت في جيش الاحتلال. هذه هي الحقيقة بعيداً عن الذرائع الزائفة... الاختيار صعب جداً لأن أضواء هوليود قد تعمي عن سواء السبيل.
— د. داليا سُعودِي Dalia Séoudy (@DaliaTSeoudy) November 17, 2019