هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصل إلى العاصمة العراقية بغداد، الثلاثاء، وفد أوروبي رفيع المستوى، للتباحث مع المسؤولين العراقيين، في مسألة نقل سجناء تنظيم الدولة لدى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من سوريا إلى العراق، بحسب مصادر سياسية.
وكشف الخبير الأمني الباحث في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، في حديث لـ"عربي21" أن "الوفود الأوروبية الرفيعة (رفض الكشف من أي دول) تباحثت مع مسؤولين عراقيين حول نقل سجناء التنظيم من سوريا إلى العراق، وأن التفاهمات بلغت إلى إعداد ورقة ستقدم إلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي".
وأضاف الهاشمي أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر "حذر رئيسي الجمهورية والوزراء من قبول 13 ألف عنصر من تنظيم الدولة ونقلهم من سجون "قسد" من سوريا إلى العراق، خاصة سجون الحسكة والقامشلي، هي السجون التي تضم عناصر التنظيم.
نقل 50 قياديا للعراق
إلا أن الهاشمي أكد في ذات الوقت أن الولايات المتحدة، نقلت بالفعل 50 قياديا من قيادات الصف الأول للتنظيم إلى العراق، موضحا أن "هؤلاء لم ينقلوا من منطقة الصراع الآن بين الجيش التركي وقوات "قسد"، بل نقلوا من سجون خاصة بعيدة عن منطقة الصراع إلى سجن أربيل في إقليم كردستان العراق".
وبخصوص ما إذا كانت هذه المفاوضات تشمل مخيمات العزل، قال الهاشمي إن "لمخيمات تضم عراقيين كثر، فمخيم الهول لوحده يضم نحو 31 ألفا من العراقيين، غير الموجودين في المالكية والقامشلي وتل أبيض وعين عيسى وغيرها، فبذلك يصل عدد العراقيين من عائلات تنظيم الدولة، أو الذين نزحوا ولم تُدقق ملفاتهم إلى نحو 35 ألفا".
وأشار إلى أن "الجهات العراقية بدأت بالتفاوض على العراقيين هؤلاء منذ آب/أغسطس 2018، ونقل منهم نحو 4 آلاف إلى العراق بعد تدقيق ملفهم الأمني والقضائي، لكن حدث بعد ذلك انقطاع كبير في العام 2019 لأسباب لوجستية وإدارية وقانونية، أو كما تقول مفوضية حقوق الإنسان العراقية وأجهزة الأمن الوطني، إن الاقتصاد لا يكفي للتدقيق والنقل. إلى أن جاءت هذه الظروف الضاغطة".
أما موقف البرلمان العراقي وتحديدا لجنة الأمن والدفاع من المفاوضات الأوروبية مع الحكومة العراقية، فعبر عنه عضو اللجنة عبد الخالق العزاوي الذي قال إن "لجنة الأمن الدفاع ناقشت في وقت سابق هذا الموضوع مع مستشارية الأمن الوطني وتنسيقية الحشد الشعبي ورئيس الوزراء، واتفقنا على رفض قبول سجناء غير العراقيين من سوريا إلى العراق رفضا قاطعا".
وقال العزاوي لـ لـ"عربي21" إن "العراق ليس بحاجة إلى مشاكل جديدة لإدخال هؤلاء إلى أراضيه، لأن سجوننا مليئة بأمثالهم، أما إذا كانوا عراقيين، فليس لدينا مشكلة في إدخالهم وتهيئة سجون خاصة بهم، وحتى عائلاتهم يتم تهيئة أماكن خاصة بهم".
وشدد النائب العراقي، على أنه "إذا تراجعت الحكومة العراقية وقررت استقبال معتقلي تنظيم الدولة، فسيكون لنا موقف في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، للحيلولة دون إتمام ذلك الأمر".
الصدر يتهم الفاسدين
وقبل ذلك، اتهم حساب "محمد صالح العراقي" على "تويتر" المقرّب من مقتدى الصدر من أسماهم الفاسدين بمحاولة "إدخال 13000 عنصرا أجنبيا من داعش إلى العراق ليبنوا لهم مخيمات فيسرقوا أموالها أولا، ثم يهربونهم فيفتعلوا حربا جديدة ليثبتوا كرسيهم، وذلك بمسمع من رئيس مجلس الوزراء أفلا يتدبّر".
وأضاف الحساب الذي يعتبر بمثابة حساب شبه رسمي لزعيم التيار الصدري في تغريدة أخرى، قائلا: "أملنا برئيس الجمهورية الموقر أن لا يوافق على 13 ألفا".
— الحاج صالح محمد العراقي (@SALH_MOHAMMED_) October 15, 2019
تغريدات المقرّب من الصدر، جاءت عقب اتصالات أجراءها الرئيس العراقي برهم صالح مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول عملية "نبع السلام" العسكرية التركية شمال سوريا.
وبحسب بيان لمكتب صالح، فإنّ الاتصال بحثت مستجدات العملية العسكرية التركية شمالي سوريا، وجرى التأكيد على "تدارك الأوضاع الإنسانية، ووقف العمليات العسكرية، وعدم إتاحة الفرصة للإرهابيين لإعادة تنظيم فلولهم وتهديد أمن المنطقة والعالم".
وفي بيان رئاسي آخر، أكد أن الرئيس العراقي تلقى اتصالا من نظيره الفرنسي، تباحثا فيه الأوضاع شمال سوريا والعمليات العسكرية التركية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية".
وحول ما إذا كان صالح قد بحث في موضوع نقل سجناء تنظيم الدولة خلال الاتصالين، نفى مصدر في الرئاسة العراقية ذلك بالقول: إن "صالح لم يبحث في أي من اتصالاته ما أشيع حول إدخال عناصر من داعش إلى العراق".
وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أعلن الاثنين، أن بلاده تملك صورا ومقاطع فيديو تثبت إقدام مسلحي "وحدات حماية الشعب" الكردية على إخلاء سجن من عناصر تنظيم الدولة شمالي سوريا.
وبحسب وكالة "الأناضول" فقد أكد أكار: "عندما وصلنا إلى سجن كان فيه عناصر من داعش (شمالي سوريا) وجدنا أنّ عناصر (وحدات حماية الشعب الكردية) قد أخلته. ووثقناه بالصور والفيديو. وبحثنا ذلك مع المعنيين من نظرائنا وسنواصل ذلك".