هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط جنرال إسرائيلي بارز، الضوء على مدى التأثير السلبي لمغادرة "الصديق الحقيقي" جون بولتون البيت الأبيض، على "إسرائيل"، وخاصة تجاه التعامل مع إيران.
وأكد رئيس معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات، جنرال احتياط عاموس يدلين، أن بولتون الذي أنهى مهام منصبه كمستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل بضعة أيام، هو "صديق حقيقي لإسرائيل"، منوها إلى أن مغادرته "تلوح كتغيير مقلق في سياسة ترامب تجاه إيران".
وأضاف: "كثيرون في الساحة السياسية والمهنية وصفوا الانعطافة الأمريكية بالمصيبة لإسرائيل، ولكن في نهاية اليوم، مستشار الأمن القومي هو مستشار فقط، والقرارات تتخذ في الغرفة البيضوية من الرئيس الأمريكي".
من هنا، فإن "شخصية بولتون وأهميته لإسرائيل، وكذا ضجيج الخلفية التي مصدرها معركة الانتخابات الإسرائيلية، إضافة لاعتبارات السياسية، تغطي على المسألة المركزية التي ينبغي البحث فيها؛ وهي الفجوة التي انفتحت بين ترامب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مسألة التهديد النووي الإيراني".
اقرأ أيضا: فورين بوليسي: ماذا يعني لإسرائيل رحيل جون بولتون؟
وذكر يدلين في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية اليوم، أنه "كان من الواضح في الأشهر الأخيرة، الابتعاد بين بولتون وترامب، فمهامه مستشار الأمن القومي إلى منغوليا، في الوقت الذي التقى فيه ترامب مع زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ أون للبحث في نزع سلاحها النووي كانت مثال واحد على ذلك".
مثال آخر على هذا الابتعاد، هو "تراجع ترامب عن القرار الذي اتخذ بتوصية بولتون للهجوم على أهداف إيرانية بعد إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية في حزيران/ يونيو الماضي".
ونوه الجنرال، إلى أن "قدرة تأثير المستشار تقاس بقدرته بمدى قربه من صاحب القرار، وباستعداده لقبول توصياته، وفي اللحظة التي تبدد القرب والإنصات لدى ترامب، ما كان يمكن لبولتون أن يحقق أجندته ضد الأنظمة التي في نظره تهدد الأمن القومي الأمريكي".
ونبه إلى أن "بولتون ونتنياهو، يتشاركان في فكر مشابه؛ فكلاهما أيدا تراجع واشنطن عن الاتفاق النووي وتطبيق سياسة "الحد الأقصى من الضغط" الاقتصادي والدبلوماسي على إيران، وكلاهما أملا في انهيار النظام الإيراني، والهجوم على إيران في حالة عودتها للبرنامج النووي".
وأشار يدلين، إلى أن "أمل نتنياهو في النجاح بالتأثير على ترامب لتبني نهجه ونهج بولتون، خاب"، لافتا إلى أن "إيران توجد في المستوى الرابع في سلم اهتمامات ترامب الاستراتيجية، بعد الصين، روسيا وكوريا الشمالية".
ولفت إلى أهمية أن "يأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي القادم؛ سواء كان نتنياهو أو غيره، الساحة السياسية والأمنية بالاستعداد لسيناريوهين مرتفعي الاحتمال هما؛ الأول؛ عودة الولايات المتحدة وإيران لطاولة المفاوضات، من أجل التوصل لاتفاق محسن، والثاني؛ ترك إيران للاتفاق النووي، والعمل على توسيع وتسريع برنامجها النووي".
اقرأ أيضا: هكذا تناولت الصحافة الإسرائيلية استغناء ترامب عن بولتون
أما بالنسبة لسيناريو المفاوضات، "محظور على تل أبيب أن تكون مرة أخرى خارج الصورة، فلا لمقاطعة المحادثات ولا لاستبعادها عنها، وبالنسبة للسيناريو الثاني، ينبغي الاتفاق المسبق مع واشنطن على الخط الأحمر الأخير، وعلى الروافع الدبلوماسية، الاقتصادية والعسكرية، التي ستستخدم".
وشدد على ضرورة أن "تفهم إسرائيل، إذا كانت الولايات المتحدة ستتركها وحدها في معركة وقف البرنامج النووي الإيراني"، معتبرا أن "مغادرة بولتون؛ هي تطور موضعي سلبي بالنسبة لإسرائيل يؤشر لتطور ميل مقلق أكثر بكثير في مسألة سياسة الإدارة الأمريكية تجاه طهران".
كما من الواجب بحسب الجنرال الإسرائيلي، "التأكد، أن هناك تفاهما استراتيجيا وتنسيقا للتوقعات بين واشنطن وتل أبيب في كل سيناريو".
وبين أنه "بعد غد ستنتهي حملة الانتخابات، وسينسى معها الانشغال بالمواضيع الفارغة كالكاميرات، تصريحات الضم بلا غطاء والرحلات الزائدة في العالم، وعلى قيادة إسرائيل، أن تعود لتنشغل بالمشاكل الاستراتيجية الجوهرية التي تقف أمامها، وتؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الإسرائيلي".