سياسة دولية

أبو يعرب المرزوقي: "نبع السلام" بداية إجهاض سايكس بيكو2

أبو يعرب المرزوقي: لو كان للعرب أدنى قدر من الوعي لكانوا أول المؤيدين لعملية "نبع السلام"  (الأناضول)
أبو يعرب المرزوقي: لو كان للعرب أدنى قدر من الوعي لكانوا أول المؤيدين لعملية "نبع السلام" (الأناضول)

أعرب الوزير السابق والبروفيسور التونسي أبو يعرب المرزوقي عن استغرابه لهجوم بعض قادة الدول العربية على تركيا في معركتها، التي قال بأنها "لحماية حدودها ووحدة سوريا التي لو تم تفتيتها لتلاه تفتيت ثلاث دول أخرى في الإقليم ثم تفتيت أقطار هؤلاء الحمقى المهاجمين لتركيا". 

وأوضح المرزوقي في تدوينة نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "من يعجب من ذلك ينسى أمرين يحددان خصائص هؤلاء الأعراب الذين لا يمثلون الشعوب العربية بل هم عملاء أعدائها، فهم أولا أحفاد سايكس بيكو الأولى، وهم ثانيا مجرد أبواق لمن يأمرهم لأنه يحميهم ضد شعوبهم".

وأكد المرزوقي أنه مطمئن لعلتين: "الأولى هي ثقته في أبطال تركيا وخاصة بعد أن عادت لهم أنفة أجدادهم الذين حموا بيضة الإسلام ووحدة داره ورمز وحدتها أي خلافة الأمة".

أما العلة الثانية لثقته في نجاح عملية "نبع السلام" التركية في سوريا، برأي المرزوقي، أنه "لا أحد يعير أدنى أهمية لاحتجاج هذه الأبواق وخاصة مهزلة المهازل العربية ممثلة بالجامعة التي صارت واجهة لأمين عام هو عبد لعبد إسرائيل اشتق اسمه من الغائط لحقارته".

 

نبع السلام، بداية اجهاض سايكس بيكو الثانية ومحو الأولى – أبو يعرب المرزوقي https://t.co/dBjQtk7Q83 pic.twitter.com/wdJagl11DQ



ورأى المرزوقي أن تركيا لجأت لغاية الدواء أو الكي، لأنه "لا يمكنها أن تقبل بسايكس بيكو ثانية تكون هي أولى ضحاياها". 

وأضاف: "حتى في الأولى التي كانت آخر معاركها بجيش الأمة كله نصرا مكنها من الحفاظ على حدودها الحالية. فكيف بها الآن وقد تعافت بقدر يجعلها أقدر على حماية كيانها وكيان من حولها".

وأعرب المرزوقي عن أسفه للموقف العربي المهاجم لتركيا، وقال: "لو كان للعرب أدنى قدر من الوعي لكانوا أول المؤيدين لهذه الحملة لأنها تبدأ بحماية قطرين كان لهما في تاريخ الأمة ما واصلته تركيا أعني عاصمتي الخلافة الوسطيين بين المدينة واسطنبول. وهي مستهدفة ممن كانوا وما يزالون يعتبرون الإسلام ظاهرة ينبغي إنهاؤها ولو بالتحالف مع مغول الشرق (المغول المعروفين) ومغول الغرب (أمريكا)".

وأضاف: "لكن كيف أنتظر ذلك من أقزام نصبهم الاستعمار وقد صار بعضهم يحتمي بإيران وبعضهم الثاني يحتمي بإسرائيل من أجل كرسي ليس لهم عليه أدنى سيادة لأنهم في الحقيقة مجرد غفراء رغم زعمهم أنهم ملوك وأمراء. لذلك فالعجب ليس مما يجري بل من العجب من جريانه على النحو الذي يجري به: فهم قد نكصوا إلى الجاهلية".

وتابع: "إن هؤلاء الناكصين لا يمكن أن يكونوا من أحفاد الفاتحين. لا بد أنهم من أحفاد القاعدين الذين لعنهم القرآن الكريم لأنهم من الأعراب المخربين. ولا أقول ذلك في شعوبهم الذين لا يقلون عن أي مسلم غيرة على الأمة فهم ضحايا لنخبة فاسدة ومستبدة نصبها عليهم صناع سايكس بيكو الأولى ويريد منهم تمويل الثانية لأنهم دون أجدادهم كلالة على مولاهم لا يقدرون على شيء".

 

إقرأ أيضا: أردوغان: سنرسي الأمن من منبج حتى الحدود العراقية قريبا

وأكد المرزوقي أنه "يخجل أن يكون من بين العرب حتى لو كانوا من أبناء القاعدين، لأنه من أبناء الفاتحين الذين نزلوا في عاصمة الفتح في غرب دار الإسلام القيروان وتونس-لأن دمنا واحد وعارنا واحد ومجدنا واحد ليس بين العرب وحدهم بل بين كل المسلمين من اندونيسيا إلى المغرب وفي كل المعمورة بعد انتشار الإسلام العالمي في كل الشعوب (بخلاف ما توقع هيجل الذي ظنه خرج من التاريخ)".

وهاجم المرزوقي علمانيي العرب والأكراد والأمازيغ، وقال: "علمانيو العرب والأتراك والأكراد والأمازيغ فقدوا معنى التاريخ والمجد وصاروا مسخا من الإنسان لأنهم فقدوا سر التحرر من الإخلاد إلى الأرض في لهيثهم مثل الكلاب: خدم الاستعمار".

ووصف الجيش التركي بأنه "جيش الفتح"، وقال: "أدعو الله لنصر جيش الفتح الجديد وأن يعيد اللحمة بين شعوب الإقليم فمصيرنا واحد. وإذا كانت أوروبا التي كل تاريخها حروب بين دولها حتى وصلت إلى حربين عالميتين انتهت إلى أن العصر يقتضي بناء وحدة ليكونوا بالحجم الذي يقتضيه العصر وبالذات بين أكثر شعوبها تعاديا: ألمانيا وفرنسا. فأي معنى لأن يكون لكل قبيلة عربية محمية يسمونها دولة؟"، على حد تعبيره.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن الأربعاء الماضي بدء عملية عسكرية في شمال شرقي سوريا تحت اسم "نبع السلام"، بالشراكة بين الجيش التركي والجيش الوطني السوري (التابع للمعارضة السورية) ضد تنظيم الدولة الإسلامية والوحدات الكردية وحزب العمال الكردستاني".

وهدف هذه العملية وفق ما كتبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على "تويتر" إزالة ما وصفه "بالممر الإرهابي" الذي "يحاولون إقامته جنوب تركيا" وإحلال السلام في المنطقة، مؤكدا أنه "بفضل المنطقة الآمنة التي سنقيمها، سنضمن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم".

 

إقرأ أيضا: بعد إدانة الجامعة العربية لتركيا.. نشطاء عرب: لا تمثلني

التعليقات (1)
adem
الثلاثاء، 15-10-2019 04:43 م
شكرا جزيلا على دقّة التّحليل ، شخصيا تركيزي كان على ردّ فعل الغرب الرّسمي المنافق رغم التّنديد و الهجمة الإعلاميّة إلّا أنّه متردّد جدّا وخائف بعد انكشاف اللّعبة ، انحصار النّفوذ الغربي ، قوّة الدّولة التّركية . أمّا ردّ فعل أحفاد أبي لهب و من والاهم فمجرّد إعلان لإثبات الوجود ، الأيّام المقبلة بإذن الله تعلى حبلى بزلازل سياسيّة تعيد رسم خريطة المنطقة و يومئذ يفرح المؤمنون .