سياسة دولية

سجال بين إيران والسعودية بمجلس الأمن و"سخرية" أمريكية

الجلسة عقدت لمناقشة الملف السوري- جيتي
الجلسة عقدت لمناقشة الملف السوري- جيتي

عقد مجلس الأمن الدولي، الاثنين، اجتماعا بشأن سوريا، لمناقشة تشكيل "اللجنة الدستورية"، إلا أن سجالا بين مندوبي السعودية وإيران سرق الأنظار، فيما لجأت مندوبة الولايات المتحدة إلى "السخرية" من حضور طهران الاجتماع.

ووصف نائب وزير خارجية إيران ومندوبها الأممي غلام حسين دهقاني، مندوب السعودية عبد الله المعلمي، بأنه ممثل لـ"نظام يقتل الأطفال"، فطلب الأخير الكلمة ودعا للكف عن "المهاترات" واتهم طهران بـ"مساندة الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وبرلين والأرجنتين".

لكن المندوب الإيراني تدخل قائلا: "السعوديون يسعون دائما إلى تشتيت انتباه مجلس الأمن عن جرائمهم ضد شعوب المنطقة وبشكل خاص تلك الجرائم التي يرتكبونها بحق أطفال اليمن الأبرياء".

وأضاف: "السعوديون هم من يمولون أكبر جماعات إرهابية في المنطقة، بل ويقدمون الدعم اللوجسيتي لتلك العصابات ما يتنافى مع التعاليم الإسلامية وينتهك بشكل سافر القانون الدولي".

وطلب السفير السعودي الكلمة من جديد للرد قائلا: "أشعر بالأسى وأنا استمع لتلك الأكاذيب وأقول لمندوب إيران: فلتكف عن التدخل في شؤون المنطقة سواء في سوريا أو في اليمن أو في العراق .. نعم ليس لديكم الحق أبدا أن تتدخلوا في شؤون هذه الدول".

تابع: "أنتم تتباكون على أطفال اليمن وتذرفون دمع التماسيح، لكنكم تنشرون الطائفية والإرهاب في بلدان المنطقة وأدعوك أن تمتنع عن هذه السخافات".

بدورها، سخرت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، من مشاركة إيران، وقالت: "من المفارقات أن تجلس إيران معنا، وهي الدولة المسؤولة عن الكثير من المذابح في سوريا - ومعظم الصراعات اليوم في الشرق الأوسط - لإلقاء محاضرات عن طريق السلام".

اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي: أوشكنا على الوصول إلى حافة الحرب مع إيران

ومضت كيلي كرافت، في إفادتها، "إذا كانت إيران ترغب حقًا في المساهمة بالعملية السياسية، وفقا لقرار مجلس الأمن 2254 ، فعليها أن تغادر سوريا وتسحب ميليشياتها وتزيل فروعها دون تأخير".

ويطالب القرار 2254 الصادر بتاريخ 18 كانون الأول/ ديسمبر 2015، جميع الأطراف بالتوقف الفوري عن شن هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث الدول الأعضاء بمجلس الأمن، على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار.

كما يطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، بهدف إجراء تحول سياسي.

وفيما يتعلق بموقف النظام السوري من تشكيل اللجنة الدستورية، قالت المندوبة الأمريكية: "أود أيضا أن أكون واضحًة جدًا هنا: يجب ألا يستخدم نظام الأسد وحلفاؤه إطلاق اللجنة الدستورية كذريعة لإيقاف العملية السياسية والسعي إلى حل عسكري للصراع".

وشددت على ضرورة أن يتوقف العنف في إدلب (شمال) فورا ودون قيد أو شرط، هذا سيحمي حياة المدنيين الأبرياء ويحسن فرص التوصل إلى حل سياسي على الأرض.


اقرأ أيضا: وزير الخارجية السعودي: هذه أفضل وسيلة لردع إيران (شاهد)

ووصفت "كرافت " تشكيل اللجنة الدستورية بـ"خطوة تاريخية أولى ملموسة" في عملية سياسية لحل الأزمة السورية.

غير أنها مضت بالقول: "لكن إذا كنا صادقين، فنحن نعلم أنه يوجد عمل شاق أمام أطراف النزاع وقادة المجتمع المدني الذين سيتم تكليفهم بصياغة دستور سوري جديد".

واستمع أعضاء المجلس لإفادة من المبعوث الأممي إلى سوريا "جير بيدرسون" حول تشكيل اللجنة الدستورية وبدء أول اجتماعاتها في جنيف 30 تشرين الأول/ أكتوبر.

ويشارك في الجلسة غلام حسين دهغاني، نائب وزير الخارجية الإيراني، للشؤون القانونية ممثلا لبلاده.

وفي بداية الجلسة أبلغ المبعوث الأممي إلى سوريا، أعضاء المجلس عزمه توجيه الدعوة لنحو 150 سوريا للمشاركة في الاجتماع الأول للجنة الدستورية، المقرر في جنيف بسويسرا 30 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وذلك "بعد الحصول على موافقتهم بالمشاركة".

واعتبر أن "تشكيل اللجنة الدستورية هو مبادرة أمل للشعب السوري الذي عانى طويلا، وقد تم الاتفاق للمرة الأولى بين الحكومة (النظام) والمعارضة على حزمة من الأمور، وسيقوم أعضاء اللجنة بإعداد إصلاحات دستورية ستحال إلى الأمة السورية لكي تنال موافقتها".

التعليقات (0)